حقق فريق من شباب كلية الهندسة بجامعة حلوان انجازاً متميزاً بالفوز بالمركز ال 27 على مستوى العالم في ماراثون شركة "شيل البيئي" والذي أقيم في سنغافورة مؤخرًا، وشارك في الماراثون 75 كلية هندسة حول العالم من ضمنهم 4 كليات هندسة مصرية بجامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية وحلوان، ويعتمد هذا الماراثون علي قيام الطلاب من جميع أنحاء العالم بتصميم وتصنيع سيارات موفرة للطاقة فائقة الكفاءة.. والفريق الفائز هو الفريق الذي تقطع سيارته أكبر مسافة باستخدام أقل قدر من الوقود، فماذا فعل شباب هندسة حلوان؟! . في البداية يقول مروان الأباصيرى، رئيس فريق جامعة حلوان، والطالب في بكالوريوس هندسة السيارات: "هذا هو العام الأول لمشاركة جامعة حلوان في مسابقة ماراثون "شل البيئي" ولدى الفريق خبرة سابقة في مسابقات عديدة في مجال الهندسة والتطوير وعندما قررنا الاشتراك في مسابقة جديدة لم يكن هناك شك باختيار مسابقة المستقبل وهي ماراثون شل البيئي، ومشكلتنا الأساسية هي مشكلة توفير الكفاءة، لترشيد الاستهلاك، حيث إننا نستنفد كمية طاقة كبيرة لقطع مسافة سفر قصيرة، وتلك المشكلة باتت تهدد مستقبلنا ومشاركتنا في مسابقة ماراثون شل البيئي تحتم علينا رفع كفاءة المحركات أي كانت نوع الطاقة المستخدمة؛ للحد من الإفراط في استخدام الطاقة لمستقبل أفضل للجميع، حيث استهدفنا هذا العام تسجيل 120 كيلومترًا باستخدام لتر واحد من البنزين، وبدأ المشوار في فبراير 2016... حيث وجدت على صفحات التواصل الاجتماعي فريق هندسة عين شمس وفريق هندسة القاهرة يتنافسا في مسابقة شل لعام 2016، وكنت معجبا جدا بفكرة المسابقة وهي أنها ليست سباق سرعة... بل سباق من اجل المستقبل.. فالمطلوب من الفرق هو تصميم وتصنيع سيارة موفرة للوقود صديقة للبيئة. كان لدي خبرة سابقة لعملى مع فرق أخرى بالجامعة فكنت دائما ابحث عن تحد جديد.
ويكمل مروان قائلاً: بدأت أبحث عن فريق وأتصل بزملائي المهتمين وذهبنا للأساتذة فى قسم هندسة السيارات و الجرارات بكلية الهندسة بالمطرية لعرض المشروع عليهم حتى يشرفوا عليه، وبدأنا بوضع خطة للمشروع من حيث التكلفة وخطة زمنية.. و لم تغب أعين أساتذتنا عن الفحص والتدقيق في الخطة ثم سجلنا المشروع كنشاط طلابي في الجامعة، وبعد انتهاء العام الدراسي بدأنا مرحلة التصميم وكانت المسابقة قد فتحت بابا لتقديم المرحلة الأولى للمتقدمين على المسابقة لعام 2017، والمرحلة الأولى أشبه ب HR Interview حيث إن منظمين المسابقة كانوا يودون معرفة الفريق المشارك ورؤيته وأهدافه وجديته في المشاركة وبالفعل نجحنا في المرحلة الأولى، وبدأنا نبحث عن محرك مثالي للتطبيق الخاص بنا بسعر معقول ووجدنا ما كنا نبحث عنه وقمنا بعدة تعديلات عليه حتى يكون أكثر اقتصادية للوقود، ولكن كنا نحتاج إلى جهاز حقن وقود للمحرك وهو كان تكلفته وقت إذ حوالي 10 آلاف جنيه وهو مبلغ كبير ولم نكن نملك أي رعاة على الإطلاق، فكنا نصرف على المشروع من أموالنا الخاصة.
