التحدي والإصرار والمثابرة، كانت السمات الرئيسية التي جمعت أعضاء فريق كرة القدم "فات يونايتد"، أصدقاء كانوا كغيرهم ينتظرون شهر رمضان لإقامة الدورات الرمضانية، 7 أصدقاء قرروا خوض التجربة بنادي جزيرة الورد بالمنصورة، "الكرة للجميع" كان الشعار الذي رفعه أعضاء الفريق، واختيارهم لاسم "فات يونايتد" لم يكن صدفة بل لأن معظمهم كان من أصحاب الوزن الزائد "فوق ال150 كيلو"، وكذلك أعمارهم تخطت ال30 عامًا. العمر والوزن لا يقفان عائقاً أمام ممارسة الرياضة، كانت تلك هي فكرتهم التي رغبوا في إيصالها لكل شباب مصر، وخاصة أبناء محافظتهم المنصورة، انضم إليهم لاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق محمد شوقي، كداعم لهم في فكرتهم. وقال عنهم شوقي، إنهم مجموعة من شباب نادي جزيرة الورد قاموا بعمل دورة رمضانية رياضية ولكنها لم تكن عادية مثل كل الدورات الرمضانية بأن تنتهي بمجرد فوز فريق علي آخر، لكنهم جعلوا من الفكرة الرياضية عملا خيريا مجتمعيا، وأطلقوا شعارا لهم نبع من إحساسهم بقيمة وجودهم وثقة الجميع فيهم "#المنصورة_بلا_غارمات". هاشتاج »#المنصورة_بلا_غارمات»، تصدر أهداف هؤلاء الشباب الذين وجدوا أنفسهم يفوزون في المباريات ويحققون غايتهم من خسارة في الوزن، أكثر من 5 رعاة تولوا حق رعاية هذا الفريق، ونظرًا لأن كل الأعضاء ليسوا بحاجة مادية لأموال الدعاية، قرروا توجيه كل ما يتحصلون عليه من أجل فك كُرب غارمات المنصورة. المستشار شريف الماحي، أحد أعضاء الفريق، تحدث عن المبادرة قائلًا: "نجحنا حتي الآن في إخراج 30 غارمة، ومستمرون لخروج الباقيات من سجون المنصورة، ولن نكتفي بهذا الرقم، فالسجون مليئة بهؤلاء الغارمات، ونحن نتصدي بكل ما أوتينا من قوة لأصحاب الديْن، ونتفاوض كثيرًا معهم من أجل تخفيض الديْن، والأمر لا ينتهي عند تلك المرحلة بل إننا نكفل الغارمة بعد خروجها بدراسة حالتها الاجتماعية، وفتح مشروع صغير لها، حتي لا تضطرها ظروف المعيشة للوقوف خلف القضبان مجدداً". الكشف عن هوية الغارمات أمر مرفوض تمامًا من قبل "فات يونايتد"، فالغاية هنا ليست التشهير بشخص الغارمة وأسرتها، وإنما ردها إلي أهلها وإطلاق سراحها، ويتحدث الماحي، عن إحدي الحالات قائلًا: "بعد شغل أكثر من 20 يومًا أخيراً تم خروج الحالة المستعصية "ز"، التي حاولت كل الجهات وفاعلو الخير لكنهم لم يوفقوا في إخراجها من السجن لبناتها وأمها ووالدها المسن، ولكن الحمد لله وفقنا في خروجها بعد أن حصلت علي أحكام نهائية من 5 سنوات، ودخلت السجن من سنة ونصف، بأحكام تتجاوز ال10 سنوات، بسبب عدد من إيصالات الأمانة، وهي ربة أسرة ضمنت زوجها لدي عدد من التجار، وتعسر الزوج وبدأ أصحاب الديْن بالمطالبة بحقهم بالفوائد، فما كان من الزوج إلا أن طلقها وهرب وتركها تواجه المصير المحتوم داخل السجن. أضاف، الغريب في الأمر أننا عندما قمنا بالتفاوض مع أصحاب الديْن واجهنا صعوبات شديدة نظرًا لكثرة عدد المحاولين قبلنا، الذين باءت محاولاتهم بالفشل، نتيجة عدم الجدية، وبعد معاناة ومفاوضات وسفر لأصحاب الديْن والتفاوض بحوالي ربع الديْن الأصلي، خرجت الحالة فعلًا، وضمت ابنتيها لحضنها وجفت دموع الأب والأم. نحو700 ألف جنيه، هي قيمة التبرعات التي تحصل عليها "فات يونايتد" بجانب ما تم التحصل عليه من أموال الدعاية للدورة الرمضانية، وخطة الفريق لن تتوقف عند الغارمات فحسب بل إنهم يريدون تدشين ماراثوان رياضي، وحفلات بدهب وسهل حشيش لتنشيط السياحة المصرية.