مدبولي: نعمل مع الوزارات المعنية على تسهيل إجراءات التسجيل العقاري للوحدات السكنية    تعاونيات البناء والإسكان تطرح وحدات سكنية ومحلات وجراجات للبيع بالمزاد العلني    برنامج الأغذية العالمي: الوضع الإنساني بقطاع غزة كارثي.. ومخزوننا الغذائي بالقطاع نفد    بيروت ترحب بقرار الإمارات بالسماح لمواطنيها بزيارة لبنان اعتبارا من 7 مايو    رئيس حزب فرنسي: "زيلينسكي مجنون"!    فاركو يسقط بيراميدز ويشعل صراع المنافسة في الدوري المصري    سيل خفيف يضرب منطقة شق الثعبان بمدينة طابا    انضمام محمد نجيب للجهاز الفني في الأهلي    أوديجارد: يجب استغلال مشاعر الإحباط والغضب للفوز على باريس    زيزو يخوض أول تدريباته مع الزمالك منذ شهر    إسرائيل تدرس إقامة مستشفى ميداني في سوريا    التموين: ارتفاع حصيلة توريد القمح المحلي إلى 21164 طن بالقليوبية    الزمالك: نرفض المساومة على ملف خصم نقاط الأهلي    الشرطة الإسرائيلية تغلق طريقا جنوب تل أبيب بعد العثور على جسم مريب في أحد الشوارع    حرس الحدود بمنطقة جازان يحبط تهريب 53.3 كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر    استشاري طب شرعي: التحرش بالأطفال ظاهرة تستدعي تحركاً وطنياً شاملاً    المخرج طارق العريان يبدأ تصوير الجزء الثاني من فيلم السلم والثعبان    البلشي يشكر عبد المحسن سلامة: منحنا منافسة تليق بنقابة الصحفيين والجمعية العمومية    ترامب يطالب رئيس الفيدرالي بخفض الفائدة ويحدد موعد رحيله    الهند وباكستان.. من يحسم المواجهة إذا اندلعت الحرب؟    حادث تصادم دراجه ناريه وسيارة ومصرع مواطن بالمنوفية    التصريح بدفن جثة طالبة سقطت من الدور الرابع بجامعة الزقازيق    ضبط المتهمين بسرقة محتويات فيلا بأكتوبر    تعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال    مفتي الجمهورية: نسعى للتعاون مع المجمع الفقهي الإسلامي لمواجهة تيارات التشدد والانغلاق    23 شهيدًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم    مديرية العمل تعلن عن توفير 945 فرصة عمل بالقليوبية.. صور    رسميًا.. إلغاء معسكر منتخب مصر خلال شهر يونيو    مورينيو: صلاح كان طفلًا ضائعًا في لندن.. ولم أقرر رحيله عن تشيلسي    فيبي فوزي: تحديث التشريعات ضرورة لتعزيز الأمن السيبراني ومواجهة التهديدات الرقمية    كلية الآثار بجامعة الفيوم تنظم ندوة بعنوان"مودة - للحفاظ على كيان الأسرة المصرية".. صور    نائب وزير الصحة يُجري جولة مفاجئة على المنشآت الصحية بمدينة الشروق    مصر تستهدف إنهاء إجراءات وصول السائحين إلى المطارات إلكترونيا    الداخلية تعلن انتهاء تدريب الدفعة التاسعة لطلبة وطالبات معاهد معاونى الأمن (فيديو)    رابط الاستعلام على أرقام جلوس الثانوية العامة 2025 ونظام الأسئلة    رغم توقيع السيسى عليه ..قانون العمل الجديد :انحياز صارخ لأصحاب الأعمال وتهميش لحقوق العمال    في السوق المحلى .. استقرار سعر الفضة اليوم الأحد والجرام عيار 925 ب 55 جنيها    صادرات الملابس الجاهزة تقفز 24% في الربع الأول من 2025 ل 812 مليون دولار    كندة علوش: دخلت الفن بالصدفة وزوجي داعم جدا ويعطيني ثقة    21 مايو في دور العرض المصرية .. عصام السقا يروج لفيلم المشروع X وينشر البوستر الرسمي    إعلام الوزراء: 3.1 مليون فدان قمح وأصناف جديدة عالية الإنتاجية ودعم غير مسبوق للمزارعين في موسم توريد 2025    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : انت صاحب رسالة?!    تقرير المعمل الجنائي في حريق شقة بالمطرية    بالفيديو.. كندة علوش: عمرو يوسف داعم كبير لي ويمنحني الثقة دائمًا    بلعيد يعود لحسابات الأهلي مجددا    بدء الجلسة العامة لمجلس الشيوخ لمناقشة تجديد الخطاب الدينى    الأوقاف تحذر من وهم أمان السجائر الإلكترونية: سُمّ مغلف بنكهة مانجا    غدا.. الثقافة تطلق برنامج "مصر جميلة" للموهوبين بالبحيرة    وزير الصحة يبحث مع نظيره السعودي مستجدات التعاون بين البلدين    في ذكرى ميلاد زينات صدقي.. المسرح جسد معانتها في «الأرتيست»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 4-5-2025 في محافظة قنا    الرئيس السيسي يوافق على استخدام بنك التنمية الأفريقي «السوفر» كسعر فائدة مرجعي    دعوى عاجلة جديدة تطالب بوقف تنفيذ قرار جمهوري بشأن اتفاقية جزيرتي تيران وصنافير    الأزهر للفتوى يوضح في 15 نقطة.. أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية    هل يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه؟ الأزهر للفتوى يجيب    خبير تغذية روسي يكشف القاعدة الأساسية للأكل الصحي: التوازن والتنوع والاعتدال    الإكوادور: وفاة ثمانية أطفال وإصابة 46 شخصا بسبب داء البريميات البكتيري    تصاعد جديد ضد قانون المسئولية الطبية ..صيدليات الجيزة تطالب بعدم مساءلة الصيدلي في حالة صرف دواء بديل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موقعة الحجاب وغزوة الشهابي ومعركة العلم.. ملخص"الواقع المر" للرياضة المصرية
نشر في بوابة الشباب يوم 23 - 08 - 2016

- أكبر بعثة مصرية في تاريخ الأوليمبياد.. والنتيجة مجرد "جدل" وسخرية وهزائم متتالية

- انشغلنا بلاعبة كرة الطائرة الشاطئية المحجبة رغم خسارتها 3 مباريات.. وحمادة طلعت جذب الكاميرات في الافتتاح ثم احتل المركز ال41

- لم نتوقع من ريم منصور أن تحصد ميدالية.. ولكن من يحاسبها بعدما أصبحت أول لاعبة فى التاريخ لا تصيب سهامها اللوحة أصلاً؟

- سكولنج التقط صورة مع الأسطورة مايكل فيليبس عام 2008 .. وانتظر 8 سنوات حتى يكرر نفس الصورة بعدما حطم رقمه الأوليمبي وكسب منه الميدالية الذهبية

- حكم بالإعدام ينتظر لاعبة كوريا الشمالية بسبب صورة "سيلفي".. وأثيوبيا تنال السخرية بسبب "كرش" السباح والتعاطف بسبب "حذاء" العداءة

- ريبيكا تفوز بفضية الدراجات رغم معاناتها من السرطان.. ويسرا أصبحت بطلة سباحة بعدما هربت من الحرب في سوريا عبر البحر

- التونسية إيناس بوبكري فازت بالبرونزية ثم ذهبت لمشاهدة زوجها الفرنسي وهو يحرز فضية.. ورفائيلا وصفوها ب "القردة" فأخرستهم بالذهبية

- ياسمين سعودية تلعب باسم الفلبين.. وسائقة "توك توك" تفوز ببرونزية رفع الأثقال.. والمجرية كاتينكا حصدت 3 ذهبيات بفضل زوجها


حصدنا 3 ميداليات برونزية .. ومعهم "المر والعلقم" علي حالنا الرياضي، فبخلافهما.. ماذا حققنا في أوليمبياد ريو 2016؟ فمصر شاركت بأكبر بعثة رياضية في تاريخها بالاوليمبياد وكانت تضم 121 رياضياً ورياضية، ورغم الأزمة الاقتصادية.. وزارة الرياضة أنفقت نحو 13 مليون دولار لإعدادهم لحصد الميداليات وعدم الاكتفاء بالتمثيل المشرف، وكانت النتائج كما شاهدنا مؤسفة، وفي السطور التالية لن نتحدث عن إنجازات الآخرين بقدر ما نركز علي مشاهد لم يهتم بها أحد.. ولكنها تكشف لماذا تزداد المسافة بيننا وبين من يمارسون الرياضة الحقيقية ويعتبرونها جزءاً من حياتهم واقتصادياتهم، وحتى نفهم هذا المعني ستظل هناك حكايات كثيرة نسمعها ومعارك وهمية ننشغل بها، وسنظل نكتفي بالكلام..ولو كانت هناك مسابقة أوليمبية للرغي و"الإفتاء الرياضي" لكنا أبطالها.

معارك وهمية
عشنا أياماً بين مؤيد ومعارض ل "غزوة" لاعب الجودو إسلام الشهابي أمام منافسه الإسرائيلي، نسينا أنه فشل.. نعم فشل رياضياً وهذا هو الأهم بالنسبة لنا، كما أن اللجنة الأوليمبية " فشلت " عندما تخلت عنه سواء قبل المواجهة بإعداده رياضياً ونفسياً أو حتى بعدها بالبيان العجيب الذي اعتبره حلقة ضمن مسلسل " حالة فردية " الذي لا ننتهي منه ، والمؤسف أن القصة كلها تحدث عنها البعض ليس فقط بما يسئ للرياضة المصرية.. بل أصبحت هناك مقارنات مع أحداث أخري تكررت أيضاً في الاوليمبياد، منها التقاط لاعبة كوريا الشمالية هونج اون جونج صورة "سيلفي" مع منافساتها من كوريا الجنوبية لي يون جو.. وهو ما يعني أن حكمًا بالإعدام ينتظراللاعبة في إطار السياسة المنعزلة التي يتبعها الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون في ظل الحرب الدائرة ما بين البلدين منذ سنوات طويلة، وتكون عقوبة كل من يشاهد الأفلام السينمائية الكورية الجنوبية أو تناول أي من الأطعمة القادمة منها هي الإعدام الفوري.
أما حمادة طلعت فقد شغلنا بحكاية "العلم" خلال الحفل الافتتاحي.. واندلعت المعارك الكلامية بين الآلاف عبر الفيس بوك بينما انتهي أمره هو للنسيان باحتلاله المركز ال41 في منافسات الرماية، والشيء نفسه يقال للاعبة كرة الطائرة الشاطئية المحجبة والتى أعتقدنا "واهمين" أن العالم تابعها إعجاباً بزيها الملتزم دينياً.. ولكن الحقيقة أن تركيز الكاميرات عليها جاء اندهاشاً من مشاركة لاعبة بملابس كاملة في رياضة تشتهر بأنها ب "البكيني"، كما أنهم فقط أشاروا لروح الألعاب الأوليمبية باعتبارها ملتقي للحضارات والثقافات والتعايش والتآلف بينها، ولكن في أصل المسألة بعيداً عن "البروباجندا" الفريق المصري بلا خبرة أو موهبة وخسر جميع مبارياته، والتفوق الرياضي له علاقة بالموهبة والتدريب وليس الحجاب من عدمه.. فالأمريكية ابتهاج محمد حصدت الميدالية البرونزية في منافسات المنتخبات بسلاح الشيش ودخلت تاريخ دورة الألعاب الأوليمبية كونها أول لاعبة مسلمة محجبة تمثل الولايات المتحدة الأمريكية في دورة الألعاب الأوليمبية.. ولكنها لم تفز لأنها محجبة ولكنها كانت الأجدر والأفضل..تماماً مثل حالة هداية ملاك والتى لم تفز ببرونزية الجودو كما قالت إحدي الصحف الأوروبية " انتصار آخر للحجاب " .. فهذا شأنهم وليس فيما يقولوه ما يدعونا – أويخدعنا – لأن نعتبره انتصاراً أو هزيمة لمنافساتها " المتبرجة " .. هي كانت مؤهلة رياضياً ومدربها – الإسباني بالمناسبة – قام بواجبه فأستحقت التتويج .. الحكاية بسيطة جداً .

