قد تراه ملك اللف والدوران .. لكنه في الحقيقة يرقص من أجل للتسامح والحب والصفاء, يبدو فناناً متمكناً بحركاته السريعة الانسيابية وعينيه المغمضتين انسجاما مع الموسيقي وتعمقاً في أسرار الكون، تنورته الكبيرة الزاهية بألوانها الزاخرة وأضوائها المبهرة تبدو وكأنها الدنيا،كلامنا عن رمضان محمد راقص التنورة البسيط في حياته .. لكن أحلامه حدودها السماء،يقول:عمري 26سنة، ومؤهلي دبلوم زراعي، تعلمت لعب التنورة عبر مشاهدة فرق الفنون الشعبية بأسيوط،وسافرت مع الفرقة وهيئة قصور الثقافة إلى الصين والهند،كما سافرت إلي عدة دول أوروبية،وبعدها بدأت العمل في قطاع السياحة، ويمزج فن التنورة بين العلم والفلسفة الدينية,فالطريقة المولوية للذكر,الخاصة بالفيلسوف والشاعر الاسلامي جلال الدين الرومي, تعتمد علي "اللفيف" أي الشخص الذي يدور في حلقة في أثناء الذكر,المستوحاة من أن الكون يبدأ من نقطة وينتهي عند ذات النقطة ليكون دائرة الشمس مركزها, فاللفيف أو "الدرويش" الذي يطلق علية الآن راقص التنورة, يمثل الشمس مركز الكون والراقصون حوله يمثلون الكواكب ويطلق عليهم اسم "الحناتية" لأنه يمسك في يده حان دف, ويحركة عكس عقارب الساعة كدوران الكواكب حول الشمس, هذا ما فهمته من محمود عيسي المشرف الفني لفرقة التنورة للفنون التراثية. ويتذكر رمضان أن أول أجر له في أسيوط كان 100 جنيه، والآن هو يعمل في فرقة من لاعبي التنورة تتعاقد مع القرى السياحية على عروض يومية نظير أجر ثابت يبلغ نحو 1800 أو ألفي جنيه شهريا لكل لاعب، وطبعاً كانوا قبل الإضرار بالسياحة يقدمون عرضين أو ثلاثة عروض يومياً، أما الآن فهم يقدمون عرضاً واحداً فقط ، مما انعكس سلباً عليهم وجعلهم يؤمنون كما يقول رمضان بأن"الدنيا دوراة على كل الناس" ويضيف: لعب التنورة فن، أفضل لاعبيه فرق قبة الغوري، التي تقدم عروضها على إنشاد ديني، وفن التنورة يكون مرهقا جدا للجسم في البداية، كما يسبب ضعفا في النظر والذاكرة، ويحتاج لاعب التنورة إلى اهتمام بالتغذية والتمرينات حتى يتعود على الدوران بهذا الشكل، ثم بعد التعود يبدأ الابتكار والتجديد والإبداع!