وجه الشيخ السلفي محمد سعيد رسلان، رسالة إلى المصريين، طالبهم فيها بطاعة ولاة أمورهم، وعدم الخروج على الحاكم، واعتبر أن الانتقاد والتجريح خروج على الحاكم، وصاحب الانتقاد يعتبر من الخوارج، وأكد أن مصر تمر بأصعب الفترات في تاريخها وعلينا أن نتكاتف ونقف خلف قيادتنا حتى تمر من هذه الأزمة. وقال الشيخ رسلان، في كلمة نشرها على قناته بموقع يوتيوب، "بيان للمصريين عامة ولأهل الدعوة إلى الإسلام خاصة، فأما عموم المصريين فأقول لهم، أيها المصريون إن الغرب وحلفائه في داخل مصر وخارجها لم يناموا عنكم وإن نمتم، ولم يغفلوا عنكم وقد غفلتم، ولن يكفوا عنكم حتى تسكنوا الخيام، وتفترشوا التراب، وتلتحفوا السماء مهاجرين على حدود بلدكم كما صنعوا بأهل سوريا وأنتم تنظرون".
وأضاف الشيخ رسلان "أيها المصريون إن المصلحة العليا تفرض عليكم الآن أن تتركوا خلافاتكم الصغيرة، وترتفعوا فوق نزاعاتكم القليلة، وتصطفوا خلف قيادتكم البصيرة، ولا يجادل إلا مكابر في هذه الحقيقة، وهي أن المصريين في هذا الظرف التاريخي العصيب الذي تمر به مصر لن يجدوا أفضل وأبصر ولا أقدر على مجابهة التحديات والصعاب من قيادتهم التي قدر الله أن تحمل الأمانة وتضطلع بأعبائها في هذه الفترة التي هي أدق وأخطر الفترات في تاريخ مصر المعاصر.
وحذر الشيخ رسلان في بيانه قائلا "إن هذا العام وتحديدا في الفترة من يونيو 2017 وحتى يونيو 2018، هي أخطر عام في تاريخ مصر المعاصر، فإما سلامة واستقرار ونجاة وعافية من مخاطر الداخل والخارج، ومرور بالمأزق والمضيق، وإما انهيار وتفكك وفوضى وما يتبع ذلك من الخوف والفزع والجوع والعري والهجرة إلى شتى بقاع الأرض كالأيتام على موائد اللئام.
وأشاد الشيخ رسلان بالقيادة السياسية وحث المصريين على الوقوف خلفها قائلا "أيها المصريون لن تجدوا أخبر ولا أبصر بالمخاطر التي تتعرضون لها، ويتعرض لها وطنكم من قيادتكم التي تتحمل راضية سُخطكم وغضبكم وتقدر دوافع ذلك وأسبابه ويعتصرها الحزن والأسى على معاناتكم، ولا تستطيع في الوقت ذاته مصارحتكم بحقائق لا يمكن الإعلان عنها، وخفايا أمور لا يمكن النطق بها، إذ هي من أسرار الدولة العليا وكتمانها من أسباب سلامتها واستقرارها، فليس يطلب منكم إذا أيها المصريون سوى الثقة في قيادتكم والاصطفاف خلفها صفا واحدا متماسكا، والحفاظ على سفينة الوطن التي تعوي حولها العواصف، وتتلاطم بجنباتها الأمواج، وويل لمن أراد أن يخرق السفينة ليغرق أهلها، ويل له ثم ويل له".
وحذر الشيخ رسلان من الهجوم على الحاكم وحتى الانتقاد باللفظ وقال "أيها المصريون إن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة، فلنتب إلى الله من ذنوبنا ولنستتقم على أمر ربنا، ولنتبع هدي نبينا، ومن هديه صلي الله عليه وسلم، أن نحترم ولاة أمورنا وأن نمسك ألسنتنا عنهم وأن نجتهد في الدعاء لهم وأن نطيعهم في المعروف وأن لا نخرج عليهم، ومن كبائر الإثم وعظائم الذنوب الخروج على ولاة الأمور، والخروج يكون بالكلمة وأخره الخروج بالسلاح، فإطلاق الألسنة بالشتم والسب والانتقاد والتجريح خروج، وقائله خارجي بغيض، وتهييج الناس على الحكام مع الخروج بالبدن والسلاح خروج، وأصحابه هم من الخوارج القعدة، وهم من أشر وأخبث أصناف الخوارج، فيا أصحاب الألسنة والأقلام اتقوا الله في دينكم وبلدكم واتقوا الله في مستقبل أولادكم وحفدتكم، ولا تضيعوا الموجود بوهم تحصيل المفقود، ولا تتبعوا السراب الذي يقود إلى الخراب وأحسنوا يجسن الله إليكم".
