وسط جو من الهدوء خاضت كلية الإعلام أول تجربة لانتخاب القيادات الجامعية اليوم فى ظل ترقب وزارة التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات الذى وضع شروطاً للعملية الانتخابية بأن يبتعد المرشحون عن التجريح الشخصى . وأن تتم فى مناخ من الهدوء وأن يلتزم المرشحون بروح المنافسة الشريفة وأن يقبلوا النتيجة أياً كانت لأن المرشحين فى النهاية زملاء فى مؤسسة علمية وتعليمية واحدة .. وبالفعل كانت تجربة كلية الأعلام بالونة اختبار حقيقة للانتخابات والتى تم فيها مراعاة كل هذا المعايير لذلك جرت اليوم فى هدوء شديد دون ضجيج.. فقد تجمع أعضاء هيئة التدريس والمعيدون والمدرسون المساعدون لانتخاب رئيس قسم الصحافة ورئيس قسم العلاقات العامة بينما لم تجرى الانتخابات على مقعد رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون حيث لم يتقدم الأستاذ الدكتور عدلى رضا رئيس القسم باستقالته كما أنه لم تنتهى مدة خدمته حسب لوائح الجامعة هذا ومن المقرر أن تعلن النتائج فى وقت لاحق اليوم بعد فرز جميع الأصوات. وكان فى مقدمة من أدلوا بصوتهم الأستاذ الدكتور سامى عبد العزيز العميد السابق للكلية وذلك وسط ترحيب كبير من أعضاء هيئة التدريس بالكلية .. وتجول الدكتور سامى داخل قاعة المؤتمرات التى يجرى بها التصويت بابتسامة عريضة مداعباً الجميع ، وفى تصريح خاص لبوابة الشباب قال: أنا سعيد لكن سعادتى مشروطة وأهم شرط أن تلتزم القيادات الجامعية المنتخبة بكل معايير وقيم وآداب الجامعة وعليهم أن يدركوا أن الجامعة كيان مختلف وهى فى الأصل مؤسسة تعليمية وليست أى شىء آخر وإذا ما حدث ذلك فسوف أكون فى غاية السعادة.. وقد جرت اليوم الانتخابات على مقعد رئيس قسم الصحافة بين الدكتور سليمان صالح والدكتور شريف درويش اللبان والدكتور محمود خليل الذى امتنع عن صياغة برنامج انتخابى يوضح رؤيته فى المرحلة المقبلة وأكد على أنه ليس فى حاجة لهذا الكلام فمن ينتخبه سينتخبه بناء على تاريخه! أما الدكتور سليمان صالح والدكتور شريف درويش فقد قاما باستعراض برنامجهما الانتخابى الأسبوع الماضى أمام أسرة الكلية .. وكانت النتيجة النهائية فوز د. سليمان صالح برئاسة القسم بنسبة 18 صوتاً وبفارق كبير عن د. محمود خليل والذى حصل علي 6 أصوات فقط ثم د. شريف درويش وحصل علي 3 أصوات . وفى قسم العلاقات العامة تنافس على رئاسة القسم كل من الأستاذة الدكتورة إيمان جمعة أستاذ الرأى العام بالكلية والأستاذ الدكتور سامى طايع أستاذ الإعلام الدولى.. وفاز سامي طايع بفارق ضئيل جداً لم يزد عن 0.3 % فقط . وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات اليوم فى العاشرة صباحاً إلا أن النصاب القانونى لم يكتمل فتم تأجيلها لما بعد الظهر وقد حرص جميع أعضاء هيئة التدريس على الحضور. ومع تقارب الأصوات بين الأساتذة فإن المعيدين والمدرسين المساعدين كان لهم الصوت المؤثر ، حيث يقول الأستاذ أحمد عبد السلام المعيد بقسم العلاقات العامة بالكلية أن قانون المجلس الأعلى للجامعات المنظم للعملية الانتخابية ينص على أن الهيئة المعاونة التى تضم المعيدين والمدرسين المساعدين سيكون لها حق التصويت بنسبة 10% وال90% للأساتذة الحاصلين على درجة الدكتوراه ولهذا عندما تتساوى الأصوات فسيكون للمعيدين دور كبير فى حسم النتيجة. أما الدكتور أحمد خطاب المدرس المساعد بقسم العلاقات العامة فيؤكد أن الانتخابات فى الجامعة ستؤسس لثقافة الديمقراطية والشفافية والتى سيترتب عليها قدر كبير من المحاسبة ويكون الاختيار ليس فقط حسب معيار الكفاءة العلمية وإنما حسب معيار التواصل الإنسانى مع الآخرين والقدرة على العمل فى روح الفريق والقدرة على القيادة وحل المشكلات وأنا أعتقد أن تجربة كلية الإعلام منذ العام الماضى تمثل صورة من صور الحراك الاجتماعى والسياسى مهما اختلفنا أو اتفقنا ولكننا فى النهاية أمام انتخابات ومرشحين وبرامج ومسئوليات وهذا سينعكس على جودة التعليم بالإيجاب. وعلى صعيد آخر تجرى فعاليات اختيار القيادات الجامعية الأخرى على مستوى كل الكليات الآن ففى كلية التجارة بدأت فعاليات الحملة الانتخابية للمرشحين على مقعد عميد الكلية أولاً والتى من المقرر أن تجرى يوم 24 من الشهر الجارى وخلال هذه الأيام يقوم كل مرشح بعرض رؤيته لتطوير الكلية وحل مشكلاتها من خلال تنظيم ندوة يلتقى خلالها بجميع أعضاء هيئة التدريس ليطرح برنامجه .. الدكتور حلمى عبد الفتاح الأستاذ بقسم المحاسبة أبرز المرشحين يقول: هناك تحدى أمام العميد القادم للكلية خاصة وأننا نتكلم عن أكبر كلية تجارة فى الشرق الأوسط حيث تضم 100 ألف طالب بما يوازى حجم أربع كليات إقليمية وأمام هذا الحشد الضخم هناك كم كبير من المشكلات التى يسعى كل مرشح لحلها فى برنامجه وعلى أساس الاقتناع بهذا البرنامج سيتم الانتخاب أيضا والبرنامج الذى يطرحه المشحون هو بمثابة وثيقة يلتزم بها أمام أعضاء هيئة التدريس بالكلية يعنى ليس كلاما فى الهواء وإنما عليه أن يقوم بتنفيذ مقترحاته ورؤاه وإلا سيتعرض للإقالة او للغضب ممن أعطوه صوتهم ولهذا أنا أعتقد أن الانتخابات ستنعكس بشكل إيجابى كبير جدا على جودة التعليم الجامعى بشكل عام لأننا سنكون أمام قيادة جامعية مسئولة ومنتخبة وعليها مسئوليات ومن ضمن المشكلات التى طرحتها فى برنامجى مثلا فكرة ضخامة أعداد الطلاب بالكلية فنحن مثلا نطلب سنويا 3 آلاف فيكون العدد بضغط من مكتب التنسيق 12 ألف فهذا بطبيعة الحال يقلل من أى احتمالية للتطوير أو التحديث ولذلك سأسعى لتقليل العدد فى حال فوزى أيضا البنية التحتية بالكلية فى حاجة لإعادة تطوير وأيضا ستكون هناك مناقشات جادة حول المناهج الدراسية وسبل تطويرها حتى تواكب متطلبات سوق العمل. وتجرى الانتخابات فى كلية التجارة على مقعد العميد بين كل من الأستاذ الدكتور حلمى عبد الفتاح والأستاذ الدكتور عبد المنعم فليح والأستاذ الدكتور على السيد الديب والأستاذ الدكتور خالد عبد المنعم زكى. أما فى كلية دار العلوم فقد فلا توجد انتخابات على منصب رؤساء الأقسام الذين لم يستقيلوا ولم تنتهى مدة خدمتهم وإنما ستجرى الانتخابات فقط على مقعد العميد بين كل من الأستاذ الدكتور محمد صالح توفيق الأستاذ بقسم علم اللغة والأستاذ الدكتور محمد عبد الله الشرقاوى الأستاذ بقسم الفلسفة الإسلامية وذلك يوم 24 من هذا الشهر. ومن جانبه فقد أصدر المجلس الأعلى للجامعات لائحة بالشروط التى يلزم توافرها فى القيادة الجامعية دون أن تقتصر هذه الشروط على الكفاءة العلمية فقط فى ضوء الآتى: 1- الكفاءة القيادية والإدارية وتشتمل على القدرة على وضع رؤية شاملة وتحديد الأهداف والبرامج وتوافر صفات قيادية تساعد على تهيئة مناخ يسوده التعاون ومهارة التخطيط الاستراتيجى والقدرة على مواجهة الأزمات وإدراتها. 2- النشاط العلمى والبحثى ويتم من خلال السمعة والمكانة العلمية واحترام القيم والقيادات الجامعية والمشاركة فى تطوير المناهج الدراسية والمشاركة فى المشروعات العلمية الدولية والخبرة فى التعامل مع الطلاب.