عادة ما ترتبط المغامرة وعشق السفر والترحال بالشباب أكثر من الفتيات.. ولكن عندما نجد شابة مصرية تعشق السفر بالدراجة لمسافات طويلة، كما تهوي تسلق الجبال والتجديف فى الأنهار والبحار حول العالم.. فهنا لابد أن نتوقع أنها ليست فتاة عادية ولديها شيء مختلف، خاصة أنها مهندسة ناجحة ولم تتخل عن حلمها بالحب والارتباط.. بل الطريف أن خطيبها مغامر مثلها وقررا معا أن يكونا نموذجا يرفع اسم مصر فى العالم كله.. عن قصتها مع المغامرة وكيف بدأتها كان لنا مع نوران عشرى هذا الحوار. كيف استطعت إقناع أسرتك بهوايتك الخاصة بالسفر وتسلق الجبال وعبور الأنهار حول العالم؟ الأمر لم يكن مفاجأة بالنسبة لهم فأنا منذ كنت طفلة صغيرة وأنا أهوى تجربة كل شيء مختلف، خاصة أنني عشت خارج مصر لفترات وتعلمت من الأجانب حب الحياة والتجربة والمغامرة التى تحقق متعة غير طبيعية للإنسان وحتى عندما عدت الى مصر والتحقت بكلية الهندسة فى الجامعة الأمريكية لم أتوقف عن تلك الهواية وإنما كنت أركب عجل لمسافات طويلة وأتسلق جبال أيضا.
ولكن الطبيعة فى مصر ربما لاتساعد على ممارسة مثل تلك الهوايات؟ بالعكس فالطبيعة فى مصر أجمل من أوروبا وتساعد على ممارسة كل الهوايات التى تحمل روح المغامرة ولكننا لانستغلها بالرغم من كونها من أهم الأشياء التى كان ممكن أن تخلق شكلا جديدا ومختلفا للسياحة يعنى مثلا رياضة التجديف تعد من أشهر الرياضات الموجودة فى العالم كله وغالبا ما تكون فى الأنهار ونحن لدينا واحد من أعظم أنهار العالم لذا قررت أن أبدأ التجربة بنفسى حيث قمت بعمل رحلات ما بين االقاهرة وأسوان بمركب تجديف وشاركنى فيها خطيبى وأحد الأصدقاء وعندما وجدنا أنها كانت رحلة ناجحة وممتعة جدا قررنا إنشاء مركز رياضة تجديف لتدريب المبتدئين من هواة تلك التجربة المختلفة، خاصة أنه أغلب الناس فى مصر لايعلمون الكثير عن تلك الرياضة.
وهل الهواة يتبعون نفس خط السير من القاهرة لأسوان؟ لا طبعا هنا الأمر مختلف لأن المبتدىء لابد أن يسير مع اتجاه التيار من المنبع حتى المصب.. فالعكس يكون مستحيلاً ومن ثم تكون الرحلة من المعادى الى الزمالك والعودة تكون بتاكسى النيل لأنه الوحيد الذى يستطيع أن يسير عكس الاتجاه، وبعد انقضاء فترة التدريب يمكن جدا أن يبدأوا معنا الرحلات من القاهرة لأسوان.
هل هناك شروط لمن يريد أن يبدأ ممارسة تلك الرياضة؟ لا توجد أى شروط فكل رياضات المغامرة ليس لها علاقة بالسن فأى شخص فى أى عمر يستطيع أن يمارسها حتى لو كان عمره 80 سنة المهم أن يكون لديه لياقة بدنية عالية خاصة لمن يركبون عجل لمسافات طويلة بالعكس فأحيانا شخص عمره 60 سنة تكون لياقته البدنية وقدراته أفضل من شاب لأنه يتبع نظام حياة صحيا منذ أن كان صغيرا، وهذا في حد ذاته يعد كفيلا بأن يضمن له الحفاظ على صحته وشبابه وقدراته فأنا مرة كنت أتسلق الجبل وكان معى رجل عمره 70 سنة وكانت لياقته أفضل منى بكثير.
وما أسلوب الحياة الصحي الذي يجب على أي شخص أن يتبعها حتى يستطيع أن يمارس مثل هذه الرياضات؟ الموضوع ليس له علاقة برياضة المغامرة بقدر ما هو يحافظ على الجسم بشكل عام ويجعل الإنسان قادرا على الاستمرار لأطول وقت ممكن بصحة جيدة وشباب وأهم قواعد هذا النظام هى الابتعاد عن الأكل الدسم وإن كان لابد منه فمرة واحدة فى الأسبوع تكفى وكثرة شرب الماء وأن تكون الخضراوات والفواكه أساسا ليومنا والحركة لثلاث أو أربع مرات فى الأسبوع سواء بالمشي أو الجري أو ركوب العجل أو الذهاب الى الجيم، المهم أن الجسم يتحرك فهذا يكفى للحفاظ على الصحة ويؤهلنا لممارسة رياضات المغامرة سواء كانت تسلق جبال أو ركوب عجل أو تجديفا بالبحر أو النهر.
