* شاب يبيع دمه ب 50 جنيها.. والفصيلة النادرة ب 200 * سمسار متبرعين: العمولة حسب الاتفاق مع المتبرع.. وكله لوجه الله " أنا شاب وأريد بيع كليتي".. جملة صادمة ومحزنة ولكن للأسف تجدها كثيرا في مواقع وصفحات على الفيسبوك متخصصة لبيع الأعضاء البشرية.. وتشهد إقبالاً من العديد من الشباب من كل الجنسيات.. وللأسف أكثرهم من المصريين.. وبالرغم من ضبط أكبر شبكة دولية للاتجار بالأعضاء البشرية في مصر إلا أن هذه التجارة مازالت رائجة سواء في مصر أو العالم.. وتصل أرباحها إلى 8 مليارات دولار سنويا.. وراء كل ذلك معاناة يعيشها الكثير من الشباب تدفعهم إلى التضحية بأعضائهم البشرية جريا وراء المال، ولكل شاب منهم ظروفه التي اضطرته إلى ذلك.. ونتعرف على بعضها من خلال التحقيق التالي..\ كلى وكبد للبيع البداية من صفحة"كلى للبيع"، والتي تعتبر سوقا مفتوحة تعرض حالات تريد بيع أو شراء الكلى، ولا يخجلون من ترك أرقام تليفوناتهم وكأنهم في سوبر ماركت، وهناك من يحدد السعر وهناك من يترك الأمر لمن يدفع أكثر، والغريب أن من يريد البيع لأحد المصريين يضع السعر الذي يختلف عن البيع لأي خليجي أو أجنبي، فتكون العملة بالدولار أو اليورو. ومن هؤلاء أشرف عرفة الذي كتب وقال:" أنا شاب من القاهرة عمري 30 سنة أرغب في بيع كليتي لظروف خاصة بيع كلية 90 ألف جنيه، أو جزء من الكبد فصيلة الدم o والطول 170 الوزن 60 ممكن في أسرع وقت علشان أنا الظروف عندي وحشة أوى أنا عاوز الموضوع ده سر لأن أهلي مش موافقين"، وآخر قال:" أنا مستعد أبيع كليتي مقابل 3500 يورو.. أنا عندي 26 سنة بصحة جيدة جدا والحمد الله من مصر". وهناك الكثير من الشباب الذين يتجهون إلى المواقع الخليجية من أجل نشر إعلاناتهم، ومنهم هاني مصطفي الذي كتب في إعلانه" أعيش في مصر وعمري 28 سنة وصحتي ممتازة جدا، وأنا والله العظيم جاد جدا في هذا الموضوع أني أريد بيع كليتي أو فص الكبد الخاص بي في أقصي سرعة، وفصيلة دمي توافق جميع الفصائل لأنها AB وهذا كلام الدكتور، أنا جاد فيما أقول أقسم بالله وأريد بيعهم بأقصى سرعة لكي أسدد ديوني"، وترك رقم هاتفه وبريده الالكتروني، اتصلنا به فأكد أنه حتى الآن ينتظر من يشتري، فقد جاءه عرض ب 14 ألف جنيه، ولكنه مبلغ قليل جدا، كما أنه يريد البيع لأحد من أي دولة عربية لأنهم يدفعون أكثر! حالات كثيرة موجودة وتنتظر البيع.. منهم محمد الذي يقول: عندي 27 سنة وحصلت على دبلوم صنايع، ولم أجد أي عمل حتى الآن، بحثت كثيرا عن أي فرصة ولمدة أربع سنوات ولكني لم أصل لأي شيء، وتقدمت كثيرا للعمل في أماكن طلبوا مني أن أملأ استمارة ب 20 جنيها ولكنهم يجمعون الفلوس فقط، وحاجتي للفلوس دفعتني لأعرض بيع كليتي على الانترنت، وكتبت في الإعلان أني لديّ كلية +A والحمد لله صحتي جيدة وليس لديّ أي مرض، ولا أدخن أو أشرب أي كحول، فلم أجد أي حل آخر سوى