طوال 15 عاماً شارك 11600 مبتكر من 45 جامعة حكومية وخاصة ب 2400 مشروع تحت إشراف 125 راعياً رسمياً أفضل الابتكارات المصرية تشارك فى مسابقات عالمية وتحصد جوائز فى مجالات مختلفة رغم قلة الإمكانيات نخبة من المحكمين تتولى تقييم المشروعات فى مجالات الهندسة الميكانيكية والالكترونية والاتصالات والطبية والطاقة هذه المساحة هي ملك لعقول وأفكار شباب مصر الواعد، الذى يحلم بستقبل افضل، وذلك إيمانا من مجلة " الشباب " بأن العلم هو السلاح الذى يهزم الجهل، وأنه القاطرة التى يمكنها أن تأخذ مصر إلى عصر العلم والتقدم من خلاله، فهو الأمل والطريق الوحيد، وليست لدينا رفاهية الاختيار أو حتى التأخر، والسؤال : هل ينتظر الشباب دعم الدولة لهم فى تقديم هذه الأفكار والابتكارات والعمل عليها من أجل المستقبل؟ الإجابة هي: بالتأكيد طبعا ينتظرون والواقع يقول لا .. لمَ ينتظر الشباب لأن تنزل عليهم من السماء المساعدات لكي يثبتوا أنهم قادرون على دفع عجلة العلم إلى الأمام؟ فبمجهودات فردية وبحلم بسيط لشباب طامح، متفائل ومجتهد. فقد بدأت فكرة " يوم الهندسة المصرى " ليعتبر بوابة لكل مشاريع طلاب كليات الهندسة من شمال مصر لجنوبها ومن غربها لشرقها فهو ليس يوما عاديا، فقد خلق جوا من المنافسة والإبداع، ليس فقط فى عمل مشاريع تقليدية بغرض الفوز فى المسابقات المختلفة، لكن لوضع حلول لمشكلات حياتية بمصر بالعلم فقط يمكن أن تحل. وبمرور السنوات تمكن هؤلاء الشباب المتطوع والعامل بكل جد وهمة من إقناع الدولة بالوقوف إلى جانبهم بل والقطاع الخاص أيضاً. فمنذ أكثر من 15 عاما يعمل شباب متطوع من كل كليات الهندسة سواء خريجين أو طلاباً فى "يوم الهندسة المصرى " الذى اصبح الملتقى السنوى لطلاب ومهندسى مصر من أجل دعم الابتكارات، ومساهمة منهم فى نهضة وتنمية مهنة الهندسة والصناعة فى مصر والعالم، نعم نقصد " العالم " لأن من يفوزون فى المسابقة يسافرون إلى مسابقات دولية من أجل تمثيل مصر، والجميل والمشرف أنهم يحصدون جوائز عالمية فى مجالات مختلفة برغم قلة الإمكانيات والاهتمام . فبفضل مجهود مئات المتطوعين فى يوم الهندسة المصرى أصبح فى عامه الخامس عشر أكبر وأهم وأضخم حدث لكليات الهندسة فى جميع أنحاء الجمهورية والشرق الأوسط ، فهو الحلم الذى ينتظره كل طالب يدرس فى كليات الهندسة بجميع تخصصاتها من اجل المشاركة والاستفادة من المشاريع التى تعرض فيه . وليس الطلاب فقط من ينتظرون هذا اليوم، ولكن ينتظره أيضا رجال الصناعة والأعمال بمصر والوطن العربى؛ لأنه يفتح فرصا لتبنى أفكار لمشروعات ناجحة تساهم فى حل مشكلات هندسية وعلمية وصناعية حقيقية، فيتم تمويل هذه المشروعات وتوفير الدعم المطلوب لها كما يحدث فى مسابقة " صنع فى مصر"، ويتم دعم المشروعات الأخرى من الكليات والجهات الصناعية. ويضم يوم الهندسة المصرى عدداً من المسابقات فى مجالات عدة بهدف إتاحة الفرصة للابتكار وخلق حلول غير تقليدية فى مشكلات تمس واقعنا اليومى من بين هذه المسابقات. مسابقة " يوم الهندسة المصرى" ، وهى مسابقة يتناقش فيها طلاب السنة الأخيرة بكليات الهندسة والحاسبات والمعلومات، ويقوم نخبة من المحكمين بتقييم المشروعات فى مجالات مختلفة، منها مجالات الهندسة العامة، كالهندسة الميكانيكية والالكترونية، وهندسة الاتصالات والنظم، وهندسة علوم الحاسب، والهندسة الطبية، بالإضافة لمسابقة الطاقة، وإيمانا من المنظمين بأن العالم كله الآن يبحث عن طاقة بديلة لا تنضب وتساعد فى حل أزمة الطاقة التى يعيشها العالم وتشمل مجالات الطاقة المتجددة بأنواعها كطاقة الرياح والطاقة الشمسية والكتلة الحيوية. مسابقة "صنع فى مصر " هى من أهم المسابقات فى يوم الهندسة المصرى؛ لأنها تستمر لمدة عام كامل يقدم من خلالها الفريق المنظم عددا من الدورات التدريبية عالية المستوى فى مجالات كثيرة كدراسة الجدوى والدراسات الاقتصادية للمنتج