تطبيقات تراقبك بالصوت والصورة وترصد مكالماتك وتحركاتك أينما كنت "المحترف" يشرح كيفية التجسس على زوجتك و"أسامة" يعلم المراقبة بتكنيك الشرطة! خبير تقني: عدم حظر تلك التطبيقات وحجب مواقعها يتسبب في كوارث محققة 4 حلول تقنية تقلل فرص تعرضك للاختراق وتحمي ملفاتك من التسريب يبدو أنه كلما أزداد بوسائل الاتصال الحديثة مع تطور نظم التشغيل والبرمجة.. أصبح الوقوع في كوارث محققة أكثر قربا مما نتخيل مع وجود من يرى المتعة أو المصلحة في انتهاك الخصوصية ، ولم تعد مسألة وقوعك كضحية لمجرم أو متلصص مجرد فكرة يسهل قمعها بتشديد الحذر أو تكثيف عوامل الأمن والأمان، لأن السلاح المستخدم أصبح جزء لا يتجزأ من نمط حياتنا اليومي، فهو في جيبك وعلى قدمك وأنت ممددا على أريكتك وأمام مكتبك .. بل يكون على شاشة قد اخترت لها موقعا مناسبا في غرفة نومك أو معيشتك!! وخطورة الكارثة التي نتناولها من خلال هذه السطور تتعلق بتعاملنا اليومي مع كافة الأجهزة الإلكترونية الحديثة بداية من هاتفك المحمول إلى حاسبك المحمول أو المكتبي وحتى شاشات التلفزيون الذكية التي أصبحت تزود مؤخرا بالكاميرات ونظم التشغيل المتصلة بالإنترنت، والتي بطبيعة الحال لم تعد مجرد وسائل ترفيهية في حياتنا اليومية، فهي وسائل نستخدمها في حياتنا الخاصة والعملية بشكل يكاد يكون أكبر من الجانب الترفيهي لدى عدد كبير من المستخدمين، ولكن .. هل تعلم أنك بينما تقرأ هذه السطور قد يكون هناك من ييتجسس عليك بدون أن تدري ؟ بداية الكارثة لقد تعودت الفئة الغالبة منا في أثناء التعامل مع تثبيت البرامج والتطبيقات الإلكترونية أن أسرع الطرق للوصول إلى الغاية من البرنامج أو التطبيق خلال تثبيته هو الضغط على أزرار بدون أدنى تفكير وهي "OK , INSTALL , I agree" وهي أسرع وسيلة لتحميل التطبيق للتمتع بالخدمة أو اللعبة أو الخاصية التي يقدمها، ولكن قلة فقط هم من يفكرون في قراءة النصوص التي تأتي من وراء هذه الرسائل، والتي تكون معظمها إن لم تكن كلها تمنح الشركة المنتجة لهذا التطبيق مجموعة كبيرة من الصلاحيات التي تمكنه بشكل قانوني من الدخول إلى ملفاتك الخاصة التي قد تكون صورا أو فيديوهات أو أرقام هواتف أو حتى الدخول إلى كاميرا أو ميكروفون الهاتف!! لكن دعني أتطرق معك لاحتمالات أكثر واقعية، وهي أن معظم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات التراسل الفوري، ومدمني الألعاب الإلكترونية لن توقفهم سياسات هذه التطبيقات في التعامل حتى وإن كان من بينها ما يعطيها الحق في أن تصورهم عرايا في منازلهم، لأن فكرة إدمان الاستخدام ولامبالاتهم بمدى خطورة الموقف سوف تنتصر على أقوى الأفكار شرا في إمكانية استخدام هذا الكم الهائل من البيانات والإمكانيات ضدهم، وقد قرأنا من قبل العديد من الأخبار والتقارير وشاهدنا حلقات تلفزيونية تحدثت عن فكرة الجيل الرابع من الحروب وكيف تخوض الدول حروبا إلكترونية تستخدم من خلالها التطبيقات في إعداد الأبحاث والتقارير وعمل الدراسات التي جندت شعوب العالم كجواسيس يعملون لصالح الدول المطورة لتلك البرمجيات والتطبيقات ، واليوم هناك من طور برمجيات أخرى هدفها مراقبة من يهمه أمرك ووضع رقبتك وبيتك وعرضك بين يديه، وأصبحت هناك تطبيقات ومواقع إلكترونية هدفها أن يقوم من يستعديك بإحكام السيطرة عليك، وذلك بعد أن طرحت تطبيقات يتم زراعتها على