النصب على الرئيس    بوتين يشيد ب«بطولات جنود كوريا الشمالية» في حرب أوكرانيا    تحطم طائرة رئيس الأركان الليبي في تركيا.. تحقيق شامل وتفاصيل الرحلة الأخيرة    رئيس وزراء أوكرانيا السابق: تمسك زيلينسكي بالجيش المقاتل يدل على عدم اهتمامه بالسلام    مودرن سبورت يعلن رحيل مجدي عبد العاطي    نتائج مباريات الجولة الأولي لدور المجموعات فى كأس أمم إفريقيا 2025    طقس اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025 في أسوان    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    حين يكون الخطر قريبًا.. كيف تحمي الدولة أطفالها من الاعتداءات الجنسية؟    بعد صعود حاد.. استقرار أسعار الذهب اليوم الخميس 25 ديسمبر    تحدث بعد الجرعة الثانية، اكتشاف سبب التهاب عضلة القلب النادر بعد لقاحات كورونا    "العدل" الأمريكية تكشف عن مليون وثيقة إضافية مرتبطة بإبستين وتبرر أسباب تأخر النشر    السياحة الفلسطينية: الاحتلال دمر خلال عدوانه على غزة 264 موقعا أثريا و4992 منشأة سياحية    كان على وشك الزواج.. حبس ربة منزل لقتلها طليقها بشبرا الخيمة    تطعيم الجديري المائي بمراكز «فاكسيرا» في القاهرة والمحافظات    الكويت تدين الهجوم المسلح الذي استهدف أفراداً من الشرطة الباكستانية    الكرملين: المفاوضات حول أوكرانيا ينبغي أن تجري خلف أبواب مغلقة    سقوط نواب بارزين وصعود وجوه جديدة.. أطول ماراثون برلماني يقترب من خط النهاية    وزير الثقافة يلتقي محافظ الأقصر لبحث تكثيف التعاون    بطولة أحمد رمزي.. تفاصيل مسلسل «فخر الدلتا» المقرر عرضه في رمضان 2026    بعد غياب أكثر من 4 سنوات.. ماجدة زكي تعود للدراما ب «رأس الأفعى»    إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تطلق النار على مناطق بخان يونس ومدينة غزة    مع اقتراب رأس السنة.. «الوكالة» تخطف الأضواء وركود بمحلات وسط البلد    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الخميس 25 ديسمبر 2025    بعد 159 عامًا في قصر العيني.. «البرلمان» ينقل جلساته للعاصمة الجديدة    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم سيارة ملاكي وربع نقل بقنا    ضربة قوية لداعش.. القبض على طه الزعبي وعناصر تابعين له بريف دمشق    براءة المدعي عليه لانتفاء أركان الجريمة.. حيثيات رفض دعوى عفاف شعيب ضد محمد سامي    بعد تصريح مدبولي: "لا أعباء جديدة حتى نهاية برنامج صندوق النقد الدولي".. كيف طمأنت الحكومة المواطنين؟    كارم محمود: لم أجد صحفيا مهنيا تورط يوما في انتهاكات أثناء تغطية العزاءات    عاجل- طقس الخميس، الهيئة العامة للأرصاد الجوية: ظاهرتان تؤثران على طقس الخميس في جميع أنحاء مصر    بالصور .. محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد    ترتيب أمم إفريقيا - رباعي عربي في الصدارة عقب الجولة الأولى    خبير مروري لتليفزيون اليوم السابع: تغليظ عقوبات المرور يعالج سلوكيات خطرة    محافظ الدقهلية يتفقد موقع انفجار أنبوبة بوتاجاز بعقار المنصورة    لم تحدث منذ 70 عاما، محمد علي خير يكشف "قنبلة مدبولي" للمصريين في 2026    الكاميرون تفتتح مشوارها الإفريقي بانتصار صعب على الجابون    كأس الأمم الأفريقية 2025.. الكاميرون تهزم الجابون بهدف "إيونج"    موعد مباريات اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025| إنفوجراف    صاحب فيديو صناديق الاقتراع المفتوحة بعد خسارته: لم أستغل التريند وسأكرر التجربة    العالمي فيديريكو مارتيلو: الموسيقى توحد الشعوب ومصر وطني الثاني    صفاء أبو السعود: 22 دولة شاركت في حملة مانحي الأمل ومصر تلعب دور عظيم    سكرتير بني سويف يتابع أعمال تطوير مسجد السيدة حورية للحفاظ على