عقد المجلس العسكري اليوم مؤتمرا صحفيا لتوضيح كل الحقائق الخاصة بالأحداث الأخيرة والظروف التي تمر بها البلاد... وفي البداية نفي اللواء إسماعيل عتمان عضو المجلس العسكري " عسكرة الإعلام المصري " ، وأكد أن القوات المسلحة ليس لها أي تأثير علي الإعلام ولم تفرض عليه وجهة نظر معينة، ودعا قبيل المؤتمر الصحفي اليوم وسائل الإعلام إلي تحري الدقة وإدراك الحقائق كاملة،وأوضح أن بعض وسائل الإعلام تحاول قلب الحقائق وتوجيه الأحداث إلي منحي يخدم وجهة نظرها ومصالحها الخاصة، وأكد ضرورة وضع المصلحة العامة في المقدمة.. وقال في تعليقه علي أحداث ماسبيرو: إن الوطن والمواطن الحقيقي في عين القوات المسلحة، وأكد ان التليفزيون المصري نقل أحداث ماسبيرو علي الهواء مباشرة بمنتهي الأمانة والموضوعية دون تزييف.. وقال: لو لم ينقل التليفزيون الأحداث مباشرة لتم اتهامنا بإخفاء الحقيقة. وفي المؤتمر الصحفي نفى المجلس العسكرى، وجود فرق قناصة لدى القوات المسلحة أمام ماسبيرو، أو فى أى مكان آخر، وأكد عدم وجود ما يثبت وجود قناصة أعلى كوبرى 6 أكتوبر، خلال اشتباكات ماسبيرو الأخيرة التى أسفرت عن مقتل وإصابة ما يزيد على 300 شخص. وقال اللواء محمود حجازى رئيس جهاز التنظيم والتعبئة بالجيش المصرى وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، خلال مؤتمر المجلس، للرد على أحداث ماسبيرو الأخيرة، إن قوات الشرطة العسكرية التى كانت تؤمّن مبنى ماسبيرو لم تطلق النيران، لأن الجيش لا يمكن أن يوجه نيرانه إلى الشعب، وهناك تعليمات صريحة بضبط النفس. وأضاف حجازى: "القوات المتواجدة أمام ماسبيرو للتأمين وغير مسلحة، لأننا نعتقد أنه لا يوجد على أرض مصر من يمكن أن يوجه النيران أو يعتدى على القوات المسلحة"، وتابع: "سلاح القوات المسلحة للقتل وليس للتأمين، ولم ولن يتم توجيهه ضد الشعب". وأكد أن سلاح القوات المسلحة " لو استخدمناه أو سمحنا باستخدامه لحدثت نتائج كارثية، لكننا لم نستخدمه ولن نستخدمه ضد الشعب، لكن قد نضطر لاستخدم الحزم طبقا للقانون فى مواجهة أعداء هذا الشعب، الذى كان فى مرحلة نظام يرفضه ثم انتقل لمرحلة نظام يطلبه". وقال إن الجيش لديه شهداء من الجنود والضباط فى أحداث ماسبيرو ولن نعلن عن العدد، وأن هناك تورطا لبعض الشخصيات فى التحريض على أعمال العنف والاتصال بالخارج للتدخل بشئون مصر. وعما تردد حول دهس مدرعة تابعة للشرطة العسكرية عددا من المتظاهرين الأقباط، قال حجازى : "فكرة دهس المركبات للمواطنين محذوفة من عقائدنا، ولم يحدث فى يوم من الأيام ولم يسجل التاريخ أن فردا من أفراد القوات المسلحة دهس مواطنا وإنسانا، ولا يمكن أن ينسب هذا للقوات المسلحة المصرية"، مضيفا أنه "حتى فى قتالنا مع العدو الحقيقى، لا نرتكب هذه الأخطاء". وتابع: "تخيلوا جندى أخوكم مصرى تحترق المركبة به، ولا يستطيع الخروج من المركبة، فتخيلوا ماذا سيكون شعور السائق، بعد وضعه فى حالة نفسية غير مسبوقة، وكانت إحدى المركبات تحترق والجنود بداخلها، وقامت بالتحرك، ولا أنكر أن يكون أثناء سير المركبة تم "خبط" بعض المتظاهرين، وعيب إن مصرى يقول إن ده سلوك ممنهج، وإن فردا من أفراد القوات المسلحة من ضمن تدريبه دهس المتظاهرين". وشدد على أنه جار التحقيق فى مشهد سائق يرتدى ملابس مدنية، ويقود إحدى المركبات ويندفع بشكل كبير، و"يشيل" كل من أمامه من عربات وأفراد، ويدمر مركبات القوات المسلحة، وكل من أمامه بشكل عنيف وغير حضارى. وعرض خلال المؤتمر، مشاهد من المسيرات تؤكد وجود أعمال عنف من قبل المتظاهرين وتدمير عدد من السيارات المدنية. وواصل حجازى حديثه قائلاً: "أحد التهديدات التى صاحبت تجمع الأقباط فى شبرا المتوجه إلى مبنى التلفزيون، وما يلفت فى الأحداث الأخيرة، التحريض على اقتحام مبنى ماسبيرو"، لافتا إلى أن مبنى التلفزيون أحد أبرز الأهداف الاستراتيجية ورمز إرادة الشعب ويجب أخذ مسألة التهديد باقتحامه بمأخذ الجد وعدم السماح بتنفيذ هذا التهديد. وأكد أن جزء من المتظاهرين الأقباط جاءوا أمام ماسبيرو حاملين أنابيب البوتاجاز وأسلحة بيضاء ومولوتوف، وهذا كله موثق بالفيديو، وبعد تدافع أعداد كبيرة من المتظاهرين فى اتجاه مبنى التلفزيون بدء استخدام الأسلحة البيضاء وقذف المولوتوف نحو أفراد القوات المسلحة، مشدداً فى الوقت ذاته على أن المظاهرة بدأت بشكل سلمى فى حماية قوات الشرطة العسكرية، لكنها انتهت إلى ما وصلت إليه. واستطرد "حجازى": "فى الساعة 6.40 دقيقة بدأت الإصابات فى أفراد القوات المسلحة، ويوجد آثار طلقات نارية على الحوائط من اتجاه كوبرى 6 أكتوبر فى اتجاه ماسبيرو تثبت وجود أسلحة نارية". وتابع: "فى الساعة السابعة كان قد تم حرق 8 مركبات للقوات المسلحة و4 عربات مدنية، وأن النتائج الأولية لإصابات أفراد القوات المسلحة تشير لإصابتهم بخرطوش مدنى وطلق نار"، مضيفا أنه فى التاسعة إلا ربع تجمع نحو 3500 متظاهر أمام المستشفى القبطى، ثم تم حظر التجول من الثانية صباحا حتى السابعة من اليوم التالى". وقال: "أؤكد على الآتى.. لولا عناية الله لدخلت مصر فى دوامة من العنف والعنف المضاد، إذا تحقق اصطدام بين عنصرى الأمة أو السعى للوقيعة بين الجيش والشعب، واستمرار بعض القوى فى محاولة الوصول لذلك، وهو ما تدركه القوات المسلحة، وتعمل على مواجهته، مع سعى بعض وسائل الإعلام لنشر المعلومات المغلوطة التى تبس الفرقة، وتعمل على زعزعة الاستقرار". وأشار إلى تورط بعض الشخصيات فى التحريض لإثارة القوى الخارجية ضد مصر، وأن هذا الأمر سيوضع تحت يد أجهزة التحقيقات، وسيتم إعلان النتائج كاملة، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد من أخطأ فى حق الوطن، كما سيتم اتخاذ كل الإجراءات بكل شدة وحزم ضد كل من تسبب فيما حدث هذا اليوم"، مؤكداً على التزام القوات أقصى درجات ضبط النفس، واستخدامها كل الوسائل من أجل حماية عناصر الجيش للمتظاهرين من الصدام مع الأهالى". من جانبه، أكد اللواء عادل عمارة، مساعد وزير الدفاع، خلال المؤتمر، أن الجنود لم يكن معهم ذخيرة حية، ونفى أن تكون المدرعات دهست المحتجين الأقباط.