- دعمت الكثير من الأفلام والفنانين أثناء عملي بالمركز الثقافي الفرنسي - بعد مشوار حافل بالإنجازات شعرت بالتشبع والاكتفاء.. لذلك اتجهت للتمثيل لطيفة فهمي فنانة تعشق التمثيل منذ صغرها.. ورغم مشاركتها في العديد من الأعمال.. إلا أنها لفتت نظر الجمهور من خلال شخصية " أم أحمد " التي قدمتها في مسلسل" فوق مستوى الشبهات" فاستطاعت وسط مسلسل ضخم بهذا الحجم ووسط عدد كبير من أعمال رمضان أن يسطع نجمها وتترك أثراً كبيرا وعلامة بارزة بدور بسيط.. لكن أداءها المميز هو الذي جعل دورها يزيد حجما وعمقا.. فبعد 20 عاما قضتها في المركز الثقافي الفرنسي لم تنس حلمها ولم تشعر بأنها كبرت.. وكأن الله استمع لها ومنحها دورا اجتازت به عشر سنوات عمل متواصل.. ولا يعرف أحد أنها لها دور كبير في خروج العديد من الأعمال إلى النور.. نتعرف عليها أكثر في الحوار التالي.. * أليس غريبا أنه بالرغم من عملك لأكثر من 20 عاما بالمركز الثقافي الفرنسي أن تتخذي قرار دخول الوسط الفني الآن؟ أحلم بالتمثيل منذ طفولتي، وأنا في الأصل من عائلة فنية، فوالدي هو المصور الفوتوغرافي جمال فهمي، وقد استفدت جداً من هذا الجو العائلي الذي نتج عنه حبي للتمثيل، وكان- رحمه الله- مُصّرا على أن أنهي دراستي الجامعية ثم أفكر بعدها في التمثيل، وبالفعل التحقت بكلية الآداب قسم لغة فرنسية، لأن تعليمي المدرسي كان بمدرسة فرنسية، وبعد ذلك سافرت ودرست المسرح بإحدى المدارس السويسرية، ثم عدت إلى مصر والتحقت بالدراسات الحرة للتمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والصدفة هي التي قادتني للعمل بالسفارة الفرنسية، فوالدي كان يعمل بفيلم" وداعا بونابرت" وهو إنتاج مصري فرنسي، وفى إحدى المرات ذهبت معه، حينها تعرفنا على بعض العاملين بالسفارة الفرنسية، ومن حبهم لوالدي أقاموا له حفل تكريم بفرنسا، وترشحت من قبل بعض الأصدقاء المشتركين للعمل في السفارة، وكنت مسئولة في هذا الوقت عن مشاريع التعاون الثقافي بين مصر وفرنسا. * وهل نسيت حلمك بأن تصبحي ممثلة وسط كل ذلك؟ لم أنس علي الإطلاق، فأنا أعشق السينما والمسرح، وكنت جزءاً من منظومة تقدّم هذه المشروعات السينمائية، فكنت أرى أنني أقدم شيئا ليس بعيداً عما أحبه، لكنني كنت أسعى لإنتاج ودعم هذه الأفلام، وهو ما حدث مثلا في فيلم" الشوق"، ففي نهاية الفيلم ستجدون شكرا لي، وذلك لأن الفيلم حصل على دعم مادي بشكل رسمي من وزارة الخارجية الفرنسية، وأنا من ساهمت فى خروج هذا الفيلم للنور * ولكن هل هذا عوضك عن حلمك بأن تصبحي ممثلة؟ لم يعوضني، ولكنني سعيدة لما قدمته، والحياة مراحل، وكنت مؤمنة بأني من الممكن أن أحقق حلمي في أي مرحلة من حياتي، وحاولت أن أقدم أعمالا أثناء عملي مع المركز الثقافي الفرنسي، لكنها كانت قليلة، لكنني أعتز جدا بهذه الأعمال، لأنها حافظت على الممثلة بداخلي، فرغم انشغالي بالمركز قدمت أدوارا في عدد من المسرحيات مثل مسرحية رحمة ومسرحية القفص، وفى عام 2012 شاركت بمسلسل دوران شبرا ثم فيلم فرش وغطا، ومنذ عام قدمت مسرحية" بحلم يا مصر" مع على الحجار * وكيف تقيمين تجربة 20 عاما بالمركز الفرنسي؟ بالتأكيد على مدار هذه الفترة حققت أشياء كثيرة، لأن دوري كان دعم أفلام روائية قصيرة وطويلة إلى جانب جلب عدد من الأفلام الفرنسية للعرض بالمركز وإرسال أفلام مصرية للمشاركة في مهرجانات بفرنسا، والتكفل بمصروفات سفر مخرجي تلك الأعمال، أما عن انطلاقتي الحقيقية في عملي، فكانت عام 1994 أثناء مهرجان "المتوهجون "بفرنسا، حيث كنت مسئولة عن حضور 350 فنانًا مصريًا للمهرجان، تلى ذلك مهرجان للشباب المبدع كان يقام كل عام ومختص بالمواهب المصرية الشابة، والحقيقة أني تعلمت منهم الكثير، كما حرصت على منح الفائزين منهم فرصة للسفر إلى فرنسا وحضور أهم المهرجانات هناك. * ولماذا قررت تقديم استقالتك الآن رغم مشوارك الحافل بإنجازات كبيرة؟ شعرت بنوع من التشبع والاكتفاء وبالتحديد بعد 2011، وأظن أنني حققت الكثير على مدار 20 عاما، لذلك قررت البحث عما أحبه، وهو التمثيل، خاصة أنني مؤمنة بالمثل الشعبي" صاحب بالين كداب"، وأعتقد أنه كان من الصعب جدا أن أركز في التمثيل بجانب الاستمرار في عملي بالمركز. * ألا تشعرين أنك تأخرت في تحقيق حلمك؟ لا أشعر بأي تأخير أو ندم نهائيا، فأنا سعيدة جدا بتجربتي كلها بتفاصيلها، وأرى أن الأهم على الإطلاق هو أني أحقق حلمي في أي وقت، المهم أني حققته. * ماذا عن دورك الصامت في فيلم فرش وغطا؟ توقع بعض الأصدقاء أن أرفض الدور، لكنني أحببته وترك علامة مميزة، وأشكر صديقي العزيز المخرج أحمد عبد الله على ترشيحي لهذا الدور، لأنه محطة مهمة أعتز بها، وأنا مؤمنة بأني من الممكن أن أترك علامة كبيرة كممثلة بدون أن أحصل على دور من الجلدة للجلدة * كيف جاء انضمامك لمسلسل" فوق مستوى الشبهات"؟ فوجئت بالمخرج هاني خليفة يتصل بي ويسألني" لسه عايزة تمثلى؟"، فقلت له بالتأكيد، فعرض عليّ المسلسل، وللعلم دوري فيه كان مقتصرا على الحلقات الأولى فقط، عكس ما ظهر على الشاشة في النهاية، لأنه بعد تصوير أول 5 حلقات جاءني اتصال من د.مدحت العدل، والحمد لله كان يثني على أدائي بالمسلسل، وأعتقد أنه في هذا التوقيت أُعيد النظر في مساحة شخصية ليلى من جديد، ولا أستطيع أن أنكر أن مستوى المسلسل الممتاز ساعدني بشكل كبير، فالعمل مكتوب بحرفية شديدة، ويسرا تألقت مع فريق العمل كله، وأرى أننا جميعا كممثلين ومخرج ومؤلف وإنتاج سعينا لمشروع مميز. * هل تشعرين بأن الله سبحانه و تعالي عوضك بنجاح كبير يضاهي 10 سنين عمل بدور ليلى أم أحمد ؟ أعتقد ذلك، لأنني بهذا الدور اجتزت جزءا كبيرا من مشواري، والحمد لله، وهو ما عوضني حلمي المؤجل منذ سنوات طويلة .