هويته التاريخية    تحت عنوان: ديسمبر الحزين 2025.. الوسط الفني يتشح بسواد الفقدان    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في قضية السباح يوسف    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: انتهاء برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي بعد عام    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    التعليم وتغير قيم الإنجاب لدى المرأة.. رسالة دكتوراه بآداب السويس    بالأسماء، أحكام الإدارية العليا في 49 طعنا على نتائج ال 30 دائرة الملغاة بانتخابات النواب    محافظ القليوبية: توريد الأجهزة الطبية لمستشفى طوخ المركزي تمهيدا للتشغيل التجريبى    محافظ الدقهلية ورئيس جامعة المنصورة يتفقدان أعمال التطوير بمكتبة مصر العامة    يلا شوت بث مباشر.. مشاهدة الكاميرون × الجابون Twitter بث مباشر دون "تشفير أو اشتراك" | كأس الأمم الإفريقية    وسرحوهن سراحا جميلا.. صور مضيئة للتعامل مع النساء في ضوء الإسلام    إقبال كثيف للمصريين بالخارج على التصويت بانتخابات النواب والفئة العمرية "31–50" عامًا تتصدر    صحة الفيوم تطلق مبادرة "صوت المريض" لدعم مرضى الكلى    محافظ البحيرة تتفقد القافلة الطبية المجانية بقرية الجنبيهي بحوش عيسى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الراحل سيد حجاب في حواره الأخير مع "مجلة الشباب": الحق سافر.. بس مقطوع لسانه
نشر في بوابة الشباب يوم 26 - 01 - 2017


تصوير: محمود شعبان
- عبدة أصنام الماضي يسرقون المستقبل من المصريين الآن
- السيسي يخاطب الجانب الطيب في الفاسدين.. وهذه نظرة مثالية منحتهم الفرصة لصدارة المشهد
- عقب ثورة 30 يونيو فوجئ كثيرون بوجود السلفيين في صدارة المشهد رغم أن الشعب ثار على أفكارهم
- عندما ذهبت لمنح صوتي لحمدين صباحي كنت مقتنعاً بأن النجاح للسيسي.. ولكنني انتخبت برنامجاً سياسياً وليس “كلمة شرف"
- الوسية زمان كان يملكها الأجنبي.. وحالياً أصبح مكانه رجال الأعمال
- انضممت للإخوان لمدة 3 سنوات.. وتركتهم بعدما اكتشفت أن الجماعة أهم عندهم من الوطن
- كتبت تيتر "ليالي الحلمية" في وقت انحسر فيه "الحلم".. كانت لحظة "نوستالجيا"
- أغنية "عيون" أصلاً لم تكن ملكاً لمحمد منير.. وتمنيت أن يغني علي الحجار تيتر "أرابيسك" لكن عمار الشريعي رفض
- تعاملت مع كل المطربين الذين أحبهم مثل مدحت صالح وهشام عباس وأمينة الحنطور!
- كانت بينى وبين أحمد فؤاد نجم خلافات كبيرة.. لكنه إنسانيا أقرب لي من عبد الرحمن الأبنودى
- القصيدة تولد بداخلي أولاً.. وعندما أنتهي منها أكتبها للناس
- أقول الحق دائماً لكن بشرط ألا يجرح أحداً.. وأشكو من الزمن بالصبر علي أفعاله
- كانت فرحتي لا توصف عندما قال صلاح جاهين عني"لو كان هناك حب من النظرة الأولى.. أكون أنا قد أحببت سيد حجاب من أول نظرة"
أجري هذا الحوار منذ نحو عام ، وقتها صادف عيد ميلاد الشاعر الكبير سيد حجاب.. وكان من السهل أن نذهب إليه ونفتح جهاز التسجيل ليسرد ذكريات وحكايات بشكل تقليدي، ولكنه طلب من البداية ألا نطرح عليه اسئلة مرتبة.. فقط أرادها "دردشة" من القلب بلا مسودة أو هوامش.. كلام عن الشعر والناس والدنيا.. تماماً عزيزي القارئ وكأنك شاهدته في أتوبيس نقل عام واستغرقتما في الكلام لعدة محطات ثم ذهب كل منكما إلي حال سبيله، تركناه لتأملاته وافكاره.. كلام بدون ترتيب مسبق أو افكار سريعة التحضير، ما سنتابعه في السطور التالية أشبه بخواطر أدبية صاغ كلماتها الراحل سيد حجاب عبر 55 عاماً من الشعر والثقافة والإبداع..ولمن يريد قراءتها حسب افكاره أو توجهاته.. نصيحة: دقق جيداً فيما بين السطور ، وأمانة عليك : بعدما تنتهي من الحوار .. أقرأ الفاتحة علي روح المبدع الراحل ..

