شهد القائد العام رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى بيانا عمليا لاقتحام وعبور قناة السويس نفذته عناصر من وحدات الجيش الثالث الميداني باستخدام القوارب المطاطية ووسائل العبور الذاتي والمعديات والكباري سريعة الانشاء. وتضمنت فكرة التدريب، التحضير والتجهيز للتنفيذ الذاتى مع استخدام القوات لوسائل العبور التبادلية والاحتياطية عند قيام العدو بتدمير وسائل العبور الرئيسية فى ظل الاستخدام المكثف للعدو الالكترونى. أكد القائد العام رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى أهمية حرب الاستنزاف، ودورها الكبير ما قبل حرب أكتوبر المجيدة . واستنكر المشير حسين طنطاوى على هامش البيان العملى لاقتحام قناة السويس فى نطاق الجيش الثالث الميدانى محاولات البعض فى التهوين من حرب الاستزاف معتبرا ذلك كلام غير علمى وغير حقيقى، ووصفه بأنه "خيانة". وأضاف :" لولا حرب الاستنزاف ما كانت حرب 73 ، فحرب الاستنزاف اعطت الفرصة للقوات المسلحة لاعادة بناء نفسها بنسبة 100 فى المائة". وتابع أن حرب الاستنزاف رفعت من معنويات الشعب والجيش المصرى، وأنها أحد الاسباب الرئيسية لنجاح حرب أكتوبر، مشيرا الى ان الروح المعنوية للجميع انخفضت بعد حرب 67. وجدد المشير طنطاوى التأكيد على أن حرب الاستنزاف كانت بمثابة بروفة لاعمال التدريب والقتال والتنظيم حتى اعادت القوات المسلحة قدراتها القتالية قبل حرب اكتوبر . أشار المشير طنطاوى الى دور الدفاع الجوى ما بعد حرب 67 ، والتلاحم بين الشعب والجيش فى بناء حائط الصواريخ على طول قناة السويس والذى أمكن من خلاله الدفاع عن عمق مصر. كما أشار المشير طنطاوى الى دور القوات الجوية والضربة الجوية الاولى فى حرب 73 ، وقال " كان لها تاثير خطير فى بداية مرحلة العبور ورفعت من معنويات القوات المسلحة على طول القناة". واضافة قائلآ: أن مشكلة مصر الأسياسية تتمثل فى عدم متابعة تنفيذ المشروعات، وذلك كان سبب رئيسى لما تمر به مصر حالياّ، وأنه بسبب إلمام القادة والضباط فى حرب 73 بمهامهم، كانت خسائر فى الكتيبة 16 التى كنت أقودها خلال حرب 73 بلا خسائر. وأكد قائد الجيش الثالث الميدانى اللواء اركان حرب صدقى صبحى ان اهمية البيان ترجع الى اهمية مرحلة العبور والتى تمثل اكبر التحديات التى تجابه القوات اثناء تنفيذها لخطة العمليات. وأكد ان التمرين بمثابة رسالة طمانينة الى الشعب المصرى العظيم تثبت ان جيش مصر قادر بعون الله على المحافظة على امن مصر واستقرارها وحماية حدودها فى ان واحد. واشار الى ان الرسالة الاساسية لهذا البيان هي تمام جاهزية القيادة العامة للقوات المسلحة. وبدأت مراحل البيان بعرض الخصائص الفنية للمركبات والمعدات المشاركة في العبور ، واعداد وتجهيز الوحدات المشاركة لاقتحام وعبور القوات المانع المائي لقناة السويس باستخدام القوارب المطاطية والوسائل الذاتية للمركبات وناقلات الجند المدرعة للوصول الى الضفة الشرقية للقناة وتأمين رأس كوبري بالتعاون مع الابرار الجوي الصديق ، وتنفيذ أعمال الإصلاح والنجدة والإخلاء بمهارة فائقة لاستكمال عملية العبور. وقامت عناصر المهندسين العسكريين بالجيش الثالث الميداني بفتح كبارى المواصلات وكبارى الإقتحام سريعة الإنشاء وإستخدام المعديات باعتبارها من الوسائل الرئيسية لعبور القوات الميكانيكية والمدرعة وباقي الأسلحة المعاونة لما تحققه من معدلات تدفق عالية ، وذلك تحت ستر عناصر القوات الجوية ووسائل واسلحة الدفاع الجوي والمدفعية التي قامت بتأمين قطاع العبور لإستكمال تنفيذ باقي المهام القتالية المخططة فى ظل النشاط المكثف للعدو الجوى والإلكترونى وإستخدامه للغازات الحربية والمواد الحارقة. وحول الأوضاع فى سيناء أكد أنه أمنه وأن هناك تنسيق كبير مع شيوخ وشباب القبائل ، كما أن القوات المسلحة قامت بوضع حجر اساس بعض المشروعات منها محطة تحلية مياه وحفر آبار وعيون مياه وإنشاء صوبات زراعية وفتح منافذ لبيع المنتجات القوات المسلحةلأهالى سيناء الذين أدعوا أبنائهم للتقدم إلى الكليات والمعاهد العسكرية، وكذلك التطوع بين صفوف القوات المسلحة. وأعلن قائد الجيش الثالث الميدانى أنه جارى الاستعداد لتأمين الانتخابات فى محافظات السويس وجنوب سيناء والبحر الأحمر من خلال المشاركة فى اجتماعات ترأسها السيد رئيس الأركان وتابعها السيد المشير شخصيا، والاجتماع مع الساده مديرى أمن المحافظات وعضو اللجنة العليا للنتخابات لمناقشة كل المواقف التى تظهر خلال سير الانتخابات والتصدى لآى محاولات الأخلال بها. وفي نهاية البيان اشاد المشير طنطاوي بالأداء المتميز لرجال القوات المسلحة وما وصلت اليه التشكيلات والوحدات المنفذة للتدريب من مهارات ميدانية وكفاءة واستعداد قتالي عالي ، وتفهم القادة والضباط لمهامهم ومسئولياتهم المكلفين بها وإتخاذ القرارات الحاسمة لمجابهة المواقف الطارئة والسيطرة على القوات طبقا لمتغيرات المعركة . وناقش المشير طنطاوى عددا من القادة والضباط المشاركين بالتدريب في أسلوب تنفيذهم لمهامهم وكيفية إتخاذهم القرار لمواجهة التغيرات المفاجئة أثناء إدارة العمليات ، وأكد الاهتمام بالتجهيز الهندسي واعمال الاخفاء والتمويه الجيد للقوات ، والتدريب على الوسائل التبادلية للعبور مع البعد عن النمطية فى تخطيط وتنفيذ كافة المهام ، وتنظيم التعاون بين كافة العناصر لتأمين قطاع العبور بإستخدام أحدث وسائل السيطرة والتعاون لتنفيذ المهام المخططة والطارئة بدقة وكفاءة عالية. واستمع لأسئلة واستفسارات بعض الحاضرين والدارسين من المنشآت والمعاهد التعليمية والإجابة عنها من مخططى ومنفذى المشروع ، وأكد ضرورة الحفاظ على الحالة الفنية للأسلحة والمعدات وتطوير ادائها والاهتمام باعمال الصيانة والاصلاح وصولا لأعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي. وطالب المشير طنطاوى القادة والضباط على كافة المستويات بالعمل على توفير كافة الإمكانيات للإرتقاء بالفرد المقاتل معيشيا وإداريا وتدريبيا والحفاظ على روحهم المعنوية العالية بإعتباره الركيزة الأساسية لقواتنا المسلحة. وأوصاهم بالاستفادة من خبرات وتجارب قادتهم القدامي وأن يكونوا قدوة لجميع افراد المجتمع في الانضباط والتفاني في اداء مهامهم لتظل القوات المسلحة قادرة على الوفاء بمهامها في الحفاظ على الوطن واستقراره وحماية أمنه القومى في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر. حضر البيان الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى وقادة الافرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة.