- نعيش زمن تغيير جلد القناة وليس المذيع - قبلت التحدى بتوقيعى ل"العاصمة".. و7 سنوات في الإعلام جعلتني أكثر تأدبا - رفضت تولي رئاسة تحرير"الأهرام العربي" في عهد الإخوان.. وعندما طلبت كتابة مقال في جريدة الأهرام قالوا لي: ماذا قدمت للمؤسسة حتى تكتب مقالا؟ - الصحف القومية تلاشت ولم يعد لها وجود.. ولا أعرف مع من تلعب؟ - نصحني البعض بالابتعاد عن "العاصمة" لأنها لا تحظى بنسبة مشاهدة عالية - ONTV تأثيرها تراجع بعدما فقدت رونقها السياسي.. والأفضل أن يغيروا اسمها - أقدم سنويا 312 حلقة، قليل منها يعد على الأصابع ولا يرضى طموحى وأحاول تداركه دائما، - إذا اشترى أحمد أبوهشيمة قنوات أخرى سيتجه المشاهد إلي قناة الجزيرة القطرية بدأ الإعلامي جابر القرموطي مرحلة إعلامية جديدة حينما بدأ تقديم حلقات برنامجه "مانشيت القرموطي" على قناة العاصمة بعد 7 سنوات قضاها في قناة "أون تي في"، انتقادات كبيرة تعرض لها القرموطي بسبب توقيعه للعاصمة لكونها أقل من محطته السابقة.. كما أن طبيعتها مختلفة، إلا أنه قبل التحدي واعتبرها مخاطرة وقال: إنه لن يترك العاصمة إلا وهي رائدة في مجال الإعلام، تفاصيل أكثر سنعرفها في حوارنا مع القرموطي.. في البداية..ما هي تفاصيل تعاقدك مع قناة العاصمة؟ تعاقدت مع قناة العاصمة على تقديم برنامج تحت اسم "مانشيت القرموطي" وذلك لمدة عام، وطبيعة البرنامج لن تختلف عما كنت أقدمه على شاشة "أون تي في"، فهو نفس خط البرنامج، وحصلت على وعد من إدارة قناة العاصمة بعدم التدخل في محتوى البرنامج، فهناك ثقة متبادلة لم أكن أتوقعها، وقد تمسكت باسم البرنامج لأنه مرتبط بالمذيع وليس القناة، ورغم ذلك فأنا لا أقلل من أون تي في، فهي من أفضل التجارب في حياتي، ولها فضل كبير علي. ولماذا هذه الثقة المتبادلة بينك وبين إدارة قناة العاصمة؟ وجود أسامة الشيخ على رأس إدارة قناة العاصمة طمأنني كثيراً، فهو له دراية كاملة بمجال الإعلام وأنا آخذ التجربة على عاتقي وأعتبرها تحدياً مختلفاً، وسيظل برنامجي الجديد هو الحلقة الأبرز في مشواري الإعلامي بعد أن خرجت من تجربة ناجحة وثرية بقناة أون تي في، ووصلت من خلالها للمشاهدين، ولذلك أسعى أن تكون التجربة على نفس القيمة إن لم تكن أكثر نجاحا. ماذا تقصد بفكرة التحدي؟ تقديمي برنامجا على قناة العاصمة، هو نوع من المخاطرة، في ظل الجدل الدائر منذ تسريب أخبار عن تعاقدي مع العاصمة، ونصائح البعض بعدم الإقدام على مثل هذه الخطوة، لأن القناة لا تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وأتمنى أن تسير الأمور في الاتجاه السليم كما أريده ويتمناه المشاهدون، وقبل التعاقد مع العاصمة ب3 أيام وفي أثناء تسريب أخبار المفاوضات تعرضت لهجمة كبيرة، قلت بمرور الوقت حتى تم التعاقد فتراجع الهجوم على والقناة، ولذلك أسمي تجربتي هذه مخاطرة، لأنني أحمل هم القناة وزملائي الجدد بالقناة، وقد خرجت من قناة مؤثرة ولها نسبة من المشاهدين لقناة لاتزال ترسم ملامحها.. وهذه مخاطرة، فهل ننجح في رسم ملامح جيدة أم لا؟ أتمنى أن ننجح، ولا أريد أن أترك العاصمة قناة عادية، بل أريد أن أتركها وهي قناة رائدة في الإعلام. بغض النظر عن رحيلك مع عدد كبير من المذيعين خلال السنوات الماضية.. ما سبب تراجع تأثير قناة "أون تي في" في رأيك؟ لا أعرف هل فقدت تأثيرها أم لا؟ ولكن الواقع يؤكد أن تأثيرها تراجع، لأنها كانت قناة واحدة في البداية وكانت سياسية وهذا كان مصدر قوتها، ثم أصبحت قناتين، واحدة سياسية, أخرى خبرية، ثم 3 قنوات سياسة ورياضة ودراما، وبالتالي فقدت أون تي في رونقها السياسي، فهي ليست لها علاقة بالرياضة ولا الفن، والأفضل أن يغيروا اسمها. أيهما يساهم بشكل أكبر في نجاح البرنامج، المذيع أم اسم القناة؟ تجربتي التي ستبدأ اليوم مع قناة العاصمة تترجم هذا الكلام، فالحقيقة أن المذيع هو الذي يأخذ بيد القناة وليس العكس، وخلال الفترة الماضية تلقيت عروضاً من 4 قنوات، منها عرض مادي مغر جدا، وعرض من قناة كبيرة لها اسمها، ولكنني فضلت العاصمة لأنني لا أنشغل بكل هذا البريق، كل ما يهمني هي منطقتي التي ألعب فيها وأن يكون برنامج جابر القرموطي هو الأول على مستوى الصحافة وليس برامج التوك شو، فهو برنامج معبر بشكل قوي عن الصحافة المصرية، صحيح أن هناك بعض الحلقات القليلة لا أكون راضيا عما أقدمه فيها، لكن هذا طبيعي في ظل أنني أقدم سنويا 312 حلقة، قليل منها يعد على الأصابع لا يرضي طموحي وأحاول تداركه دائما، وأحب أن أوضح أيضا أنني اخترت نفس موعد البرنامج من 6 إلى 8 مساء كما كان على قناة أون تي في، علاوة على أن قناة العاصمة عرضت على أن أقدم برنامج توك شو وأن أختار الوقت الذي أريده، ولكني رفضت وفضلت برنامجي لتأكيد التحدي، فإما أكون أو لا أكون. عودت المشاهدين على تجسيد الأحداث بظهورك بزي معين أو تمثيل موقف معين، هل ترى أن هذه التجربة لاقت قبولا لدى الناس؟ كان لدي خطآن في هذه التجربة، وهي أنني كنت آخذ وقتا كبيرا في تقديم ذلك، كان يصل تقريبا لمدة ساعة إلا ربع وهو وقت كبير، أسعى لتقليله خلال البرنامج الجديد، وتقليله لمدة 10 دقائق على الأكثر، رغم أن قناة العاصمة طلبت مني أن أحافظ على تقديم ذلك، ولكني أفضل تقليل المدة، أما الخطأ الثاني، فهو الإكثار منها، وبالتالي سأسعى لترشيد المواقف والتقليل منها، وسأهتم أكثر بمشاكل المواطن لأنها العمود الفقري للبرنامج. أمضيت 23 عاما كصحفي منذ دخولك مؤسسة الأهرام في عام 1993، وعمر تجربتك مع الفضائيات 7 سنوات.. ولكنها أعطتك شهرة أكبر من الأهرام، أيهما تفضل أن تكون إعلاميا أم صحفيا بالأهرام؟ بالنسبة لي، الأفضل لي صحفي بالأهرام، أو عضو نقابة الصحفيين، وأؤكد أن أسوأ يوم في حياتي سيكون عندما أغادر الأهرام قبل أن أحال لسن التقاعد، لن أسمح أن أغادر الأهرام طالما سني وقدرتي وعطائي يسمح بذلك، أما بالنسبة لأولادي وأسرتي، فلقب إعلامي هو الأفضل وبالنسبة للجمهور، فالناس تتحدث عني كإعلامي، وهذا تعاطي الناس وأنا لست مسئولا عن ذلك، فالشارع يحكم على أنني مذيع، وهذا لا أعاتب الناس عليه، لكني مازلت محتفظا فى بطاقتي وجواز سفري بمهنة صحفي بالأهرام. بالمناسبة.. ألم يراودك يوماً حلم منصب رئيس تحرير أي من إصدارات الأهرام؟ حلم رئيس التحرير داخل مؤسسة الأهرام لا يراودني، لأنني لا أستحق ذلك، فأنا لم أعط للأهرام من وقتي كما أعطى الآخرون، وبالتالي هم يستحقون ذلك أكثر مني، فأنا ضد فكرة أن من يتولى رئاسة التحرير في الأهرام لابد وأن يكون مشهورا ومعروفا، فهناك زملاء أكفأ مني بذلك، وأحب أن أشير إلى أنني في إحدى المرات طلبت أن أكتب مقالا في الأهرام، فقال لي المسئول عن الصفحة، ماذا قدمت للأهرام حتى تكتب مقالا بها، فنشرته في إحدى الجرائد الخاصة، وطلبت أيضا أن أكتب مقالا في الأهرام بشكل أسبوعي، و"محدش عبرني"، ولكني لم أطلب هذا في ظل تواجد الأستاذ محمد عبد الهادي رئيس تحرير الأهرام، وهو بالمناسبة أستاذي، فالقائمون على الأهرام يرون أنني لا أستحق أن أكتب مقالا بالأهرام، فكيف يسمحون لي بتولي رئاسة تحرير أحد إصدارتها، وهناك واقعة أحب أن أذكرها، أنه وقت حكم الإخوان عرض علي تولي رئاسة تحرير مجلة الأهرام العربي، ويشهد على ذلك الأستاذ أشرف بدر رئيس تحرير الأهرام العربي وقتها، ولكني رفضت، بعد أن تحدث إلى رئيس مجلس الشوري وقتها، ورفضي لم يكن رفضا لتواجد الإخوان بالحكم، ولكن لأنني أرى أنني لا أستحق هذا المنصب. نعود لأون تي في.. كيف ترى محاولة سيطرة رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة على بعض وسائل الإعلام من خلال شراء جرائد وقنوات؟ أرفض فكرة الصوت الواحد في مجال الإعلام، الصوت الواحد يكون في الثوابت فقط، مثل الأمور الدينية، ولكن لا يصح في المتغيرات، مثل نقد الرئيس والحكومة، وأعتقد أن رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة لن يقدم على شراء قنوات أخرى وسيكتفي بقناة أون تي في، وقيل إنه سيشتري جريدة الشروق، ولا أعتقد أيضا أن هذا سيحدث، لأنه يمتلك بالفعل أكبر موقع في مصر وهو موقع اليوم السابع، فالاستحواذ لنفس الشيء في القطاع ليس جيدا، فالمشاهد سيجد كل شيء متشابها وبالتالي سيعزف عن المشاهدة ويتجه للآخر متمثلا في قناة الجزيرة القطرية. هل جرأة برامج أون تي في تناول بعض القضايا في السنوات الماضية، كان سببها وجود رجل الأعمال نجيب ساويرس كقوة داعمة للقناة؟ بالتأكيد، وقوة ساويرس في احترامه لما كنا نقدمه، وفي الحرية التي كنا نتمتع بها، وأؤكد أنني لن أجد مالك قناة في حياتي مثل نجيب ساويرس، فملكيته لها كانت من أهم أسباب نجاحها، وعلى المستوى الشخصي كان – ولايزال- أخي الأكبر، ولي الفخر. أون تي في قناة محيرة.. في ظل وجود إعلاميين ناجحين وفي قمة تألقهم تجدهم يتركون القناة ويجلسون في بيوتهم أمثال ريم ماجد ويسري فودة وليليان داود.. ما تفسيرك لذلك؟ هي مراحل، بمعنى أن هذا هو المناخ العام، وكل مرحلة لها ناسها، وهذا شيء طبيعي في العالم شاهدناه بوضوح في أحداث تركيا، فالمذيعة التي أذاعت بيان الجيش على قناة tRt التركية، هي نفسها المذيعة التي ألقت بيان سيطرة أردوغان على الأمور وفشل الانقلاب، فشتى دول العالم تتعامل مع المتغيرات، والقنوات التليفزيونية أيضا تتعامل مع المتغيرات المحيطة بها، وأؤكد أنه إذا كان الإخوان قد استمروا في الحكم لعام آخر لتغير كل شيء وانقلب حال الإعلام عما كان عليه، وهنا أتحدث عن المتغير على المؤسسات الإعلامية وليس الأشخاص أو المذيعين، فالمؤسسات تضطر لمواءمة الأحداث وتغيير جلدها شيئا فشيئا وتتعاقد مع مذيعين أهدأ، أما مسألة رحيلي أنا من "أون تي في" فهي لا تعني فشلي، ولكنني نجحت طوال 7 سنوات، في ظل الصعوبات والمتغيرات والتحجيم والتنكيل، ولكن بدا أن روح المكان تنسحب فانسحبت أنا أيضا، فالمناخ العام الموجود في "أون تي في" لم يعد يلائمني، وقد أكون أنا لا ألائمه. كيف تصف تجربتك الصحفية والتليفزيونية؟ أرى أن تأثير الصحافة قل لكنه مازال موجودا، ولكن الصحافة القومية تلاشت، ولا أرى شيئاً اسمه الصحافة القومية، لا أعرف مع من تلعب؟ أما بالنسبة للسنوات السبع التي عملت فيها كمذيع فهي جعلتني أكثر تأدباً، فقد أصبحت مؤدبا أكثر من اللازم مع الشارع والمواطن ومع نفسي وأكثر حرصا على أن أكون أكثر نضجا وتواضعا مع مشاكل البلد وأهلها.