بقلم : الهام رحيم قبل أشهر بدأت أقاويل تتردد عن عودة شيريهان للساحة الفنية، فتصورت أن الأمر لن يخرج عن كونه "بروباجندا" وشائعات ... فكيف يمكن أن تعود سيدة الاستعراض الثانية في تاريخ الاستعراض المصري بعد نيللي للساحة الفنية وهي التي أصرت منذ فترة ليست طويلة علي حذف فيديو انتشر لها وهي تؤدي إحدى الرقصات في فرح ابن إسعاد يونس. لكن بالفعل عادت شيريهان وفي مؤتمر صحفي أعلنت بنفسها هذه العودة والسؤال لماذا العودة الآن وما الصورة التي ستعود عليها؟؟ فكرة العودة للاستعراضات والأعمال الراقصة بنفس القوة والحيوية والزخم الفني السابق صارت مستحيلة فلا أحد ضد عقارب الزمن ولهذا الفن تحديدًا، عمر لا يمكن التحايل عليه بأي صورة!! هل ستعود كممثلة..هنا لابد أن نكون واقعيين فشيريهان تجاوزت ال52 عامًا نعم، هي تبدو بكامل لياقتها وتألقها كسيدة جميلة لكن بعد الخمسين لا مجال أمامها إلا تقديم دور الأم وليس أمامها مهرب من تبديل صورتها جذريًا علي الشاشة فلا منطق ولا عقل ولا شاشة سيسمحوا لها بغير ذلك !! لكن أي شكل من الأمهات يمكن أن تكون شيري التي اعتادها جمهورها كفتاة مشاغبة مليئة بالحركة والنشاط والحماسة عاشقة للملابس والماكياج والإكسسوارات ... هل ستظهر كمعظم الأمهات في الدراما بالتأكيد ستكون هذه صدمة لجمهورها القديم أما بالنسبة للشباب فما الإبداع التمثيلي المتوقع أن يجده في دور محدود المعالجات وفقا للرؤية القاصرة دائما لمؤلفينا تجاه هذه النوعية من الأدوار ... أيضا إن وجد الورق لابد أن نعترف أننا أمام ممثلة استعراضية بالأساس لم تملك يوما قوة أداء عبلة كامل كممثلة ولا اجتهادات معالي زايد في البحث عن أفكار سينمائية مبتكرة ولم تطور من أدواتها الفنية مثل ليلي علوي ...... وكلهن من بنات جيلها، بل إن عطاءها بينهن كممثلة كان عاديا في معظم الأحيان بدليل أن الناس لا تذكرها إلا كنجمة استعراضية و إذا سألتهم عن "الطوق والأسورة " سيحدثوك عن أداء فردوس عبد الحميد وفي "جبر الخواطر" للعظيم عاطف الطيب لم ينل الفيلم حظه من الاحتفاء بسبب إخفاقها مع أشرف عبد الباقي في إقناع الجمهور بدوريهما .. وظل "عرق البلح" بكل اجتهادها فيه لا يتابعه إلا نخب قليلة من المشاهدين الذين يتذكرون لشيري "خلي بالك من عقلك" مع عادل أمام وكفي
لماذا أضئني الكاميرات يا شيري وقررتي العودة للأضواء كممثلة تريد أن تسترد تاريخا أخشي أن تضيعه في رحلة عطاء ستظلم هذا التاريخ مهما اجتهدي ومن يتعاونون معك لتكون مضيفة ومشرفة له ... لماذا قررتي أن تركزي علي صورة الممثلة أو الفنانة الاستعراضية متناسية أنك أسطورة حقيقية عن مثلها تصنع الأفلام وتروي الحكايات ... نعم سيدتي عن مثلك لابد أن ننسج قصص العزيمة والمثابرة عن مثلك لابد أن نعلم أنفسنا وكل من حولنا كيف يمكن أن نهزم أقسي واشد الأمراض طالما نملك الثقة في الله والأمل في البقاء والحياة....عن مثلك يا شيري لابد أن تكون هناك " السيرة الشيريهانية " التي نغنيها لكل مريض بمرض خبيث أو عضال في ليالي رحلة العلاج الطويلة ليعرف أن هناك نور في نهاية رحلة المواجهة والصمود . سيدتي هل لي أن أسألك عمن أقنعك بأنك مجرد ممثلة أو فنانة استعراضية أنت وان لم تعلمي ملهمة لكثير من مريضات السرطان تحديدًا يستلهمن من تجربتك في مواجهته والتغلب عليه أملا في البقاء علي قيد الحلم...علي قيد الأمل في النجاة منه والعودة لسيرتهم الأولي مع الحياة بكل أحلامها وأمانيها. كنت أتمني أن تعودي دائما ولكن كملهمة لكل المرضي لتقدمي دروسًا في العزيمة دروسا في التماسك لمن لا يملكوا إرادتك وعزيمتك...فدورك الإنساني والتوعوي الآن إن أردتي الصدق أهم من دورك كفنانة ...مساهمتك في بث قيم الوقاية النفسية والعلاج من الانهيارات التي تصيب مرضي الأمراض الخبيثة والعضال - في مجتمع يقول لهم البقاء لله بمجرد مرورهم بتجربة الإصابة بتلك الأمراض- أسمي وأرقي وأبقي . كنت أتمني أن تعودي كصاحبة جمعية للعلاج النفسي للمرضي وأسرهم تقدمي فيها باقات مجانية من الأمل والحلم وتجمعي إلي جوارك كل الملهمات مثلك ممن قهرنا المرض ...مصر الآن في لحظة معتمة لا تحتاجك كممثلة بل كمحاربة في حربها الأهم ضد الفقر والجهل والمرض الذي أذل الكثير من المصريين وحطم كبريائهم ولم يجدوا في كثير من الأحيان إلا من يتسول عليهم أو يبشرهم بالموت المحتوم. .