الأجهزة التي تضعها في كل الأماكن من حولك حتى تمكن المتربص بك من مشاهدة صورك وفيديوهاتك وكافة الملفات التي تخصك، بل وبإمكانه أيضا أن يفتح الكاميرات والمايكات والتجسس على مكالماتك ورسائلك النصية أو الإلكترونية وأماكن تواجدك أينما كنت ووقتما شاء، فهو الآن أصبح يعلم إن كنت في المنزل أم لا، وما هو مكانك على الخريطة تحديدا لحظة بلحظة، وقد وفر المطور الخبيث كافة وسائل حماية من يمارس هذه الأفعال من ملاحظتك للأمر، فيجعله يصمم شفرات سرية للوصول إلى تلك البيانات ومنع ظهور أي أشعارات صوتية أو ضوئية تفيد تفعيل أي خاصية من هذه الخواص وإخفاء التطبيق الذي زرعه على هاتفك أو حاسبك أو شاشتك التلفزيونية.. برمجيات خطيرة كم مرة تركت هاتفك على مكتبك وتغيبت لساعات؟ كم مرة احتجت أن تذهب به لفني صيانة بجوار المنزل؟ كم مرة اعتمدت على شخص ما في أن ينجز لك مهمة على أحد الأجهزة المزودة بكاميرات أو ميكروفونات أو أجهزة ذكية؟ كم مرة وصلتك رسالة إلكترونية فتحتها من باب الفضول أو دخلت على موقعا لم يكن عليك الدخول عليه؟ بالطبع الإجابة سوف تكون مئات المرات أو أكثر، ومن هنا سوف تجد إجابات منطقية على حوادث قد تكون وقعت معك وأنت لا تجد تفسيرا لها، أو أسرار قد أفشت أو حوادث سرقة تمت في توقيت مثالي، أو صورا قد أخذت عليك واستخدمت لابتزازك أو فضيحة أهل بيتك، وأنت لا تعلم كيف وقعت في هذا الشرك حتى كتابة هذه السطور.. وقد تم تطوير هذه البرمجيات وإتاحة تداولها من خلال العديد من المواقع الإلكترونية أو المتاجر الإلكترونية بدون أي رقابة أمنية من الدول التي يتاح فيها تحميل هذه التطبيقات، ويستخدمها ملايين المستخدمين دون أدنى قيد أو تكلفة لكون مجانية معظم إصداراتها، أما عن كيفية وصولها إليك فلم تعد بحاجة إلى شخص يجيد استخدام برامج وأدوات التجسس، فهو ليس بحاجة إلى أكثر من كابل متصل بفلاش ميموري صغير محمل عليها التطبيق ومنفذ ال usb الموجود في هاتفك، أو تحميله على الهاتف مباشرة إذا كان متصلا بالإنترنت، أو تحميله على حاسبك الشخصي أو أي جهاز يعمل بنظم التشغيل المستخدمة حاليا وعلى رأسها الأندرويد.. عناصر تأمين المتجسس وبالرغم من سهولة استخدام تلك التطبيقات فهناك بعض المتخصصين في مجال شرح الحلول التقنية عبر الإنترنت خصصوا قنوات وفيديوهات يشرحون من خلالها طرق عمل تلك التطبيقات وطرق زراعتها والفروق في خواص كل منها، وبعضهم أراد أن يجد لنفسه مبررا في عمل هذه الفيديوهات منهم صاحب قناة "المحترف" على اليوتيوب والذي طرح فيديوهاته من باب مراقبة الزوج لزوجته أو الأب لأبنائه من حيث مكالماتهم وأماكن تواجدهم ومواقع الإنترنت التي يقومون بتصفحها ولكنه أغفل أنه بكل التأكيد لن يكون هناك زوج أو أب قد يقوم بتصويرهم واستخدام هذا الكم من وسائل التجسس في مراقبة تربوية أو من باب الاطمئنان على كونهم في أمان، فيما طرح أسامة عادل عبر قناته الخاصة شرحا لكيفية مراقبة المكالمات بإحدى الطرق التي تستخدمها الشرطة والتي على حد وصفه باتت تقليدية وأنه أصبح هناك وسائل أخرى أكثر تقدما لمراقبة المجرمين أو المشتبه بهم، وهي الفيديوهات التي نالت ملايين المشاهدات، وهو ما جعل أحد صناع تلك الفيديوهات ينوه على متابعينه أن الضغط الناجم عن الترويج لهذه البرامج قد يتسبب في سقوط المواقع التي يتم تحميل تطبيقات التجسس من عليها ولذلك فعليهم إعادة