هذه مساحة لنوستالجيا مواليد"1980 وأنت طالع" فى عام 1990 نجحنا فى بيع 650 ألف نسخة من أول عددين خلال 15 يوماً فقط أصدرت 82 عدداً تضم 60 شخصية تتكلم عن كل ما يحتاجه القارئ أعتبر نفسى كاتبا ورساما غير محترف.. ولذلك العدد كان يستغرق من 3 أسابيع وحتى سنة لإنجازه أسست بعض المجلات في الخليج ولكننى قررت العودة لمصر لانزعاجى من كلمة "الترحيل" أفضل الكتابة وسط الصخب.. وأستمتع بأحاديث المارة العشوائية خلال معرض الكتاب سيصدر لى العدد رقم 4 من مينى فلاش بعنوان "كلارا".. وهو اسم حفيدتى قريباً جداً .. استئناف العمل فى سلسلة "سماش" وظهور سلسلة "عصافير الجنة" للأطفال المرأة كائن لا يفضل الحياة فى سلام.. والضمانة الوحيدة لنجاح الحياة الزوجية هو "الرجل البارد" علام وحاتم الطائى وميدو والبحار الغبى والمواطن المطحون وتوتو عضلات وعباس وسوزى وهادية وهرقل .. كلها شخصيات ارتبطت بها أجيال كانت تعشق روايات الجيب بصفة عامة .. وسلسلة "فلاش" بشكل خاص والتى حققت نجاحا كبيرا وكانت تجذب شريحة واسعة من القراء الذين تتفاوت أعمارهم، والفضل فى هذا النجاح يعود بدرجة كبيرة لمؤلفها خالد الصفتى والذي أبدع في ابتكار عشرات الشخصيات المختلفة ودمجها ضمن إطار شيق,حديث لا يخلو من المعلومة الثقافية المفيدة أو النقد اللاذع الساخر لبعض جوانب الحياة، وظلت لسنوات هذه السلسلة تتربع علي قمة الأكثر مبيعاً بين الإصدارات الشبابية حتى اختفت فجأة .. فأين ذهبت شخصياتها؟ ولماذا توقف الكاتب والرسام خالد الصفتى؟ بحثنا عنه طويلاً ثم قصدنا منزله حيث دار هذا الحوار والذى لا يخلو من نوستالجيا خاصة لكل عشاق "فلاش".. *في البداية نسألك.. أين اختفيت طوال السنوات الماضية؟ أسست بعض المجلات التي مازالت تصدر في بعض دول الخليج وعشت هناك لفترة كبيرة، وارتبط عملي خارج مصر بمدارس أولادى وكان هذا السبب الحقيقى وراء البعد لسنوات، لكن بمجرد زواله عدت مرة أخرى لأنى أكره حياة الضيوف، فوجودى في بلد لست أحد مواطنيها كان يؤثر في نفسيتي تأثيرا سلبيا، خاصة حينما ينظر هذا المجتمع للوافدين نظرة أقل من نظرته للمواطن، بعكس مصر التي ترى كل من هو أجنبي درجة أولى .. بل ربما أعلى من المواطن المصري، فلفظ "الترحيل" الذي كانوا يتبعونه هناك مع أي وافد يرتكب خطأ ما كان يزعجني. *وما هي مشروعاتك الحالية؟ - حالياً أعمل على سلسلة اسمها "عصافير الجنة"، تصدرها المؤسسة العربية الحديثة للنشر والتوزيع وهي للأطفال الصغار، وأحاول حالياً استئنافها كي تكون موجودة في المعرض القادم. *ولماذا لم تستأنف العمل على "فلاش"؟ -صدر لفلاش حوالي 82 عدداً، ونظراً لطبيعتي الشخصية فأنا مقل من ناحية الإنتاج، لأني ككاتب ورسام أعتبر نفسي غير محترف، فلابد أن أكون في "مود" معين كي أتمكن من الإنتاج، وكان العدد يأخذ من وقتي من 3 أسابيع إلى سنة، كي أتمكن من إنجازه، فقد كنت أحب أن يكون العدد شاملا لكل ما يحتاجه قارئ فلاش، وكنت أضمنه بابا للمعلومات والعظماء والمسابقات وغيرها، فكتاب" فلاش" كان كتابا للأطفال والشباب والكبار، وليس مجرد كتاب للتسلية. نعود للبداية .. كيف جاءتك الفكرة؟ - كنت أعمل فى المؤسسة العربية الحديثة على موضوعات تخص الطفل، فجاء مدير المؤسسة وقال لى: لدي شعور بأنك قادر على عمل كتاب كامل بمفردك، فلديك وجهة نظر ورأى خاص، وبالفعل قمت ب "عمل فلاش" ومنذ الوهلة الأولى أعجب بها وقال لي : أنا عمرى ما عملت لكتب غير دراسية دعاية، ومع ذلك سأفعل ذلك مع "فلاش" لأنه كتاب أحببته، وبالفعل قام بعمل دعاية ل " فلاش" في التليفزيون وبعض الصحف، وكان عبارة عن كتيبات صغيرة، يتم توزيعها في المعرض، وفي عام 1990، حقق فلاش ما يفوق 650 ألف نسخة للإصدارين رقم 1 و2 خلال 15 يوماً فقط، وهي أرقام لم يتم تحطيمها في المبيعات إلى الآن، حتى أن الطبعة نفدت، فقام باستدعاء العمال من الإجازة ليعملوا ورديتين وثلاث لضخ طبعات جديدة من المطابع للمعرض مباشرة، وكان الهدف منها أن تكون أول مطبوعة مصرية تستهدف الطفل، وتعمل على مخاطبته، وتقدم معلومة ومتعة للشباب والكبار. و كم كان أجرك حينها؟ -كان أجرى حينها عن الكتاب الواحد ما يعادل 30 ألف جنيه حالياً، وكان مدير المؤسسة يهتم ب "فلاش" بشكل خاص ولذلك كان أجرى كبيراً ومجزياً حينها. *حدثني أكثر عن الشخصيات قرباً منك فى "فلاش"؟ -الشخصيات كانت بداخلي، أنا المواطن المطحون، فقد كانت لدي عقدة، من فكرة أن الشخصيات التي أراها في مصر هي عبارة عن رسومات، ولا توجد فروق جوهرية فيما بين هذه الشخصيات سوى في الأسماء والشكل، على أن يكون بينهم شخص أَكول، ولافتقادي لفكرة السمات الشخصية المميزة للأشخاص قمت بعمل يوميات زوج مطحون، وأيضاً هناك شخصية " عَلام " التي لا تعرف أي شىء حتى في مجال عمله، لكنه دائما ما يدعي المعرفة أو بالعامية المصرية"بيفتى"، وهو و" حاتم الطائي " يعتبران من وجهة نظري من أنجح الشخصيات التي أسكبت معالمها على الورق، الأولى لأنها تعبر عن شريحة كبيرة من الناس، بالإضافة إلى شخصيات أخرى مثل سرور وعباس ونظير وحاتم الطائي وكرم وسامح جوخ والقاضي واللص وتوتو عضلات، والبحار الغبي وحريص وكابتن غريق، لدي ما يقارب 60 شخصية، وكل شخصية لا يمكن أن تكون كمالة عدد. *البعض يرى أنك كنت متحاملاً على المرأة في يوميات " زوج مطحون"؟ المرأة كائن لا يفضل الحياة في سلام، وحينما تستكين الحياة من حولها، تسعى لإيجاد أسباب لتحريك هذا السكون، فإذا كنت تمر بضائقة مالية ما، ستجدها تثقلك بطلبات غير أساسية لتزيد من ضيقك، وهذا بمرور الوقت يتسبب في حدوث المشاكل الزوجية، التي عادة تكون بلا أسباب حقيقية، وتتراكم هذه المشكلات وتنتج تراكمات عند الطرفين، وقد يحل الفتور محل الحب وفي بعض الأحيان قد يتحول إلى كراهية ،إلى أن تستحيل الحياة . *لكن شخصية الرجل المتزوج في " زوج مطحون" كانت مسالمة للغاية..هل كنت تتعمد ذلك؟ -نعم فشخصية الرجل "البارد"، صاحب "الأعصاب الهادئة" أو المسالم هي الشخصية الوحيدة القادرة على المضي قدما بعمر العلاقة الزوجية، في ظل تسلط شخصية الزوجة وعدم رضاها بأي شىء ورؤيتها لأزواج الأخريات أفضل من زوجها، ولولا هذه السلمية لما استمرت حياة زوجية على الأرض . *ما السبب وراء خروج سلسلة "سماش" ؟ -خلال فترة نجاح "فلاش" قامت بعض دور النشر بتقليده في مطبوعات أخرى مثل تفانين وفرافيش،قصاقيص وغيرها، فأردت أن أنتج عائلة أخرى من الأبطال غير فلاش، وبها شىء جديد ولها كيان خاص، وكانت تلك المطبوعات بلا هوية، مجرد مجموعة من النكات ورسوم من الكتب الغربية التي لا صفة مميزة لها، وكان اسم "سماش" مأخوذا من ضربة سماش في لعبة التنس، بمثابة ضربة لهؤلاء ورسالة مفادها أنكم تستطيعون الإبداع وخلق عائلات جديدة من الشخصيات الحقيقية بدلا من هذا الاستسهال والسطحية، وقمت بعمل حوالي 40 عدداً منها، وسأقوم باستئناف العمل عليها خلال الفترة الحالية إن شاء الله. *برأيك ما هي أنجح شخصياتك والتى لاقت قبولا كبيرا من القراء؟ -المواطن مطحون، البحار الغبي، علام، سرور، عباس بنفس الترتيب. *هل مازال لديك دافع لإثراء السلسلة بشخصيات جديدة؟ -في الحقيقة نحن لم نعد في حاجة لشخصيات جديدة للقراءة، فمستقبل القراءة عندنا أصبح للمنشورات الإلكترونية، بعكس دول الخليج، التي مازالت القراءة فيها في نفس مكانتها، وبالتالي لكي تؤثر في الناس في المجتمعات العربية حالياً، عليك بتحويل النص إلى صورة متحركة وهو ما يجب أن يحدث منذ أكثر من 15 سنة لكنه لم يحدث بعد. *لاحظت وجود أنتيكات لحضارات مختلفة في منزلك ..هل هي هواية شخصية؟ -في الحقيقة أنا أحب السفر وخلال فترة غيابي عن مصر ل 7 سنوات سافرت إلى دول كثيرة من بينها دول عربية مثل الدول الخليجية ودول أوروبية مثل أسبانيا وألمانيا وإنجلترا وغيرها وأثناء ذلك كنت أقوم بشراء هذه الأنتيكات وبعضها أحتفظ به بالداخل. *لماذا لم تفكر في تعليق صور لشخصياتك على الحائط؟ -لم أفكر في ذلك إطلاقاً، لأننى أعيش مع القصة أثناء ولادتها على الورق، حتى أن والدتي رحمة الله عليها، كانت تدخل فتجدني أحيانا مبتسماً وأحيانا آخر غاضباً، لأنني كنت أنفعل مع الشخصية لأتمكن من بلورتها في الكتابة والرسم بشكل صادق، إلا أنه وبمجرد الانتهاء منها أنساها تماما، بل وأنسى حتى عناوين الأعداد، فلو سألتنى ما هو عنوان عدد فلاش رقم 80 سأجيبك : لا أعرف، ولذلك لم أفكر في تعليق صور أي من شخصياتي على الحائط. *هل لديك طقوس معينة في الكتابة؟ -نعم أنا أفضل الكتابة في صخب، كأن أقوم بتشغيل أغنية ما في الخلفية، لذلك ستجدني أميل للسكن بالشوارع الرئيسية، وفي الليل أجلس وأستمع إلى أحاديث المارة العشوائية، أنا أستمتع بالونس. *هل استوحيت إحدى شخصياتك من أحد أفراد عائلتك؟ ابنتك أو ابنك على سبيل المثال؟ - لم أقم بهذا، لكن أسماءهم كانت موجودة بالأساس في قصص قمت بكتابتها لدار المعارف ضمن سلسلة "الألغاز" والتي كان من بينها "المغامرون الخمسة" وكانت لدي رغبة في عمل عدد واحد بها عن قصة قرأتها وأنا صغير، وبطلاها يُدعيان "هاني ونبيلة" وكانت هذه هي الأسماء التي اخترتها لهم بعد عام ونصف من كتابتها، وخلال المعرض القادم سيصدر لي العدد رقم 4 من مينى "فلاش" بعنوان "كلارا" وهو اسم حفيدتي، وقصته مستوحاه من قصة قصيرة بعنوان "الوديعة" لنهاد شريف وهي قصة خيال علمي وأشرت إلى أنها مستوحاه من الوديعة، لكنها تأتي ضمن "المواطن مطحون".