وقال"لا يمكن أن نقول ذلك على القوات المسلحة، ولا يمكن أن يكتب التاريخ أن القوات المسلحة دهست المواطنين". وقال إن الموضوع يحتاج إلى أن يدرس بشكل مجرد، مع وضع مصلحة الوطن العليا أمامه دون التحزب لطرف على حساب الآخر، مع ضرورة النظر إلى الأمام وبناء مصر فى تلك المرحلة الصعبة التى تمر بها وتستغلها بعض الأطراف الخارجية فى إثارة الفرقة والفتنة بين جموع المواطنين، داعيا إلى ضرورة التأكد من كافة المعلومات التى يتم عرضها فى الصحف ووسائل الإعلام والتأكد من الجهات المسئولة قبل عرضها على الرأى العام ، حتى لا نتناقل أخبارا مغلوطة قد تؤثر على مصلحة الوطن . واختتم قائلا : نجزم أن لدينا شهداء ولكن لا نعلن الرقم حرصا على الروح المعنوية للجنود وهذا هو منهجنا منذ 28 يناير حتى الآن. وفي بيان أصدره المجلس حذر من الانقياد وراء مخطط مشبوه يسعى إلى تقويض استقرار الوطن ، ودعا المجلس الأعلى - في البيان الذي تلاه اللواء أركان حرب عادل عمارة عضو المجلس في ختام المؤتمر الصحفي العالمي اليوم - الى ضرورة ان يدرك الجميع ان أحداث ماسبيرو يوم الأحد المنصرم المؤسف الذي توقفت فيه أنفاس العالم حزنا على ما يحدث في مصر ينبغي أن لا تعود مرة أخرى. وطالب في هذا الصدد الجميع إلى تبنى هدف قومي لحماية مكاسب وأهداف ثورة 25 يناير المجيدة واستشراق أفاق المستقبل الواعد. ويؤكد المجلس الأعلى أن القوات المسلحة ستظل على عهدها بالشعب ملكا للجميع تحمي الوطن ومصالحه العليا . وقال انه ينبغي أن يفهم الجميع أن ممارسة القوات المسلحة لضبط النفس يجب ألا تغري أحدا كائنا من كان على التعرض لأفرادها أو منشأتها أو معداتها وان مثل هذا التصرف سيقابل بمنتهى الحزم والشدة. كما أكد في الوقت نفسه على إصرار القوات المسلحة ممثلة في مجلسها الأعلى على حماية أهداف ثورة 25 يناير وتنفيذ خارطة الطريق بوضع اللبنة الأولى لمؤسسات الدولة الديمقراطية الحديثة ممثلة في انتخاب المجالس النيابية المنتخبة من الشعب مهما كانت التحديات . ودعا في هذا الصدد الجميع إلى الحذر وعدم الانقياد وراء المخطط المشبوه الذي يسعى الى تقويض استقرار الوطن والعمل على التصدي له بكل قوة، معربا عن أسفه أن يدعي احد أن فكرة المؤامرة الخارجية التي لا تريد الخير لمصر وشعبها مجرد استهلاك للمواقف أو تغييب للحقائق. وشدد المجلس على انه يجب ان يدرك الجميع ان هذه المؤامرة المشبوهه "واقع" ونحذر من تداعياتها المدمرة على أمن مصر القومي . كما أكد أن " المجلس الأعلى لا يساوره أدنى شك في وعي الشعب المصري بجميع طوائفه الى ضرورة الالتفاف حول الهدف القومي لتجاوز تلك المرحلة حتى تنتقل مصر بكم إلى آفاق رحبة وتتبوأ المكانة اللائقة بها ". وأضاف انه يجب أن يدرك الجميع أن الاستقواء بالخارج خطر يدمر المجتمع ويرفضه أي مصري وطني حر مهما كانت الأسباب أو الدوافع وستقاومه القوات المسلحة بكل قوة وحزم . وأهاب المجلس بكافة أبناء هذا الشعب العظيم الحذر الكامل من اي عناصر هدامة قد تقدم على أي تصرفات من شأنها الأضرار بصورة مصر أمام العالم تحقيقا لأهداف داخلية تحاول إجهاض الثورة أو عناصر خارجية تستهدف النيل من أمن مصر القومي . ووجه المجلس التقدير إلى أبناء القوات المسلحة من ضباط وصف وجنود لدورهم الوطني المخلص الذي يقدره الشعب المصري العظيم ، ويثمن ما يقومون به من جهد منذ الثامن والعشرين من يناير وحتى الآن وهو ما أشاد به العالم اجمع، وسيخلده التاريخ ، باعتباره جهدا تنوء عن حمله الجبال لكنه هان في سبيل الوطن حيث توارت المصالح الشخصية لأبناء القوات المسلحة أمام مصلحة الوطن العليا وكانوا مثلا تحتذي به جيوش العالم وتنعقد عليهم الآمال لتنتقل مصر بهم وبسواعدهم إلى عصر زاخر بالقوة والعزة والكرامة .