*بين عشرات الكتب المبعثرة في مكتبك .. هناك دواوين مهداة لك من شعراء شباب كتاباتهم وموهبتهم متواضعة جداً.. هل تواجههم بالحقيقة أم تكتفي بعبارات المجاملة؟
أقول الحق دائماً لكن بشرط ألا يجرح أحداً .. أعبر عن رأيي بذوق،وعموما سهل التمييز بين صاحب الموهبة والمدعي .. لكن إذا كنت تقصد أن الكل حالياً اصبح يري نفسه مبدعاً ومن حقه أن يكتب سواء كان شعراً أو قصة أو حتى خواطر فأنا أعتبرها ظاهرة صحية.. فالكتابة فى أصلها " تحرر" ومهم أن يحاول الجميع، وصاحب القدرات الإبداعية طبيعي أن يجرب كل شيء فى بداياته حتى يجد طريقه.
*العود الموجود بمكتبك .. للزينة أم تجيد العزف عليه؟
هو ملك للموسيقار صلاح الشرنوبي تركه عندي حتى يجد ما يلحن به عندما يزورني، أنا حاولت أعزف موسيقي لكننى وجدت نفسي فى الشعر.. وبالمناسبة، الإبداع مختلف عن الإنشاء.. فعندما أبدأ في كتابة قصيدة ليس بالضرورة تكون عندي فكرة محددة مثل كاتب المقال مثلا.. المهم أن تكون هناك ذائقة جمالية ومخزون عاطفى ومعرفي ثم تعبر عنها حسب حالتك ..المسألة يمكن أن تبدأ بهاجس أو فكرة أو حلم .. حتى بما فيها الأغنية الدرامية أو التترات.. فالقصيدة تولد بداخلي أولاً وعندما أنتهي منها أبدأ في كتابتها للناس ، وسواء الهدف الحصول علي فلوس أم لمجرد تفريغ طاقة إبداعية .. أنا أكتب فقط عندما تظهر بداخلي الرغبة في الكتابة عن فكرة ما، لكن فكرة كتابة القصيدة ب " قصد " يجعلها تفقد الكثير من جمالها، وعموماً.. الكل سيظل يحاول والزمن لن يتوقف عند أحد.
* وينفلت من بين أيدينا الزمان .. كأنه سحبة قوس في أوتار كمان (أرابيسك)
ماتسرسبيش يا سيننا من بين أيدينا .. وماتنتهنش ده احنا يدوب ابتدينا (ليالي الحلمية )
آه يا زمن معيوب يا أيام سفيهة.. يا دنيا مقلوبة عاليها فى واطيها (الوسية)
لماذا فكرة الزمن تشغل حيزاً كبيراً من أشعارك ؟
هناك تعبير آخر ستجده مثلاً في هذه الكلمات:
إن درت ضهرك للزمن يتركك
لكن سنابك مهرته تفركك
أو معنى ثالث يقول:
ليه يا زمان ما سبتناش أبريا؟!
وواخدنا ليه فى طريق مامنوش رجوع؟!
أقسى همومنا.. يفجر السخرية
وأصفى ضحكة تتوه فى بحر الدموع!
وكلها أفكار لها علاقة بالزمن وافعاله .. وهذا مخزون له علاقة بالمصريين عموماً، فأجدادنا هم أول من اسس التقويم وجعلوه مرتبطاً بحياتهم الزراعية وأعيادهم ومناسباتهم .. ولذلك نشكو من الزمن إليه بالصبر علي أفعاله، لكن مأساتنا أننا استغرقنا فى الزمن الماضي ولم ندرك أن العالم تغير .. فنحن ننتمي للماضي بأفكارنا ونعيش الحاضر بأجسادنا فقط ، ويحزنني الاستاذ محمد حسنين هيكل عندما يصف الحضارة المصرية القديمة بأنها "حضارة موت".. فالحقيقة أنها حضارة تحتفي بالحياة مع إدراكها أن لكل بداية نهاية، ولذلك نقول:
دور يا زمن
و خدنا فى دايرتك
لا الحسن باقي
ولا الشباب بيدوم
وازاي يا قلبي
دنيتك غرتك
*لكن كتاباتك تؤكد أنك تعشق الحياة في الماضي.. كنت تتمني مثلاً أن تظل مصر عبد الناصر باقية؟
بالعكس.. أنا أتمني أن أعيش في الزمن القادم لأري كيف ستتقدم الإنسانية أكثر وأكثر، والجنة الحقيقية موجودة في المستقبل وكما يقول ناظم حكمت فإن أجمل الأيام هى التى لم نعيشها بعد، وسبق وطرحت السؤال " منين بييجي الشجن؟" .. والإجابة التى اعتقدها هي" من اختلاف الزمن" .. وتيتر "ليالي الحلمية" بالمناسبة كتبته في وقت انحسر فيه الحلم الناصري وظهر مناخ آخر يكرس للتبعية، كانت لحظة نوستالجيا وحنين للزمن الماضي.