أن أفكر في ذلك، وهناك من اتصل بي لشرائها ولكن البيع لم يتم، ومازلت أنتظر أي مشتري، وأعرضها للبيع ب 50 ألف جنيه، حتى أستطيع أن أفتح مطعم" تيك أواي"، ويكون ملكي، وأهلي لا يعلمون ما أفكر فيه، وأقوم بذلك من ورائهم لأنهم بالتأكيد سيرفضون ذلك، ولكن ماذا يفعل شاب في سني لا يجد أي عمل ولا يجد أي أموال لعمل مشروع ويؤمن مستقبله، بالطبع صعب جدا أن يصل تفكيري إلى بيع كليتي ولكني لم أجد أى حل آخر. " أنا مصري عايز أبيع كليتي للظروف المهينة اللي أنا فيها".. هكذا عرض وليد صبري بيع كليته.. والذي تحدثنا معه للتعرف على تلك الظروف التي دفعته للتفكير في ذلك.. ويقول: معي بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس، وأنا في الثلاثينات من عمري ولم أفعل أي شيء في حياتي ولم أتزوج، وأي شاب في هذا العمر يفكر في أشياء كثيرة يفعلها ولكني لم أحقق أي شيء، وكان عندي مديونية بعد أن تعرضت لخسائر كثيرة، ففي 2011 كنت أعمل في المقاولات، وخسرت بسبب الأحداث التي مرت بها البلد، ثم غيرت نشاطي وفتحت محل في سوق العبور، وحدثت خسائر أخرى، ووصلت ديوني إلى 35 ألف جنيه، وأعمل حاليا 20 ساعة في اليوم حتى ألبي احتياجاتي، فأعمل كمحاسب في سوق العبور ب 60 جنيها في اليوم، وفي صيدلية في المساء ب2000 جنيه في الشهر، وعرضت كليتي للبيع بدون أن يعلم أى أحد من أسرتي، وهناك من عرض الشراء ب 15 ألف جنيه، ولكني كنت أريد أن أبيع ب 35 ألف جنيه حتى أستطيع أن أسدد ديوني، فقد وصلت لمرحلة شعرت فيها بأن كل الأبواب مغلقة أمامي وما باليد حيلة. محمد عبد الرحمن من محافظة البحيرة يعرض بيع كليته وكتب في إحدى الصفحات "أنا عندي 29 سنة وعاوز أبيع كليتي مقابل مبلغ مالي وفصيلة الدم O وجاهز في أي وقت وفي أقرب وقت ممكن اللي جاهز ومستعد أنا تحت أمره".. اتصلنا به فقال: عندي ظروف ومحتاج فلوس، وأعمل في محل بالبحيرة، وجاءني عرض لشراء الكلية ب 60 ألف جنيه، ولكني حتى الآن لا أعلم السعر الذي من الممكن أن أبيع على أساسه. قرنية للبيع الأمر لم يعد يتوقف على الكلى والكبد فقط.. بل أن هناك من يعرض بيع قرنية عينه، وهناك الكثير من الإعلانات على مواقع الأسواق المنتشرة على الانترنت، ومن هذه الإعلانات أعلن شخص اسمه يوسف وقال:" أنا شاب 34 سنة أريد بيع قرنية العين لظروف خاصة" وترك رقم تليفونه، اتصلنا به لمعرفة مدى جديته في ذلك، فأكد أنه جاد جدا، وسألناه على السعر فقال" لسه مش عارف renge معين" ومنتظر يعرف الأسعار المعروضة عليه، مؤكدا أنه عندما يشتري أحد سيارة يكون هناك سعر معين عند المشتري، ولكنه لا يعلم حتى الآن سعر معين لقرنيته، وسألناه عن السبب الذي يدفعه إلى ذلك فأكد أن ظروف شخصية تجعله في حاجة إلى المال، ولكنه لم يجد وسيلة أخرى لجني الأموال سوى بهذه الفكرة. السماسرة وينتشر العديد من السماسرة الذين يساهمون في توفير