أصدر جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية قرارًا بإحالة رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) للنيابة العامة لثبوت قيامه بمخالفة المادة (8) فقرات (أ)، و(ب)، و(د)، و(ه) من قانون حماية المنافسة، حيث قام بإساءة استخدام وضعه المسيطر فى أسلوب ونظام منح حقوق البث المتعلقة ببطولات كرة القدم، والذى يملك وحده حق استغلاله التجاري، وقام بإعطائه لشركة لاجاردير سبورتس دون طرحها للشركات الأخرى الراغبة فى الحصول عليها فى إطار طبيعى يضمن وجود منافسة حرة وعادلة، وذلك لفترة 12 عاما بدءًا من 2017 وحتى 2028.. وقال الجهاز في بيانه، إنه ثبت من الوقائع والأدلة التي قام بها الجهاز، قيام الاتحاد الإفريقى لكرة القدم بالاتفاق مع هذه الشركة منذ شهر يونيو لعام 2015 على منحها حقوق البث التى ستبدأ فى عام 2017 – أى قبل عام ونصف تقريبًا من انتهاء الحقوق السارية – وأنه قام عمدًا بتجاهل عدة مطالبات بطرح بيع هذه الحقوق فى إطار مزايدة علنية تراعى قواعد المنافسة العادلة والشفافة بين المتنافسين. وخاطب جهاز حماية المنافسة الكاف بسرعة اتخاذ بعض التدابير وفقا للمادة 20 من القانون، والتي كان من أهمها إلغاء التعاقد بينه وبين شركة لاجاردير سبورت وما ينتجه من أثار داخل جمهورية مصر العربية، كما أقر الجهاز استثنائيًّا حق مؤسسة "بى إن" الإعلامية بجانب الشركة الأخرى التى تقدمت بطلب الحصول على هذا الحق باستمرار عرض فعاليات البث المباشر التليفزيوني لبطولة كأس الأمم الأفريقية لعام 2017 المرتقب إطلاقها يوم 14 يناير، وتقع ضمن إطار حقوق البث التي منحها الاتحاد لشركة لاجاردير سبورتس وقال الجهاز، إنه يلزم الكاف بتغيير الطريقة التى يتم بها طرح حقوق البث المتعلقة ببطولاته للبيع داخل جمهورية مصر العربية، وذلك على نحو يتم فيه تقسيمها على شكل باقات مختلفة تضمن خلق ظروف تشجع على المنافسة فى عرض البطولات، وفى نفس النطاق طالب الجهاز بفصل حقوق البث داخل مصر عن بقية دول العالم، وفصل بيع حقوق البث التليفزيونى المباشر عن البث المباشر عبر الإنترنت، حيث يجدر الإشارة بأن المفوضية الأوروبية وأجهزة المنافسة الأوروبية قامت باتخاذ إجراءات مماثلة ضد الاتحاد الأوروبى لكرة القدم وبعض الاتحادات الوطنية للدول الأعضاء فى الاتحاد فى كرة القدم، وأن الجهاز استرشد بالتجربة الأوروبية فى هذا الصدد لثبوت فاعليتها. ويشدد جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية على أن الكاف يخضع لقانون حماية المنافسة وملزم بتطبيقه وفقًا للمادة الثانية من اتفاقية المقر بين الحكومة المصرية والاتحاد. وأكد الجهاز تعليقًا منه عما تردد بشأن نية الاتحاد الأفريقى لكرة القدم بنقل مقره خارج مصر، أنه وفقًا للمادة 1 من النظام الأساسى للاتحاد الأفريقى لكرة القدم فإنه يستلزم موافقة 75% على الأقل من أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد (56 دولة) قبل اتخاذ هذا القرار. ويشير الجهاز إلى أنه سيقوم بمخاطبة كافة الجهات المعنية بالدولة لضمان تنفيذ الاتحاد لقراراته وإزالة الأضرار الجسيمة التى وقعت على الاقتصاد المصرى نتيجة تصرفاته.
وقد أشارت شركة" بريزنتيشن" أن الاتحاد الإفريقي منح لاجاردير التى حصلت على الحقوق وقامت ببيعها لبين سبورت فى الوقت الذي قدمت شركاتأاخرى عروض مالية أقوى الأمر الذي قد يشير إلى أن المشهد سيء للغاية ويوحى بوجود مخالفات مالية قد تصل إلى حد الفساد المالي
كل ذلك قد يفتح ملفات الفساد المسكوت عنها داخل الاتحاد الإفريقي، فبالرغم من اتهامات الفساد والرشوة التي لاحقت جوزيف بلاتر في 2015 فقد أعلن الاتحاد الإفريقي دعمه لبلاتر لفترة رئاسية أخرى
وقد صدر كتاب" اللعبة القبيحة.. مخطط قطر لشراء كأس العالم"، للكاتبين الإنجليزيين بجريدة «صنداى تايمز» البريطانية، هايدى بليك وجوناثان كالفيرت، حيث أعدا تحقيقاً استقصائياً استغرق شهوراً كاملة للوصول إلى حقيقة الصفقة التي تمت بين قطر وقادة الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، لضمان التصويت لصالح «الدوحة»، فى التصويت الذى انتهى بفوز قطر ب6 أصوات زائدة على عدد الأصوات التى حصل عليها العرض الأمريكي، ونشر تفاصيله في إحدى الصحف المصرية