وغيرها من الدورات التى تؤهل المشاركين لتقديم مشروعهم فى صورة منتج قادر على المنافسة ويستحق أن يحمل عبارة "صنع فى مصر". وعلى مدار الخمسة عشر عاما عمر "يوم الهندسة المصرى" شارك أكثر من 2400 مشروع فى مجالات متنوعة وبمشاريع منافسات محليا وعالميا وحصدت من الجوائز العالمية الكثير وبمشاركة أكثر من 11600 عارض ، و45 جامعة حكومية وخاصة وبحضور ضيوف وشخصيات عامة مهتمين بالعلم ويقدرون قيمته، ومشاركة أكثر من 125 راعياً رسمياً، بهدف الاهتمام بالمشاريع ومحالة لاستكمالها من أجل أن تظهر للمجتمع المصرى والاستفادة منها . وبالإضافة إلى كل هؤلاء، هناك اهتمام من جهات حكومية مهمة فى مجال البحث العلمى شارك وتشارك وستشارك وهى الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات وأكاديمية البحث العلمى و ITIDA,ITI,Mentor Graphics، إلى جانب جهات أهلية ومؤسسات مجتمع مدنى. ويبقى السؤال .. هل هذه المجهودات كافية لتنهض مصر بالعلم وبأبنائها النابغين ؟ بالتأكيد ليست كافية، خاصة أن جميع المشروعات المشاركة لديها نفس المعوقات، وهى قلة الإمكانات بداية من التمويل وانتهاء بالأدوات التى يستوردونها من الخارج نظراً لعدم توافرها فى الأسواق المحلية، ومع ذلك وبهذه الإمكانيات نجد الآلاف من المشاريع الجيدة والتى من خلالها يمكن أن يختلف وجه مصر، ولذلك علينا أن نؤكد على ضرورة الاهتمام والرعاية بزيادة الدعم المادى والمعنوى وتذليل العقبات التى تواجههم من أجل ابتكار أفضل وخلق مناخ علمى تنافسى جيد. فقد شارك فى احتفالية "يوم الهندسة المصرى" أكثر من 150 مشروعا من 38 جامعة مصرية، وذلك بعد تصفيات كثيرة للمشاريع التى تقدم للجان التحكيم فى كافة المسابقات والمجالات المختلفة بهدف عرض أفضل وأحسن المشاريع لتشارك فى مثل هذا الحدث الهام، والذى يعد نواة حقيقية لمساهمة طلاب الجامعات المختلفة. وتحديدا فى تنمية وتطوير البحث العلمى فى مصر، وهذا الدور من الأدوار الهامة والمتميزة التي تشارك بها الجامعات فدورها ليس قاصرا على تخريج دفعات فى تخصصات مختلفة من أجل سوق العمل وفقط، بل يمتد دورها لتفريغ أجيال لديها القدرة على البحث والتنقيب من أجل وضع حلول تحل المشكلات بأساليب علمية وتطبق ما درسته على مدار أعوام فى خدمة الوطن وحل أزماته بالعلم. ويحاول "يوم الهندسة المصرى" أن يساعد الطلاب فى تنمية مهاراته العلمية أكثر، والاستفادة من علماء مصريين وأجانب يحاضرونهم أثناء إقامة الحدث فى كافة أفرع الهندسة للاستزادة من العلم وتفتيح مداركهم على العالم. وقد شارك أكثر من 36 محاضراً فى المجالات الهندسية المختلفة، إضافة إلى عدد من المحاضرين الأجانب من الدانمارك وألمانيا ، وشارك فى لجان التحكيم 40 محكما فى المجالات الهندسية المختلفة من أساتذة ورواد الصناعة المصرية والعربية، وقد شارك ممثلون من الدول العربية والأوروبية من الأردن والبحرين وتونس وألمانيا، وذلك فى شهر سبتمبر الماضى، حيث تقام الفعاليات سنويا فى نفس التوقيت، وكان شعارها " إبداع واستدامة" وبالفعل هو إبداع من شباب مصر القادر على تغيير وجه مصر للأفضل بأقل الإمكانيات، وأكررها لأنى أتعامل معهم وأشاهد الإمكانيات والموارد المحدودة، ومع ذلك يستطيعون تنظيم حدث فى أهمية وفاعلية أحداث عالمية يرصد لها الملايين، واستدامته تأتى من إصرارهم على إثبات قدرهم على الابتكار والاختراع والمنافسة وتحدى قلة الموارد والإمكانيات، فلهم كل التقدير والاحترام، كل من يشارك ويساهم فى "يوم الهندسة المصرى " الذى يعد فخرا لكل مهتم بالعلم وبتطبيقاته من أجل حياة أفضل . وأخص بالذكر المهندس خالد مختار، والأستاذ الدكتور سمير شاهين- رئيس الجمعية العلمية لمهندسى الكهرباء-، والمهندس أحمد عبد الرءوف- رئيس اللجنة المنظمة ليوم الهندسة-، وغيرهم من المتطوعين من أساتذة وعلماء وطلاب، بهدف نشر روح العمل التطوعى إلى جانب نشر أهمية العمل .