البائع والشاري، ومنهم من يطلق على نفسه اسم"منسق للمتبرعين" ويعرف نفسه على صفحته على تويتر بأنه "منسق لفاعلين الخير أو للمتبرعين وللمحتاجين من كلى وكبد"، وعندما اتصلنا به سأل عن فصيلة الدم وأكدنا له أن المطلوب كلى O+ ، وطلب مهلة للبحث عن متبرعين مؤكدا أن العمولة ستكون على حسب الاتفاق مع المتبرع أولا، ولكنه طلب وقت لأنه حسب تعبيره" الناس خايفة" بسبب القبض على شبكة بيع الأعضاء، مؤكدا أن ما يقوم به لوجه الله. وأثناء بحثنا رصدنا مجموعة من الشباب يقومون بكتابة نفس الإعلان بصياغات مختلفة، حيث تكون صيغة الإعلان"عاجل، مطلوب متبرعين كلي، جميع الفصائل، وللمتبرع مكافأة مادية من المريض، والعملية تتم بموافقة وزارة الصحة، وفي أفضل المستشفيات، العملية آمنة تماما، ونضمن للمتبرع سلامته بعد العملية باذن الله تعالي، ولكم جزاء وثواب عند الله لشفاء أي مريض"، ويدّعون أنهم فريق طبي كامل، وهناك من يطلب جميع الجنسيات العربية بشرط الإقامة في مصر، ولكن عند الدخول إلى صفحاتهم الشخصية وجدنا أنهم ليس لهم أي علاقة بالطب، ومعظم الصفحات أنشئت حديثا، كما أنهم من أماكن مختلفة، فهناك من يكتب أنه من البحيرة، وآخر من القاهرة، وآخر من العين السخنة والإسكندرية. اتصلنا بأحد الأرقام فتحدث شخص اسمه رمزي وأكدنا له أن لدينا متبرعين ونريد أن نعلم السعر فأكد أن السعر سيتم تحديده بعد المقابلة وإجراء الفحوصات الطبية وفي وجود المشتري، وسألناه عن الفريق الطبي الكامل المذكور في الإعلان فقال: إنهم مجموعة أطباء من تخصصات مختلفة وأن العملية آمنة وليس هناك داع لأي خوف، ورفض التحدث في أي تفاصيل أخرى مؤكدا أن كل الأمور يمكن التحدث فيها بعد تحديد موعد للقاء. اشتري دم الأمر لا يتوقف على الأعضاء البشرية، ولكن هناك من يبيع دمه أيضا، وتنتشر إعلانات بيع الدم على الانترنت، لدرجة أن من يعرض بيع دمه وصل إلى صفحة بنك الدم المصري، فتجد تعليقات مثل" فصيلتي o رقم تليفوني....... ومش هنختلف إن شاء الله"، ونجد مثل هذه الإعلانات على العديد من الصفحات والمنتديات.. اتصلنا بأحد المعلنين عن بيع الدم، وأكدنا له أننا في حاجة إلى التبرع بالدم في مستشفى القصر العيني، وأكد أنه سيكون موجودا في أي وقت نحدده، وأن فصيلة دمه" A"، وتحدثنا عن السعر فأكد أنه لن يختلف في أي شيء، ولن يحدد أى سعر معين إلا بعد المقابلة في المستشفى، وسألناه عن السبب في قيامه بذلك، فأكد أنه يعمل الخير وفي نفس الوقت يحسن دخله، كما أنه يحل أزمة نقص أكياس الدم في المستشفيات، ولا يحصل على أكثر من 50 جنيها، ولو وجد أى أحد غير قادر على دفع أي أموال يتبرع له بدون مقابل، ولكنه يعرف أناس يأخذون أكثر من 200 جنيه إذا كانت الفصيلة نادرة، كما أكد أن هناك كثيرين يفعلون ذلك، مؤكدا أن الظروف التي نمر بها تجعلنا نستفيد بأي شيء، ورفض ذكر اسمه أو أي معلومات عنه.