فريق "التخان" يخسر المباريات بفارق 20 هدفاً لصالح المنافس مؤسس الفريق: نتبرع بمكاسبنا المادية لمساعدة الغارمات بمدينة المنصورة محمد شوقي لاعب الأهلى ومنتخب مصر السابق يرعى الفريق دعما لحملة "بلا غارمات" أوزانهم الكبيرة التى تخطت حاجز ال 100 كجم كانت بطبيعة الحال عائقا أمام رغبتهم فى ممارسة لعبة كرة القدم، لكنهم لم يستسلموا لهذا الاحباط، وقرروا أن يسخروا من أوزانهم بتكوين فريق لممارسة اللعبة، أطلقوا عليه اسم فريق "التخان"، لكن الأمر الذى بدأ ب "شوية هزار" تحول إلى حقيقة بعد أن صار الفريق مطلوباً فى الإعلانات التليفزيونية، كما أنه ينظم مباريات بتذاكر مدفوعة يُشاهدها بعض الجماهير، هذا على الرغم من أنهم عادة ما يخسرون أمام الفرق الأخرى بفارق كبير من الأهداف! لكن المكسب لا يشغلهم، وإنما الأهم بالنسبة لهم هو المساهمة فى بعض الأنشطة الخيرية.. فى السطور التالية التقينا عددا من لاعبى الفريق لنتعرف أكثر على هذه التجربة اللطيفة.. فى البداية يقول إيهاب شوقي- مؤسس الفريق-: نحن مجموعة أصدقاء وزملاء دراسة، وجميعنا من أبناء مدينة المنصورة، وكانت صدفة أن تجمعنا صفة "الوزن الزائد"، ولم نكن نعانى من أى أزمة فى الحياة بسبب السِمنة، حيث إن جميع لاعبى الفريق ناجحون جدا في دراستهم وفى مجالات العمل، فأنا مثلا طبيب بيطري وباقي الفريق أطباء ومهندسون ولدينا مشروعاتنا الخاصة، إلا أننا مثل معظم الشباب المصري نعشق كرة القدم بشكل جنوني.. والفكرة بدأت في إحدى المرات التي كنا نلتقي فيها.. كان هناك بعض الشباب يلعبون كرة القدم في الشارع فقررنا أن ننضم إليهم وكونا فريقا وهم كونوا فريقا.. وقتها تعاملوا علي أنهم مؤكد سوف يفوزون علينا وهو ما حدث بالفعل وفازوا.. وقررنا حينها تشكيل فريق لكرة القدم ونلاعب أي فريق ولا يهمنا فكرة المكسب أو الخسارة، لكن الأهم هو أن نستمتع ونحن نلعب اللعبة التي نعشقها ولن نسمح لأي شيء أن يقف عائقا أمامنا. وأضاف إيهاب: اخترنا اسم "فريق التخان" أو fat united تأكيدا علي الفكرة التي نريد أن تصل للناس، فليس معني أن وزنك زائد أن تخجل من شيء أو لا تستمتع بحياتك وتفعل ما تريد دون أن تلتفت للناس ولسخرية البعض، لذلك اخترنا اسم فريق التخان بحيث نوجه رسالة للجميع من اسم الفريق فنحن شباب "تخان" وقررنا أن نكون فريق كرة قدم، وأعتقد بهذا الاسم نجحنا فى أن نصل بالفكرة للناس . أما شريف الماحي- أحد أعضاء الفريق- فيقول: أتذكر بداية الفريق، حيث كانت عندما أعلن نادى جزيرة الورد بالمنصورة عن تنظيم دورة لكرة القدم، ولكن بسبب وزني الكبير أنا وأصدقائي كنا محرومين من المشاركة فبعض زملائنا أوزانهم وصلت إلى 200 كجم، وقتها قررنا أن نلعب في نادي جزيرة الورد ونشارك في هذه الدورات بأي شكل، وبالفعل هذا ما حدث بعدما شكلنا الفريق وصممنا تيشرتات خاصة بنا وشاركنا في هذه الدورات ولعبنا في النادي الذي طالما حلمنا نلعب به، وقد تحمست إدارة النادي لمشاركتنا في الدورات بعدما حققنا شعبية كبيرة داخل المنصورة، وأصبحت الناس حريصة علي مشاهدتنا ونحن نلعب مما زاد نسب شراء التذاكر لمتابعة هذه المباريات التي تنظمها الأندية ومراكز الشباب المختلفة، رغم أننا كنا نخسر بشكل فادح .. وكانت النتيجة تصل أحيانا فى بعض المباريات إلى 20/صفر لصالح الفريق المنافس وأضاف شريف: عدد الجمهور الذى يحضر المباريات فى ازدياد مستمر، فقد وجدنا طريقنا إلى قلوب المشجعين الذين كانوا يتابعوننا بشكل كبير، وكنا سعداء بذلك، ومع انتشار الفكرة فى النادى وجدنا بعض الشركات تطلب منا تقديم إعلانات لهم مقابل مبالغ مالية، ومن هنا بدأت فكرة العمل الخيرى الذى نضع فيه المبالغ التى نحصل عليها، وبدأنا بفكرة "المنصورة بلا غارمات" .. حيث تبرعنا بكل المكاسب المالية التي حققناها من تذاكر المباريات أو الاعلانات التي شاركنا بها لصالح السيدات الغارمات على مستوى المنصورة، فقد تكفلنا بدفع ديون الغارمات ووعدنا من خلال حملة "المنصورة بلا غارمات" التي أطلقناها أن نخرج أمهاتنا وأخواتنا من السيدات المسجونات حتى يعدن لأسرهن وأبنائهن، ومن خلال حملتنا وصلتنا عشرات المحبوسات أو الصادر ضدهن أحكام بالحبس نتيجة ديون بسيطة وقعن فيها بسبب زواج بنت أو ابن أو لسداد إيجارات متأخرة وتمكنا من إخراج العديد من الغارمات من السجن، وكانت من بينهن سيدة حُكم عليها بالسجن 11 سنة بسبب مبالغ بسيطة تم سدادها وهى الآن بين أبنائها في بيتها. استكمل شريف الماحي حديثه قائلا: من أجل أن نزيد نسبة بيع تذاكر المباريات ومشاركة الناس معنا في الحملة عرضنا الفكرة على الكابتن محمد شوقى، كابتن مصر والنادى الأهلى السابق، ليتبناها ويشارك في مبارياتنا لصالح الغارمات، ورحب بالفكرة وطالب بتكرارها في عدد من المحافظات، ومن وقتها زاد عدد الرعاة للفريق وحولنا الفريق إلى حملة لمساعدة الغارمات، وعلى الرغم من انشغال كل واحد منا بحياته الشخصية والعملية، إلا أننا سعداء بالتجربة رغم المجهود، والوقت الذي بذلناه فيها، خاصة أننا مارسنا اللعبة التي نعشقها وحققنا هدفا نبيلا وقدمنا عمل خير مهما، ومستحيل وصف مدى السعادة التي كنا نشعر بها مع كل أم غارمة تخرج من السجن وتعود لأسرتها، والطريف أننا خسرنا جزءا كبيرا جدا من أوزاننا بسبب لعب كرة القدم بانتظام.