فقد تخونه العبارات وتتشتت الجمل ولكننى اجتهد لارد اليك بعض مما اخذت فقد تعودت منك العطاء والنصح وتعودت منى الاصغاء. استاذى.. ترددت قبل ان اكتب هذا المقال خوفا من ان يفهم مقالى بعكس ما أريد ، ولكنها كلمة حق اقولها هنا بعيدة عن اى غرض ، فشهادة محررة مازالت تخطوا خطوتها الاولى فى حق رجل فاضل مثلك قد تبررها بعض النفوس ان من خلفها هدف فانا عكس ذلك لا اجامل ولا انافق ولا هدف لى الا الاعتراف بما تستحق وهذه شهادة حق ادونها فى "بوابة الشباب" ليس لى فيها اى غرض بل يشهد الله اننى اكتب الان من منطلق ما لمسته منك ايها الرجل العظيم خلال الاعوام السابقة وانا فى صرح علمك الشامخ. استاذى .. ومعنى السعادة !! لمن لا يعرف استاذى ادعوه الى قراءة جزء من مقالة " تواصل على ورق " ليتعرف على معنى السعادة التى نسعى جميعا الى الاحساس والشعور بها .. فدعونا نتعرف على انسانية هذا الرجل من خلال هذا الجزء من احدى مقالاته... يقول استاذى فى وصفه للسعادة " إن المشاعر الإنسانية الصادقة هي أعظم وأنبل ما في الإنسان . ففي إحدي المسابقات في اوليمبياد سياتل , شارك تسعة متسابقين معاقين جسديا أو عقليا , في سباق مئة متر جريا وانطلق مسدس بداية السباق , لم يستطع الكل أن يجري ولكن كلهم أحبوا المشاركة فيه وأثناء السباق انزلق احد المشاركين من علي كرسيه علي المضمار وسمعه الثمانية الآخرون وهو يبكي فأبطأوا من الجري وبدأوا ينظرون إلي الوراء نحوه ثم توقفوا تماما عن الجري وعادوا إليه ... عادوا جميعا إليه ثم جلست بجانبه فتاة منغولية , وضمته نحوها وسألته : أتشعر الآن بتحسن؟ فنهض وانضم إلي الجميع ومشوا جنبا إلي جنب كلهم إلي خط النهاية معا وهللت الجماهير الموجودة وصفقت لهم طويلا .... الأشخاص الذين شاهدوا هذا مازالوا يتذكرونه ويقصونه حتي الان ... لماذا؟ لأننا جميعا في دواخل أنفسنا نعلم أن السعادة في الحياة هي أكثر بكثير من مجرد أن نحقق الفوز لأنفسنا . لأن الأكثر أهمية في هذه الحياة والسعادة الحقيقية فيها هي أن نساعد الآخرين علي النجاح والفوز , حتي لو تطلب ذلك أن نبطئ وننظر إلي الخلف ونغير اتجاه سباقنا نحن . فربما يساعدنا ذلك علي تغيير قلوبنا وقلوب غيرنا . ودائما لاتقل : يا رب إن لي هما كبيرا بل قل : يا همي إن لي ربا كبيرا .. فرزقك مقسوم وقدرك محسوم وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم" . ومن التواصل على ورق الى التواصل فى يوم تكريم استاذى اليوم بقاعة نجيب محفوظ وما شاهدناه من العديد من المواقف الانسانية والكلمات المعبرة التى تسارع المحررين على القائها .. واستاذى اليوم هو اسعد الناس بكلماته ودموعه الصادقة ... استاذى.. الكرسى لا يبقى والمنصب يزول والمسؤول على الكرسى يرحل ولا يبقى الا حب الناس لهذا الرجل وهو راس المال الحقيقى الذى اكتسبه من مشواره المهنى خلال 40 عاما من العطاء... همسة الختام استاذى استاذ لبيب السباعى هذه كلماتى قد تعبرعن بعض من احساسى وما قدمته للمؤسسة الاهرام واعذر قلم جف حبره باسمى وباسم كل من تتلمذ على يديك ومن وافق على حروفى.. فمهما كتب عنك فلن نوفيك حقك.