وفيما يخص الاتحاد الإفريقي فقد ذكر الكتاب أن محمد بن همام الملياردير القطري ورئيس الاتحاد الآسيوي السابق هو الذي تولى هذا الملف، وضخ مئات الملايين من الدولارات كرشاوى لضمان حصول قطر على الأصوات التي تؤهلها للحصول على كأس العالم، وكان يعرف جيداً لمن عليه دفع الرشاوى لضمان الحصول على الأصوات، فوضع نصب عينيه الأفارقة والآسيويين كهدف أول لضمان الحصول على أصواتهم وذكر الكتاب أن بن همام دعا أعضاء الاتحاد الإفريقي إلى كوالالمبور، وكانت الدعوة كاملة التكاليف والإقامة، وتمت استضافة أعضاء الاتحاد في فنادق خمس نجوم، وتم منحهم مظاريف مغلقة تحتوي على أموال لاستخدامها خلال فترة الاستضافة، وتم إغداق الهدايا عليهم قبل أن يتوجه «بن همام» لاستقبالهم، وبعدها أخذهم فى رحلات سياحية فى أنحاء المدينة، ولأن «بن همام» كان فى حاجة إلى وسيط يفتح أمامه المجال لقلوب الأفارقة، لجأ إلى وظيفته السابقة كرئيس لصندوق «جول» التابع ل«فيفا» الذى كان يمول الاتحادات الفقيرة فى أنحاء العالم، والذى تعرف من خلاله على شخص يدعى آمادو ديالو، الذى يتمتع بعلاقات صداقة مع أغلب أعضاء الاتحادات الأفريقية، وبالفعل نجح الوسيط فى فتح المجال أمام «بن همام» لتسهيل مهمته، وبعد أن غادر أعضاء الاتحاد الأفريقى «كوالالمبور»، أمر «بن همام» أعضاء الفريق المالى الخاص به بتحويل مبالغ مالية إلى حسابات أنجورين موكارافو، رئيس اتحاد «بنين» لكرة القدم، إضافة إلى حسابات ثلاثة آخرين من رؤساء الاتحادات الأفريقية، دون أن يخبرهم عن سبب تلك التحويلات، كان «موكارافو» هو مفتاح «بن همام» ل«الأفارقة»، حيث كان عضواً فاعلاً ومؤثراً فى اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم. بعدها بأيام، بات يبدو أن خطة «بن همام» فى طريقها إلى النجاح، وبالفعل بدأت الرسائل الإلكترونية تنهال على الحساب الشخصى ل«بن همام» تشكره على حسن ضيافته وقرر «بن همام» تكرار التجربة ودعا إلى زيارة جديدة فى أكتوبر من عام 2008، وأرسل «المشادى» من جديد لسحب 130 ألف دولار من حسابات الاتحاد الآسيوى. حاول «بن همام» أن يبدو أكثر ودية مع ضيوفه، فدعاهم إلى إحضار زوجاتهم وأطفالهم معهم، وحصل كل واحد منهم على مبلغ 5 آلاف دولار أمريكى فور أن وصلوا إلى المطار، إضافة إلى الهدايا الأخرى التى تم إعدادها لهم. ونجحت الزيارة للمرة الثانية على التوالى من خلال بناء شبكة علاقات قوية داخل الاتحاد الأفريقى ومحاولة الاقتراب من رئيس الاتحاد آنذاك عيسى حياتو، الذى كان يعد أحد الأعمدة الرئيسية اللازم الحصول على دعمها للملف القطرى. بعد تلك الرحلة، بدأ أعضاء الاتحاد الأفريقى يقعون فى شباك «بن همام»، فأرسل سيى ميمين نائب عيسى حياتو فى تلك المرحلة، إلى «بن همام» يطلب منه تمويل رحلة حج إلى السعودية له ولزوجته، وعلى الفور أمر «بن همام» مدير أعماله في قطر بتحويل مبلغ 22.400 دولار لتغطية مصاريف الرحلة والفنادق والإقامة للاثنين. وبعدها بدأت الطلبات تتوالى الواحد تلو الآخر، ومع حلول فبراير من عام 2009، سجلت قطر رسمياً رغبتها فى دخول المنافسات للحصول على حق تنظيم كأس العالم، وهو ما قابله رؤساء الاتحاد الأفارقة بالقبول بالفعل ومن هنا، بدأت رحلة البحث عن الوثائق التى تحتوى التحويلات البنكية ل«بن همام»، التى كانت تدار من خلال فرع شركته العقارية فى «الدوحة»، وبالفعل تم العثور على مئات التحويلات البنكية التى كانت تتم من حسابى «بن همام» وابنته مباشرة، وكان يدير تلك الحسابات الفريق المالى الخاص بالملياردير القطرى. وبحسب الوثائق التى اطلع عليها الكاتبان، فإن «بن همام» على مدار العامين السابقين للتصويت على منح حق تنظيم البطولة، دفع ما يقرب من 5 ملايين دولار لمسئولين أفارقة فى 30 اتحاداً أفريقياً لكرة القدم. العديد من شبهات الفساد تحوم حول الكاف، وخصوصا في الرشوة وفساد الحكام، فقد أعلن من قبل وديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم انتشار الفساد والرشوة في الكاف، وهدد بعدها الاتحاد الإفريقي بحرمان تونس من اللعب بكأس الأمم الإفريقية، وذلك بعد أن كان المنتخب التونسي مرشحا للفوز بكأس الأمم الإفريقية في غينيا، ولعبت تونس أمام الدولة المنظمة، وكانت متقدمة بهدف، ولكن في الدقيقة 90 فاجأ الحكم راجيندرا بارساد سيتشورن من مورشيوس الجميع باحتساب ضربة جزاء غير صحيحة وخيالية ضد المنتخب التونسي، الذي ثار نجومه ومدربه البلجيكي ليكينز الذي وصف هذه الواقعة قائلاً إنه أمر مخجل ومحزن ومؤلم، وقررت لجنة الانضباط بالكاف تغريم المنتخب التونسي خمسين ألف دولار وإيقاف بعض اللاعبين