*بمناسبة كلمات "أرابيسك" .. لماذا منحتها للمطرب الجديد وقتها"حسن فؤاد" ولم تتعاون مع رفيق أعمالك الناجحة علي الحجار؟
بصراحة.. لم أكن موافقاً وقتها علي اختيار عمار الشريعي لحسن فؤاد.. كنت أميل لأن يغنيها علي الحجار، ولكن أمام اصرار عمار وافقت لأن الكلمة النهائية للملحن، وبالمناسبة .. السؤال نفسه يقوله البعض علي "ليالي الحلمية " ولماذا اخترنا محمد الحلو .. والحقيقة أن الحلو قدمت معه أعمالاً رائعة مثل "لا مرسي لا عنوان" كانت كلماتها تقول "فيه حاجة جوه عروقى مختفية .. لها طعم جرح الملح.. طعم الآه .. الحزن من الدنيا سرى فيا .. وانا باجرى منه ولا باجرى وراه؟! " ، وأيضاً قدمنا مسلسلاً ناجحاً اسمه "الجسر" تقول كلمات التيتر "يا جسر يا مقطوع ومين يوصلك؟! .. يا باب يا مفتوح ع الزمان البراح يا منتهى غايتنا.. فين أولك؟ .. وح ندخلك.. ولا تحوشنا الجراح؟! " .. وكذلك تيتر " المرسى والبحار " وكانت كلماته تقول " يا مركب العمر يا مشبوح مابين هلبين .. تتشد منهم تعيش في الشك ما بين بين .. تنفك منهم تتوه مندوه في بحر البين.. ولفين نروح .. ياريت كان لي يا هو قلبين " ، وايضاً " حلم الجنوبي" و" الوسية" وغيرها الكثير .. وعموماً الحلو صوته كان أقرب لروح موسيقي ميشيل المصري في" ليالي الحلمية " من علي الحجار، وكل المطربين الذين أحببتهم عملت معهم بداية من محمد قنديل في" الأصدقاء " ومدحت صالح في " شرف فتح الباب " ووصولاً إلي هشام عباس في " أميرة في عابدين " وأمينة " الحنطور" .
*تحب صوت " أمينة "؟
أنا أراها مطربة " شاطرة" رغم تحفظي علي بعض أغنياتها.
*وعلي ذكر تيتر " ليالي الحلمية ".. لماذا لم تتعاون فيه مع رفيق مشوارك "عمار الشريعي" واخترت الموسيقار ميشيل المصري؟
هذه ليست تجربتي الوحيدة مع ميشيل .. هناك تجربة مسلسل " من الذي لا يحب فاطمة "، ومن قبلها بسنوات هناك تجربة أحبها جداً في تيتر مسلسل "أولاد آدم".
* " تحت نفس الشمس.. فوق نفس التراب.. كلنا بنجرى ورا نفس السراب".. الجملة الشعرية التى تشبه الحكمة الفلسفية هل من سبيل الاستعراض الجمالي فقط أم تعتبرها فلسفة غنائية؟
لا .. هي مخزون ثقافي وأدبي بداخلي تختلط فيه الحكمة بالفلسفة، وكل شخص يعتبرها حسبما يتذوقها، وكما قلت في بقية تيتر" الشهد والدموع" .. فى زمان الغربة دُرنا ياما دُرنا.. ريح بتبدرنا وريح تضرب صدورنا، اعتبرها جملة عابرة أو عبارة غنائية أو حقيقة أو تكذبها .. أنت حر، لكن بصفة عامة يمكنك أن تعتبرها " رؤية " وليست رأياَ.. رغبة في التعبير عن نفسي بهذه الطريقة.
