حالة من الشلل اصابت شوارع القاهرة، ازدحام فى الشوارع الرئيسية وضغط هائل على المينى باص الذى لم يعد كافياً لنقل مئات الآلاف من المواطنين داخل العاصمة، والسبب إضراب جراج جسر السويس الذى يعد أكبر جراج للنقل العام على مستوى الهيئة ويضم نحو 240 أتوبيسا و500 سائق ونحو 100 سائق احتياطى و600 محصل وألف فنى ونحو 500 موظف. تصوير: محمود شعبان
وقد توقفت حركة أتوبيس النقل العام فى قطاعات كبيرة من العاصمة .. وكان العاملون بالمرفق قد بدأوا اليوم إضراباً مفتوحاً عن العمل احتجاجاً على عدم صرف حافز الإثابة وقصره فقط على موظفى هيئة النقل العام وحرمان السائقين والمحصلين والفنيين من الحصول عليه ، وقد سعت المهندسة منى مصطفى رئيسة هيئة النقل العام لدى جهاز التنظيم والإدارة للدفاع عن حقوق العاملين ووافق الجهاز على صرف الحافز لهم والذى يقدر ب 200% على المرتب الأساسى لكن وزارة المالية عطلت القرار وكان العاملون قد نظموا إضرابا جزئيا عن العمل يوم الإثنين الماضى ثم أعلنوا اليوم عن توقف الحركة بالمرفق بشكل كامل. وقد اشتكى السائقون والمحصلون والعمال والفنيون من عدم المساواة والعدالة فى الأجور والمرتبات بينهم وبين الموظفين فى الهيئة ، حيث يعانى السائقون على وجه التحديد من ظلم وتعسف شديد جراء ضآلة المرتبات والتى لا تتجاوز 800 جنيه يستقطع منها تلفيات وأعطال لاذنب للسائقين فيها بل يتم فرض جزاءات وخصومات من المرتب بلا وجه حق فلو تعرض الأتوبيس لعطل أو تلف ما يتولى السائق إصلاحه على نفقته الخاصة ويتعرض فى الوقت ذاته للجزاء والخصم ومن هنا اشتكى السائقون والمحصلون وانضموا للإضراب. ليس هذا فحسب .. فقد كشف منظمو الإضراب عن واحدة من جرائم الفساد داخل الهيئة منذ أيام وزارة نظيف التى سعت لخصخصة هيئة النقل العام وأدخلت النقل الجماعى مما أدى إلى تراجع حجم الإقبال على أتوبيسات الهيئة وبالتالى تراجع حجم أرباحها بما يؤثر على دخول العاملين بها. جدير بالذكر أن هيئة النقل العام هى هيئة مستقلة لا تتبع وزارة النقل وإنما تخضع لإشراف محافظ القاهرة من الناحية الشكلية ، ولهذا لم يجد القائمون بالإضراب أى مسئول يتحدثون معه سوى التوجه لوزارة الدكتور عصام شرف والشكوى له خاصة وأن مرفق النقل العام قد عانى بالفعل من التهميش والتجاهل والتعسف الشديد. ويطالب العمال بتحقيق المطالب الآتية: - صرف حافز الإثابة بنسبة 200% والتى صرفتها بعض الهيئات من أول يوليو بأثر رجعى. - دفع التأمينات شهريا عن العمال .. فقد ثبت أن الهيئة تقوم بتأخير التأمينات إلى خروج العامل على المعاش ووقتها يصدم بأنه ليس له أى تأمينات مستحقة. - الاهتمام بالرعاية الصحية للعاملين وأسرهم حيث تنحصر الرعاية فقط على العاملين دون أسرهم. - إلغاء الأبونيهات أو الكارنيهات المجانية التى تمنحها الهيئة كهدايا للبعض الجهات والأفراد وتؤثر بنسبة لا تزيد عن 50% من دخل الهيئة على حد تعبير العمال. - الأعطال والتلفيات التى تحدث للأتوبيسات نتيجة الطريق لماذا يتحملها السائقون دون ذنب ولماذا يخضعون للتحقيق فى النيابة الإدارية. - الاهتمام بالمرفق وتوفير قطع الغيار المطلوبة له. - رفع مكافأة نهاية الخدمة. وحول طبيعة المشكلة وتطوراتها يقول فؤاد أحمد مدير الحركة بالجراج: أصل المشكلة هو عدم صرف حافز الإثابة للعاملين وهناك محاولات مبذولة من مجلس إدارة الهيئة لتوفيره لكن مرفق النقل العام لا يحظى بأى اهتمام على أى مستوى لذلك نناشد المسئولين الاستجابة لمطالب العمال خاصة وأن الإضراب لن يتم إنهاؤه وستتوقف الحركة تماما والمشكلة الأخرى أن مرفق النقل العام يعانى من بطالة مقنعة ففى جراج السويس مثلا يتوقف عن الحركة يومياً أكثر من 70 سائقاً لعدم وجود أتوبيسات.