ودعا الشيخ رسلان إلى نبذ الخلافات جانبا من أجل مصلحة الوطن وقال "أيها المصريون تحملوا مسئوليتكم وأدوا أمانتكم واصبروا وصابروا، ودعوا خلافاتكم جانبا اجعلوها تحت مواطيء أقدامكم، فالأمر جد والظرف دقيق والمخاطر جمة والطريق وعر مَخُوف والله يرعاكم ويسدد خطاكم ويسلمكم ويسلم بلدكم من كل سوء".
كما وجه رسالة إلى أهل الدعوة وحذرهم قائلا "وأما أهل الدعوة إلى الإسلام فأقول لهم اتقوا الله، واتبعوا منهاج نبيكم وسبيل سلفكم من الصحابة ومن تبعهم بإحسان في العقيدة والعمل، علموا الناس ما ينفعهم وأرشدوهم إلى صالحهم وانشروا الحب والسلام بينكم، علموا الناس مجمل الاعتقاد وكفوا عن العوام خلافاتكم وارتفعوا فوق مآربكم الخاصة وخصوماتكم الشخصية، وانظروا الآن إلى مصلحة الدين العليا فإن مصر في هذا العصر في حالة الصد للإلحاد والزيف والتكفير الإرهاب والعنف".
وتحدث الشيخ عن المهمة الثقيلة التي تحملها مصر على كتفها كدولة قائلا "وأرى مصر في هذا العصر، كما كان في عصور خلت أقطار ودول إسلامية جعل الله ثباتها على الدين وتماسك بنيانها واستقرار أهلها جعل الله ذلك رهنا بثبات مصر وتماسكها واستقرارها، فيا أهل الدعوة إلى الإسلام اتقوا الله في أمتكم واعلموا أن وقوع الفوضى وقطع السبل ونهب الأموال وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح ونشر الخوف وبث الفزع والقتل على الهوية كل ذلك يضر بالدين ولا ينفعه ويعطل الشعائر ويهدم مكارم الأخلاق، ويؤصل لمساويها ويزيد الشر ويقلل الخير فاتقوا الله معاشر الدعاة واجتمعوا على ألسنة واتحدوا على التوحيد".
وأضاف الشيخ رسلان في بيانه "ويا من تقرحت نفوسهم وورمت أنوفهم من أهل البدع والأهواء ومن بعض أهل الدعوة إلى منهاج النبوية خصوماتكم شخصية ومآربكم ذاتية والدعوة أجل جلال من أهدافكم وأعلى كعبا من مقصودكم وأغراضكم فدعوا هذا جانبا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.. با أهل الدعوة إلى الإسلام علموا الناس ما يجب عليهم تجاه ولاة أمورهم وبينوا لهم بالكتاب السنة وآثار الصحابة ومن تبعهم بإحسان كيفية معاملة حكامهم وعلموهم أن يؤدوا ما عليهم ويسألوا الله الذي لهم ولا ينزع يدا من طاعة".
وأشار "أيها الدعاة بصّروا الناس بحقيقة دينهم، وجلال معتقدهم، وسلامة منهجهم، وحثوهم على أن يعيسوا بالوحي فإن الوحي معصوم، واستعينوا بالله ربكم ولا يجملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته واصبروا أيها المصريون على المعاناة مع حفط الأرواح والأعراض فهو خير من الصبر على المعاناة مع ضياعهما، والله يتولاكم ويجمع شملكم ويوحد كلمتكم على الدعوة إلى التوحيد والإتباع وهو تعالى الهادي الى الصراط المستقيم"
واختتم الشيخ رسلان بيانه بالدعاء لمصر "اللهم احفظ مصر قيادة وشعبا جيشا وأمنا وديارا وأرضا ونهرا وأنت الحفيظ العزيز.. اللهم احفظ مصر وجيمع بلاد المسلمين من الفتن ظاهرا وباطنا .. ووحد صفهم وسدد ولاة أمورهم ووفقهم لما فيه خير البلاد والعباد".