*ويبقى السؤال الذي طرحته في رائعتك "زي الهوا" يا تري اللي بيعيش الزمن إحنا .. ولا الزمن هو اللي بيعيشنا"؟
الاثنان معاً .. نحن نصنع الزمن بأفعالنا ثم نتأثر بتقلباته وتفاعلاته، وإجابة السؤال ستجدها في بقية الأبيات..
لما تتلاقى الوشوش مرتين
ما بيتلاقوش يوم اللُقا التاني
عمر الوشوش ما بتبقى بعد السنين
نفس الوشوش.. دي بتبقى شيء تاني
بتبدل الأيام ملامحنا
ترعشنا.. تنعشنا.. تشوشنا.
*مرت عليك لحظة من لحظات الزمن كنت تتمني أن تعيش عمرك كلها عندها؟
طوال عمري لم أعش أمجد وأغلي وأنقي من أيام ثورة 25 يناير.. كتلة إنسانية تجاوزت كل الأيديولوجيات السياسية والمذاهب الدينية والطبقات الاجتماعية.. كانت مصر التى اعتقد أنها ستظل في الأحلام فقط .. لحظات رائعة رأيت فيها بشارة الزمن القادم الذي سرقه منا الإخوان فيما بعد ونجحنا في استعادته.. ولكن الآن تتم سرقته مرة ثانية.
*من يسرقه الآن؟
عبدة أصنام الماضي هم الذين يسرقون أحلامنا اليوم..
* بصراحة.. تهاجم كثيراً الذين يعيشون في الماضي لكنني أشعر وكأنك أحدهم، مثلاً يبدو أنك لم تغادر اللحظة التى ذهبت فيها لانتخاب السيد حمدين صباحي في انتخابات الرئاسة الماضية؟
علينا أن ننظر للأشياء كما هى ..لا تستهوينى نهائياً كلمة "لو"، وعندما ذهبت لمنح صوتي لحمدين صباحي كنت مقتنعاً تماماً بأن النجاح للرئيس عبد الفتاح السيسي .. فقط منحته صوتى تعبيراً عن موقف مبدئي وهو أن صوتي لمن عرض علي برنامجاً واضحاً احاسبه عليه وليس مجرد " كلمة شرف " لا تدار بها السياسة، كنت مدركاً أن هناك إجماعا شعبياً علي السيسي لكنها مسألة مبدأ بالنسبة لي.
*هل تحققت "كلمة الشرف" هذه برأيك؟
بأمانة.. مازلنا في حلقة من حلقات الصراع بين قوي الثورة.. وقوي الثورة المضادة، طبيعة الحكم المحافظ الحالي لا يملك رؤية مستقبلية واضحة، بل أهدر فرصتين تاريخيتين كان لو استغلهما سيصبح نظاماً للثورة.. الأولي بعد الإجماع الشعبي الكبير في 30 يونيو ضد ممارسات الأحزاب الدينية سواء من الإخوان المسلمين أو السلفيين.. لكن مشهد 3 يوليو فوجئ الكثيرون بوجود السلفيين في صدارته رغم أن الشعب ثار علي افكارهم ايضاً، والفرصة الثانية المهدرة كانت عندما تقدم السيسي لرجال الأعمال بمبادرة صندوق تحيا مصر لكنهم خذلوه ولم تكن النتيجة كما كان متوقعاً .. فهو كان يخاطب الجانب الطيب في الفاسدين.. وطبعا هذه نظرة مثالية وخيالية للأمور، بينما عندما لجأ للشعب المصري فى مشروع حفر قناة السويس نجدوه ب64 مليار جنيه خلال 8 أيام فقط ..كانت فرصة ليفصل نفسه عن قوي الماضي، لكن للأسف رجال الأعمال والفاسدين هم الذين يسيطرون علي وسائل الإعلام حالياً ويتمتعون بالإعفاءات الضريبية.. هناك فرص كثيرة تمنح للناهبين من أبناء النظام الماضي والذي كانوا في صدارة مشهد المؤتمر الاقتصادي والذي لم ينتج عنه أى شيء حتى الآن ..وهم الذين سيتواجدن بأموالهم في البرلمان القادم.