ثم بدأت المرحلة الثانية بالمسابقة بالتصفيات.. وهي مرحلة تختبر مدى فهمنا لقواعد المسابقة وقوة الفريق من حيث الابتكار والتغلب على المشكلات وكانت تلك المرحلة صعبة للغاية حيث إن الكثير من الفرق المقدمة على المسابقة فشلوا في اجتيازها ولكن بفضل الله اجتازنا المرحلة الثانية وتأهلنا للمسابقة الحمد لله، ونجحنا في الحصول علي عقد رعاية من إحدي الشركات لدعم الفريق بمبلغ 40 ألف جنيه، كما أن الشركة المنظمة للمسابقة دعمت الفرق المتأهلة بمبلغ 5 آلاف دولار أمريكي لكل فريق، وهذا طبعاً منحنا الأمل والتفاؤل خاصة بعدما وافق الدكتور ماجد نجم رئيس جامعة حلوان علي دعم الفريق بمبلغ 100 ألف جنيه للإقامة والسفر، وكذلك أكاديمية البحث العلمي وافقت على دعم الفريق بمبلغ 75 ألف جنيه.. وكنا وقتها قد أوشكنا على إنهاء تصنيع السيارة بالكامل، وسافر الفريق من مصر إلى سنغافورة واجتزنا الفحص الفني وفحص الأمن والسلامة للسيارة..وسارت السيارة على الحلبة و كانت النتيجة 53 كيلو متراً باستهلاك لتر وقود واحد، وكان فريق جامعة حلوان هو أول فريق مصري يجتاز الفحص الفني والسلامة ويحقق رقماً على الحلبة من أول مشاركه له، حيث تم تصنيع السيارة طبقا"للمواصفات القياسية المطلوبة0
ويضيف زميله نبيل ميشيل: وجدنا المحرك بصعوبة.. ثم قابلتنا مشكلة تحويله من "كربيرتير" إلى نظام حقن الوقود الالكتروني لتوفير الوقود، حيث إن عدة حقن الوقود سعرها كبير .. ولكن الدعم الذي حصلنا عليه من عدة جهات ساعدنا كثيراً، وكنت أيضا سائق السيارة وهذا تطلب مني مجهوداً بدنياً كبيراً حتى انقص من وزني و أكون أكثر لياقة .. حيث إن وضعية القيادة محددة لكي تخفض من ارتفاع مركز ثقل السيارة، وهذا جعل وضعية السائق يبدو وكأنه نائم وليس جالساً بشكل طبيعي في السيارة، وبالتأكيد اختبار المكابح كان من أكثر الاختبارات صعوبة علينا، ولكن بفضل الله تعالي نجحنا.
ويقول حاتم حمدى أحد أفراد الفريق: كنت متردداً عندما اقترح علىّ مروان في الانضمام للفريق حيث إن لدى خبرة سابقة بهذا النوع من المسابقات وكنت خائفاً من أن تأخذ المسابقة وقتي كله وتعود على دراستي بالسلب، ولكن الحمد الله استطعت أن انظم وقتي ووافقت بعد تردد شديد، كان عملى في الفريق هو التسويق والبحث عن ممول أو راع للفريق مع بعض المساعدة الطفيفة في الجانب الفنى، وكان خوفي من الوقت، فعادة إذا ما قمنا بتصنيع السيارة صبحت جاهزة كان من السهل علينا أن نقنع الرعاة في تمويل المشروع حيث إن المنتج جاهز وكل ما علينا فعله هو الترويج له و لكن نحن كنا بحاجة لرعاة لنتمكن من تصنيع السيارة وهو أمر في غاية الصعوبة لأن في هذه الحالة كنا نروج عن إمكانياتنا كفريق ولم نكن نروج لمنتج، الأمر الذي أشبه بالسعى وراء منحه مقدمة من جامعه كبرى لأكثر الطلاب تفوقا.
وأخيراً يقول عضو الفريق أندرو عاطف: كنت قلقا بعض الشيء من حجم المسئولية فوق عاتقي... حيث إني كنت مسئولاً عن نظام مكابح السيارة وكان هناك اختبار مخصوص في المسابقة لمكابح السيارة، الأمر الذي جعلنى متحفزاً لمراجعة كل الحسابات مرارا و تكرارا لأطمئن علي سلامة اختيار نوع المكابح و تصميم أجزاء النظام، وهو الأمر الذي جعل المنظمين مندهشين بأداء السيارة المبهر رغم وزنها وحجمها الأكبر قليلا من سيارات الفرق الأخرى، وبالمناسبة.. سيارات الفرق المنافسة رغم وزنها القليل لكن أصحابها عانوا لاجتياز هذا الاختبار... ولذلك كنت فخورا جدا بنفسي وبفريقي، ورؤيتنا للمستقبل هي تحقيق حلم تصنيع سيارة مصرية ذات كفاءة عالية وتلبى احتياجات المواطن المصري وتحافظ على البيئة، ونحن نريد أن نوجه رسالة و هي أن ثقتنا بقدراتنا كشباب مصريين هي التي دفعنا للاشتراك في المسابقة وثقتنا بقدراتنا سيدفعنا يوما ما في تصميم وتصنيع سيارة مصرية 100% بمواصفات عالمية ننافس بها في السوق العالمية أيضا.