أيهما أصعب التجديف فى البحر أو النهر؟ البحر طبعا أصعب بكثير لما به من أمواج يمكن أن تعرض مراكب التجديف لخطر الانقلاب، لذا فيفضل أن من يمارس تلك الرياضة أن يجيد السباحة ولكن حتى لو لم يكن فنحن لا نخرج فى المسافات الطويلة إلا بتجهيزات كاملة ودائما ما تكون بجانبنا مركبا مجهزا بكل الإسعافات والاحتياجات التي يمكن أن نحتاجها أثناء الرحلة كما أن من يشعر بالتعب فيدخل لتلك المركب حتى يستعيد قواه ثم يكمل الرحلة مرة أخرى.
وما خط سير هذه الرحلات فى البحر؟ نحن طبعا نقوم بها فى البحر الأحمر لأنه الأفضل فى التجديف وقد قمنا بعمل رحلات من طابا حتى الأردن وعبرنا الخليج وكنا نقضى اليوم هناك ونرجع تانى يوم، وبالمناسبة هذه الرحلات تمر على أجمل أماكن بمصر.
ولماذا إذن لم تستخدموها للترويج للسياحة؟ بالعكس نحن نفعل ذلك منذ أن بدأنا وهناك صحفيون أجانب خرجوا معنا فى رحلة تجديف ما بين الأقصر وأسوان وانبهروا بجمال مصر وكتبوا عن تلك الرحلات وكانت مقالاتهم سببا فى أن يتواصل معنا أناس من خارج مصر خاصة ألمانياوإيطاليا وأبدوا رغبتهم بمشاركتنا فى هذه الرحلات وبالفعل جاءوا الى مصر وأصبحوا مشاركين دائمين بها ونحن أيضا قمنا بالمشاركة فى رحلات ركوب الدراجات لمسافات طويلة هناك منها رحلات من إيطاليالألمانيا مما أعطاهم فكرة رائعة عن المصريين.
وهل ركوب العجل لمسافات طويلة يحتاج إلى تدريب قبلها؟ لمدة قصيرة لاتتجاوز أسبوعين ونحن بالفعل لدينا رحلات أسبوعية فى مصر لركوب العجل وعادة ما تكون صباح يوم الجمعة ونقوم بها فى الرحاب و 6 أكتوبر وطريق العين السخنة ويشارك فيها أناس من مختلف الفئات والأعمار كما أننا نقيم رحلات جرى لمسافات طويلة أيضا.
يبدو من كلامك أن هذه الرحلات تحتاج الى تفرغ؟ إطلاقا فكلها تكون يومى الجمعة والسبت يعنى فى الإجازة الأسبوعية ومن ثم لاتعطل كل من يشارك فيها لاعن دراسته ولا عمله بالعكس فهى تكسبه طاقة إيجابية وتعزز قدراته الذهنية والجسدية على الإقبال على العمل بشكل خاص والحياة بشكل عام خاصة فى ظل الروتين القاتل الذى نعانى منه فى أسلوب حياتنا.
ماذا عن الاستعداد لمواجهة أي مشكلة أثناء الرحلة خاصة رحلات المسافات الطويلة؟ سواء فى رحلات التجديف أو الدراجة وحتى تسلق الجبال دائما ما يكون ملازماً لنا سيارة إسعاف مجهزة بكل الإمكانيات التى يمكن أن يحتاجها أى مشارك إذا لاقدر الله تعرض لأى مشكلة، كما أن كل مشارك غالبا ما يكون معه على ظهره أو الدراجة شنطة صغيرة بها احتياجاته من الطعام الذى يمده بالطاقة ليكمل الرحلة وطبعا عدة زجاجات من الماء خاصة أن رياضة ركوب الدراجة لمسافات طويلة تحرق طاقة كبيرة من الجسم ولكنها فى النهاية من أمتع الرياضات التي يمكن للإنسان أن يمارسها، وأي شخص لا يحتاج لأكثر من دراجة لكي يطوف حول العالم .
هل من الممكن أن يأتي اليوم الذي يستغني فيه المصريون عن السيارات والمواصلات ويستبدلونها بالدراجة؟ هناك مصريون أخذوا الخطوة بالفعل..ولكن الموضوع يحتاج إلى دعم ثقافي وإعلامي حتى يستطيع عامة الناس أن يستغنوا عن المواصلات والسيارات ويستبدلونها بالعجل فهذا من شأنه أن يوفر طاقة وبنزينا وأموالا وزحاما وتلوثا وفى نفس الوقت يحمى صحتنا، فركوب العجل متعة غير طبيعية وكما سبق وقلت أى شخص فى أى سن يستطيع أن يمارس تلك الرياضة ويجعل من العجل وسيلة مواصلاته الأولى وعلى فكرة الناس فى العالم كله استبدلت السيارات بالعجل وكانت تجربة ناجحة جدا.