*لن أجادلك فيما تقوله، لكن لنفرض أنه صحيح.. أليس هذا كله باختيار الناس وهم أحرار؟
هؤلاء الناس اختصروا مطالبهم في" عيش وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية".. وطوال نحو 5 سنوات ما الذي تحقق لهم بشكل مباشر؟.. منذ 20 عاماً كتبت في تيتر مسلسل" العائلة ".. شايلة الأمل طفل في حجري
ومسيره يوم يحبي ويجري
عمرك يا ضلمة ما تستجري
تسدي باب الناس فتحوه
اقصدوه..
* "مين اللى قال الدنيا دى وسية .. فيها عبيد مناكيد وفيها السَّيد" .. ربما يرد عليك أحد رجال الأعمال الذين تهاجمهم بأن ناموس الكون قائم علي وجود الغني ..والفقير؟
أكمل بقية ما كتبته "سوّانا رب الناس سواسية.. لا حد فينا يزيد ولا يخسّ إيد"، الله استخلف الإنسان على الأرض وليس الأغنياء فقط أو اصحاب دين معين، وكلنا أمام الله سواء .. وتعبير" العبودية " في الأرض نسبي لأنه يرتبط بمعاناة ومشاكل وليست مجرد علاقة تبعية كما كانت قديماً.. والحقيقة أنه بمفهوم الظلم والفقر والمرض وقلة الحيلة مصر يوجد فيها عبيد كثيرون.. والوطن ليس مجرد كلمة، فهناك وطن نولد به ووطن آخر نعيش فيه يحمل كل متناقضات الحياة، وعلي رأي أحمد فؤاد نجم عندما سأل" مصر العشة ولاّ القصر؟ " فهناك مصر وطن الذين ينتجون الطيبات .. ومصر وطن الذين يقهرون الآخرين، ولذلك في كتابة ديباجة دستور مصر اصررت تسجيل عبارة أن يكون شعب مصر هو" السيد " في الوطن " السيد"، ولا حرية لوطن إلا بحرية مواطنيه .. وهناك كلمات صالحة لكل زمان ومكان مادامت الأحوال كما هي ..كل شيء واضح لكن ساعات الناس " تتعامى " .. ووقتها نقول لهم:
الفقر كافر .. أيوه والظلم كافر
طاغوته فارد على البيوت طيلسانه
لحدّ إمتى ياليل هنفضل نعافر
والحقّ سافر..بس مقطوع لسانه!
* "يا مصري ليه دنياك لخابيط والغلب محيط .. والعنكبوت عشش ع الحيط وسرح ع الغيط" .. كتبت هذه الأغنية منذ 30 سنة .. هل تعتقد بعد ثورتين أن أحوالنا لم تتغير؟
التناقضات هي التى تتغير، ونحن فى درجة مختلفة، مثلا التناقض موجود بين المقهور والمستغل .. قديماً كانت الوسية يملكها الأجنبي وحالياً حل مكانه ابن البلد من رجال الأعمال المستغلين، فلنكمل كلماتها ونترك الحكم للقارئ:
ومهولاتى تحب تزيط
ساعة الفرح زغاريط تنطيط
وفى المياتم هات يا صويت
وفى المظاهرات سخن تشيط
وفى الانتخاب تنسى التصويت
وليه بترشى وتتساهل
وتبيع حقوقك بالساهل
تستاهل النار تستاهل
ياغويط ويحسبك الجاهل
ساهل وساهى وغبى وعبيط! .
* "بحلم يا صاحبى .. و أنا لسه بأحبى ..بدنيا تانية و مصر جنة.. وآجى أحقق الحلم ..ألقى الموج عالى عالى طاح بى ..و نعود سوا نطوى الأنين بالحنين" .. ينفع بعد كل هذا الإحباط تقول" وعشان كده مصر يا ولاد حلوة الحلوات " ؟
سأرد عليك بالشعر .. اسمع:
كام ليلة عدت علينا وكام نهار عدى؟
نتهد مدة وننهض مدة من الهدة
كام شمس مرت علينا وكام قمر مروا
والقلب صابر على قهره وعلى مره
ياعابر الدهر عيش واتصدى واتحدى
يا عابر الدهر في ايديك تصنع المقادير
عيشها بكرامة انت قادر تبقى بيها جدير
ويبدو أن هذا قدر مصر والمصريين .. كل عصورنا ننهض ثم ننكسر ثم ننهض وهكذا.. والسر أن طاقة الحياة عندنا أكبر من تحدي الموت، ويبدو أن أننا نتعايش مع التناقضات لدرجة أنها تصبح من اسرار الجمال الغامضة في حياتنا .. مثلاً في قصيدة " هنا القاهرة " تتجلي هذه التناقضات..