المحاولة في توقيت آخر، بخلاف عدة تجارب عملية لإظهار فاعلية تلك التطبيقات، وعناصر تأمين المتجسس التي توفرها، وكيفية تخصيص نوعية المراقبة، وطريقة الاختيار بين الكاميرا الأمامية أو الخلفية للقيام بالتجسس وتسجيل تلك اللحظات والحصول على نسخ منها، بخلاف سرد العديد من التفاصيل التي وصلت إلى اختيار المعدل الزمني الذي يتم من خلاله إرسال كل هذه البيانات بشكل دوري تم تحديده مسبقا من خلال رسائل إلكترونية ترسل إلى المتجسس إذا لم يكن متفرغا للتجسس لحظة بلحظة! .. والحل ؟ كيف تحمي نفسك من الوقوع كضحية لمن يحاول أن يتجسس عليك؟ يعد هذا هو السؤال الأهم بعد أن علمت كافة تفاصيل ما قد يكون محيط بك دون أن تعلم، ولكن الإجابة عليه تعتمد على مجموعة من الخطوات التي يجب أن تستخدمها بصورة دائمة وأن تعيد تجديدها من توقيت لآخر.. أولا يجب عليك أن تقلل من عدد الكاميرات والمايكات الموجودة في منزلك أو المحيطة بك قدر الإمكان، ويمكنك حجب الرؤية عن تلك الكاميرات باستخدام لاصقات معتمة في وقت عدم الاستخدام، وإن كانت هناك أجهزة مزودة بكاميرات أو مايكات في المنزل قم بقطع اتصالها بالإنترنت في وقت عدم الاستخدام، وهذه الخطوات السابقة لن تحميك بشكل كامل من المراقبة بل سوف تقلل الفرص بنسبة كبيرة. ثانيا لا تترك هواتفك في أماكن تمكن ما هم من دون الثقة في أن يصلون إليها، حتى وإن كنت تحمي هذه الهواتف بكلمات سرية، ولا تذهب بها إلى مراكز الصيانة الغير معروفة لإصلاح الأعطال، ويفضل أن تحتفظ طوال الوقت بالملفات التي تخشى من فكرة وصولها للغرباء على كارت ذاكرة خارجي بحيث إذا اضطررت فجأة للذهاب إلى مركز الصيانة المعتمد تقوم بنزع الكارت بسهولة.. ثالثا لا تدخل على المواقع المشبوهة، ولا تفتح الرسائل الإلكترونية مجهولة المصدر، ولا تقبل تحميل التطبيقات التي تطلب السماح بالمرور إلى الكاميرا أو الميكروفون أو ملفات الفيديوهات والصور الموجودة على جهازك. رابعا يجب عليك من توقيت إلى آخر أن تدخل إلى إدارة التطبيقات الموجودة على كل الأجهزة التي تستخدمها وتقوم بحذف أي تطبيقات غريبة ولا تعرف ما هي وظيفتها بالتحديد، كما إذا كنت تشك في أي توقيت أن جهازك قد يكون مخترقا فعليك أن تقوم بالذهاب إلى أمر إعادة ضبط إعدادت المصنع مباشرة. وتعتبر الحلول السابقة هي الوسائل الأساسية للحماية الشخصية من التجسس وإن كانت تفرض عليك بعض القيود في الاستخدام، ويقول مصطفى مراد-مهندس اتصالات ونظم معلومات-: بالطبع خطورة وجود البرامج والتطبيقات التي تسمح لمستخدميها بالتجسس على الآخرين قد تتسبب في جرائم لا يمكن السيطرة على حجم خسائرها سواء كانت هذه الخسائر متمثلة في الأسرار والممتلكات والأرواح، وتعد وسائل حماية الشخص إلى نفسه ما هي إلا الطريق الوحيد للحماية من التجسس حتى الآن، مع الوضع في الاعتبار أنه لا يوجد ثقافة الاستخدام الآمن للأجهزة الذكية لدى كل من يستخدمها في مصر، وأن النسبة الأكبر تستخدمها بطريقة عشوائية وليس لديها الوعي الكامل على المستويين الثقافي والتقني في طريقة الاستخدام الأمثل، ولذلك لابد من وجود دور حكومي مسئول في حماية المواطنين من هذه التطبيقات بحظر تداولها وتحميلها وحجب المواقع التي يمكن من خلالها تحميلها لأن عدم العمل على ذلك ومتابعته بشكل دوري سوف يتسبب في كوارث محققة تصعب ملاحقتها أمنيا كما يصعب تقدير حجم مخاطرها.