منذ ساعات انتهت مباراة الإتفاق والأهلي ضمن مباريات الدوري السعودي بفوز الفريق الأهلاوي 4-1 .. كان لافتاً اليأس الذي يعلو وجه مدرب الإتفاق الإسباني جاريدو .. وهو نفسه المدرب السابق للنادي الأهلي المصري والذي تمت إقالته بعدما فشل مع الفريق في بطولة الدوري رغم فوزه بلقب الكونفيدرالية الإفريقية الأول في تاريخ النادي العريق.. وحالة جاريدو ليست الأولي لمدرب أجنبي يأتي إلي مصر ولديه سيرة ذاتية جيدة ولكنها يغادرها في أسوأ حالاته .. وكأن الدوري المصري يصيبه بلعنة ما .. فاليوم أيضاً تعادل فريق السد مع الجيش في الدوري القطري بنتيجة 1-1 ، والسد يقوده البرتغالي جوسفالدو فيريرا والذي قاد الزمالك منذ موسمين فقط للفوز بثنائية الدوري والكأس قبل أن يهرب بسبب مشاكله مع رئيس النادي ، وفي الموسم الماضي قاد الفريق للمركز الثالث بينما حالياً يحتل الفريق المركز الثاني علماً بأن فريقه يضم نجوماً أمثال أسطورة برشلونة السابق تشافي هيرنانديز والقطري خلفان إبراهيم والكوري لي جونج والجزائري بوغداد بونجاح وكتيبة من المجنسين من كاب فيردي وإيران والكونغو..
وإذا كان فشل المدربين الأجانب للزمالك عقب رحيلهم عن مصر ظاهرة أيضاً ، ولكن اللافت إنه بخلاف الاسكتلندي ديف ماكاي والألماني أوتو بفيستر والبرازيلي كارلوس كابرال .. فالقائمة تطول لتشكل مدربين فشلوا ايضاً مع الزمالك ، وبالتالي هم واصلوا مشوارهم " الطبيعي " سواء في مصر أو خارجها مثلما هو الحال مع النمساوي ريدل والهولندي رود كرول ودراجوسلاف شتيبي وثيو بوكير ومانويل كاجودا وهنري ميشيل وميشيل دي كاستال وماركوس باكيتا وأليكس ماكليش وجايمي باتشيكو ، لكن اللافت فعلاً أن مدربي الأهلي الأجانب معظمهم جاء ولديه رصيد جيد في سيرته الذاتية ، كما أن معظمهم حقق نتائج جيدة مع الفريق .. ولكن كان رحيلهم عن مصر بمثابة نهاية المشوار بالنسبة لهم .. رغم أن الأهلي بالفعل صنع لهم تاريخاً ذهبياً ، وهو ما قد يؤكد مقولة أن بعضهم كان السبب الرئيسي في نجاحهم ليس في " العبقرية التدريبية " بقدر ما كانت توفره منظومة اعتادت النجاح والألقاب مثل الأهلي.. فقد كان من ضمن ضحايا الأهلي في المواسم الماضية البرتغالي بيسيرو والذي تولي تدريب بورتو بعد رحيله عن الدوري المصري وتمت إقالته بسبب سوء النتائج ، ثم تولي تدريب سبورتنج براغا والذي يلعب له المحترف المصري أحمد حسن كوكا .. ومنذ أيام تمت إقالته بعد خروج فريقه من بطولة كأس البرتغال والتى يحمل لقبها علي يد فريق سبورتينج كوفيليا والذي يحتل المركز ال11 في دوري الدرجة الثانية البرتغالي. أما الهولندي مارتن يول فقد جاء للأهلي بسيرة ذاتيه جيدة بعدما سبقت له قيادة فرق أوروبية كبيرة مثل أياكس وتوتنهام .. ورغم فوزه بالدوري تمت إقالته مع نهاية الموسم الماضي بسبب الخروج المهين من البطولة الإفريقية وخسارة الكأس أمام الزمالك .. ومن قبل هؤلاء .. كان البرتغالي مانويل جوزيه هو أسطورة مدربى الأهلي على مر تاريخه ، فالثعلب البرتغالي حقق مع الفريق 22 بطولة مختلفة ، لكنه فشل تماماً مع منتخب أنجولا ثم في تجربه المتواضعة مع الإتحاد السعودي .. وحالياً يعمل مشرفاً على أكاديميات نادي نجوم المستقبل ، كما سبق وتولي تدريب الفريق برتغالي آخر وهو توني أوليفيرا ولكنه بعد رحيله خاض عدة تجارب فاشلة في السعودية وإيران قبل أن يعتزل التدريب ، أما الهولندي جو بونفرير والذي كان مديراً فنياً للأهلي في الموسم الذي خسر فيه لقب الدوري بعد أن تلقى الخسارة الشهيرة أمام انبي في الجولة الأخيرة ليذهب اللقب للزمالك ، وقد جاء للأهلي بعدما قاد نيجيريا للفوز بذهبية كرة القدم في أوليمبياد أطلانطا عام 1996 ، وبعد إقالته تولي تدريب منتخب كوريا الجنوبية ولكن تمت إقالته لسوء النتائج .. وذهب لفريق داليان الصيني وأنهي الموسم في المركز الخامس بالدوري وتمت إقالته .. وحالياً استقر به الحال مدرباً للناشئين بفريق هينان الصيني ! أما الألماني ديكسي والذي قاد الأهلي للقب كأس مصر 2001 فطوال 16 عاماً لا يدرب سوي فرق ألمانية بالدرجتين الرابعة والخامسة ! والحال نفسه للألماني الشهير راينر تسوبيل والذي حقق مع المارد الأحمر 3 بطولات دوري كما فاز ببطولتين للنخبة العربية .. فقد ظل 15 عاماً يدرب فرقاً صغيرة بلا أي إنجازات .. من بينها تجربته مع فريق الجونة والذي قاده للهبوط لدوري الدرجة الثانية ، والقائمة تطول لتشمل مدربين كانوا نجوماً في مصر مثل المجري هيديكوتي والإنجليزي آلان هاريس والألماني ديتريش فايتسا والألماني راينر هولمان ..فكلهم كان تواجدهم في الدوري المصري مميزاً ، وما حققوه من إنجازات كانت هي نفسها بمثابة كلمة " النهاية " لأي نجاح كروي في تاريخهم.