هنا القاهرة الساحرة الآسِرة الهادرة الساهرة الساترة السافرة
هنا القاهرة الزاهرة العاطرة الشاعرة النيّرة الخيّرة الطاهرة
هنا القاهرة الساخرة القادرة الصابرة المنذرة الثائرة الظافرة
صدى الهمس في الزحمة و الشوشرة.. أسى الوحدة في اللمة و النتورة
هنا الحب و الكدب و المنظرة .. نشا الغش في الوش و الإفترا
هنا القرش و الرش و القش و السمسرة.. هنا الحب و الحق والرحمة والمغفرة
وأنا في قلب دوامتك الدايرة بينا.. بصرّخ بحبّك يا أجمل مدينة
يا ضحكة حزينة .. يا طايشة و رزينة .. بحبّك و اعفّر جبيني في ترابك
وأعيش في رحابِك و أقف جنب بابك.. جنايني أروي بالدم وردة شبابك
يا زينة جنينة حياتنا اللعينة.. بحبّك يا بنت اللذين ..بحبّك
* "حبيبتي من ضفايرها طل القمر وبين شفايفها ندى الورد بات.. ضحكتها بتهز الشجر و الحجر وحنانها بيصحي الحياة في النبات" .. هل كانت بداية شهرتك ؟
لا .. من قبلها بسنوات طويلة .. أنا كنت محظوظاً بالتعامل مع العمالقة منذ بداياتي، أول أغنية كتبتها كانت عن السد العالي ولحنها محمد فوزي.. وقصيدة " ابن بحر " الأولي لي حققت نجاحاً كبيراً سنة 1960.. ففي بدايتي قدمني الراحل فؤاد قاعود للشاعر الكبير صلاح جاهين فى بيت الموسيقار سليمان جميل .. سمع مني أول قصيدة وهو متجهم .. بعدما أن أنهيت القصيدة أشار لي بيده "كمان قصيدة".. فقلت قصيدة أخرى وكان يسمع بنفس التجهم.. وعندما أنهيت القصيدة الثالثة فوجئت به يقفز مثل الأطفال ويحتضن فؤاد قاعود ويقول له " بقينا كثير يا فؤاد " .. وقتها كان شاعراً وحيداً فى الساحة لأن فؤاد حداد وسمير عبد الباقى ومحسن الخياط فى المعتقَل، وعندما اسس دار ابن عروس للنشر اصدر لي ديواني الأول .. وفى بابه الذى كان يقدّمه بمجلة صباح الخير تحت عنوان " شاعر شابّ يعجبني" كتب عني " اذكروا جيداً هذا الاسم فسوف يكون له شأن كبير فى شعرنا.. عندما أبحث عن كلمات أقدم بها هذا الشاعر الجديد.. لا تلبينى إلاّ الكلمات العاطفية" وكانت فرحتي لا توصف عندما قال عني" لو كان هناك حب من النظرة الأولى.. أكون أنا قد أحببت شاعرنا هذا.. من اول نظرة .. اسمه سيد حجاب.. تذكروا هذا الاسم، فإنه سيعيش طويلاً فى حياتنا المقبلة، وسيكون له شأن عظيم .. هو طالب فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، لم يتمّ بعد عامه الحادى والعشرين.. ولكنه بلغ سن الرشد الأدبى بسرعة"، والحمد لله حققت نجاحاً سواء في الأغنيات الدرامية أو ألبومات الأطفال مع عفاف راضي وعبد المنعم مدبولي، وكذلك أغنيات فريق" الأصدقاء " وفوازير شريهان وعشرات التيترات والدواوين الناجحة، وطوال مشواري عملت مع عمالقة مثل محمد الموجي وكمال الطويل وعمار الشريعي وميشيل المصري وصلاح الشرنوبي وياسر عبد الرحمن وغيرهم.
* سمعت منذ فترة أن أغنية محمد منير الشهيرة "عيون" أصلاً لم تكن ملكه.. ما قصتها؟
" وراء البيبان عيون .. كل الميدان عيون.. للعربيات عيون.. للفاترينات عيون.. عيون عيون "، هذه الأغنية قمت بكتابتها منذ 25 عاماً تقريباً للمطرب ماهر العطار وقام بتلحينها عمار الشريعي، وكان محمد منير وقتها يجلس معنا كثيراً وطلبها مني لكنني اعتذرت بسبب ارتباطنا بكلمة مع ماهر العطار الذي غناها فعلاً في ألبوم ، وطوال السنوات الماضية كان محمد منير يطلب أن يغنيها مرة أخري حتى اتفقت معه هو وعمار علي أن يعيد تقديمها ولاقت نجاحاً كبيراً.
*عندما بدأت حياتك من شواطئ مدينة المطرية بالدقهلية وسط حكايات وغناوي وأشعار الصيادين الذين كانوا يحلمون بحياة أفضل .. هل تخيلت أن تعيش زمناً تصبح فيه المدينة مركزاً إما للهجرة غير المشروعة عبر مراكب الموت أو مسلسل الصيادين الذين يتم القبض عليهم بسبب الصيد في بلاد غريبة؟
في طفولتي كانت بحيرة المنزلة مساحتها مليون فدان .. وكل الكوارث بدأت منذ الانفتاح في منتصف السبعينيات.. الآن أصبحت مساحة البحيرة 10 آلاف فدان ومياهها ملوثة، ماذا تنتظر من الصياديين؟ هى مأساة مرتبطة بدوامة مآسي أخري عاشتها مصر.. اسمع:
آه من هدير البحر لما يزوم
آه من فحيح الريح لما تقوم
يوم بعد يوم طير البصير بيحوم
والدنيا ماشية فى طريق مرسوم
الموجة دايمة ورامية الخلق فى التوهة
لو سابوا ايد بعض ضاعوا فى سكة معتوهة
ياللى انتوا فاكرين هاتاخدوا الدنيا وحديكوا
الدنيا واخداكوا مش انتوا اللى خدتوها
* رحم الله الاثنين .. أحمد فؤاد نجم وعبد الرحمن الأبنودي، كشاعر بالتأكيد تراهما عملاقين، لكن القارئ سيد حجاب يميل إلي أيهما؟
إنسانياَ كانت بينى وبين أحمد فؤاد نجم خلافات لا تعد ولا تحصي.. وأقمت ضده دعوي قضائية وكسبتها، كما أنه لا ينتمي لنفس مدرستي الشعرية..لكن رغم كل ذلك جمعتنا وقفات في خنادق المعارضة طوال نصف قرن وفي عصور مختلفة، وبالتالي قرب المواقف والأفكار يجعلني أميل لنجم بكل تأكيد.. ربما لا يعجبني شعره بنفس القدر ولكنني أراه اتخذ المواقف الصحيحة.
*لو كنت أكملت مشوارك مع جماعة الإخوان "الإرهابية" .. هل تعتقد أن مشوارك مع الشعر كان سيبدأ؟
كل تجربة أخوضها بكل اخلاص حتى اكتشف حقيقتها من زيفها.. بالفعل انضممت للإخوان وعمري 11 سنة وتركتهم بعدها ب 3سنوات، كنت من أشبال الدعاة .. وكانت نهاية علاقتي معهم عندما تم تكليفي بتوزيع منشورات ضد إتفاقية الجلاء .. وكل جيلنا تربى على فكرة الاستقلال التام أو الموت، واكتشفت أنهم يعارضون إتفاقية الجلاء لأن مصالحهم أهم في رأيهم من مصلحة الوطن.. فرحلت عن الجماعة مقتنعاً بأنها إلي زوال ولو طال الزمن، وكما أكدنا قديماً: قالوا الشيطان شاطر وله ألف صورة.. قلنا ما يقدر ع اللى خيره لغيره.
* " ده الحب مش سهم طايش.. الحب زاد اللي عايش" .. لكن الحب الأول غالباً يكون سهماً طائشاً بلا اختيار أو تفكير؟
تأكيداً لكلامي بأنه سهم طايش.. غالباً الحب الأول لا يعيش! أنا كنت أتكلم عن الحب الحقيقي والذي قد يكون الحب رقم 20.. لكن المهم أنه الأخير... وأنا بالنسبة لى الحب كان زادى فى مشوار حياتى والحمد لله" حبيبي تعالى لسه العمر في ربيعه.. ونهر الحب في قلوبنا ينابيعه .. حرام نعشق ونتعاهد.. ونفترق ونتباعد .. ويبقى بكرة بين ايادينا ونبيعه".
*كلمة أخيرة لكل مصري يحلم باليوم الجميل الذي لم يأت بعد؟
دنياك سكك.. حافظ على مسلكك
وامسك فى نفسك.. لا العلل تمسكك
وتقع فى خية.. تملكك.. تهلكك
أهلك.. يا تهلك.. ده انت بالناس تكون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.