من يحاسب؟
نعود لانجازاتنا والتى وضعتنا في المركز ال75 ضمن قائمة الميداليات النهائية رغم أننا ال27 في ترتيب البعثات الأكبر ..والمسافة كبيرة جداً بيننا وبين كينيا وأثيوبيا .. أما جاميكا بفضل الاسطورة يوسين بولت فقد أصبح المشوار الرياضي بيننا وبينها كبيراً جداً ، ثم يأتي رئيس اللجنة الأوليمبية ليؤكد بكل ثقة إن ما تحقق ليس فشلاً وكان متوقعاً .. وكأننا كنا نخطط للفشل وسعداء به ، مثلا .. أنهى المنتخب المصري في السباحة الإيقاعية منافسات ال free routine في المركز ال23 من أصل 24 منتخبًا شاركت في التصفيات، وجاء أحمد شعبان في منافسات الرماية "25 متر مسدس سريع" في المركز 23 بين 26 لاعبا، وفى الجمباز خرجت اللاعبة الوحيدة من المنافسات وهى شيرين الزينى بعد خسارتها مبكراً فى تصفيات الأدوار الأولى، واحتل أحمد رجب لاعب منتخب مصر للشراع المركز 43.. وعشرات غيرهم سواء في ألعاب فردية أو في منتخبي اليد والطائرة كان الفشل من نصيبهم، ولن نبالغ بأننا كنا مثلاً نتوقع من ريم منصور لاعبة منتخب مصر للقوس والسهم أن تحصد ميدالية.. ولكن من يحاسبها بعدما أصبحت أول لاعبة فى تاريخ الألعاب الأوليمبية لم تصب السهام التى اطلقتها اللوحة أصلاً لتفشل في الحصول على أي نقطة، فهذا ليس فشلاً.. بل "فضيحة" واستهتار، فأين مدربها ومن يحاسبه ومن صاحب قرار سفرها أصلا؟ وللآسف هذا يذكرنا بقصة السباح الإثيوبي روبل كيروس والذي اثار الاهتمام لمتابعي أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، ليس ببراعته أو تفوقه وإنما ب "كرشه" وبدانته، وطبعاً احتل كيروس ذيل الترتيب العام في المنافسة، في المرتبة ال 59 من أصل 59 منافسا، في زمن قدره دقيقة و4.95 ثانية، وبفارق 17 ثانية كاملة عن السباح الأسترالي كايل تشالمرز الذي احتل المرتبة قبل الأخيرة.. وكشف أحد الصحفيين الإثيوبيين، أن السباح الإثيوبي هو ابن رئيس
اتحاد السباحة في بلاده!.

عموماً.. الفشل ليس مشكلة.. ولكن الإصرار والمحاولة هو ما يشفع لصاحبه، فالعالم كله وقف احترماً للعداءة الإثيوبية إتينيش ديرو رغم خسارتها لسباق 3000 متر حواجز، فقد بدأت السباق بقوة ولكن فجأة تم خلع حذاءها في ال800 متر الأخيرة.. ورغم ذلك قررت عدم الاستسلام واستكمال السباق حتى النهاية بدون فردة حذاءها اليمنى، وفي بداية سباق العشرة آلاف متر تعثر البريطاني محمد فرح وسقط على الأرض ليحتل المركز الأخير في منتصف المسافة.. ولكنه فاجأ الجميع وعاد وبقوة وتمكن من التفوق على العدائين الأثيوبيين والكينيين واحتل المركز الأول وحصد الذهبية وسط ذهول الجميع.. والفكرة هنا سواء للإثيوبية أو البريطاني في كونهما فازا.. فحتي لو خسرا كانا سينالان احترام الجميع لأنهما حاولا بإصرار.

الرياضة التى لا نعرفها
والآن.. تعالوا نكتشف معاً ما تجاهله إعلامنا لنعرف أى واقع مر نعيشه علي هامش العالم الرياضي، ولنعرف– بعيداً عن حواديت التمثيل المشرف وسوء الحظ والقرعة الصعبة وفارق التوقيت وظلم التحكيم –أسباب حصد من استثمروا رياضياً وأخلاقياً.. بينما اكتفينا نحن بالتصفيق لهم، فهل حدثكم أحد عن البريطانية ريبيكا جيمس الفائزة بالميدالية الفضية لسباق كيرين للدراجات ضمن منافسات الاوليمبياد لتشكل أفضل عودة لها بعد عامين عانت خلالهما الإصابة بالسرطان إلى جانب إصابتيها بخلع في الركبة والكتف، ولربما خرجت بطلاتنا"الخاسرات" ليرددن أن هذه البريطانية ينفقون علي تدريباتها أموالاً طائلة ونحن لا نجد ثمن مواصلاتنا إلي مكان التدريب.. ولكن ماذا عن يسرا مارديني؟ والأسطورة تقول إن السورية يسرا مارديني شاركت في منافسات السباحة الأوليمبية ضمن فريق لا يمثل بلداً لأن أفراده أصلاً لا يعيشون في وطن.. فريق اسمه "اللاجئين" يضم عشرة رياضيين، وكانت يسرا لفتت إليها الأنظار بشدة بعد قصة فرارها من العاصمة السورية دمشق في أغسطس 2015 مع شقيقتها، حيث حالفها الحظ لتنجو من الغرق بعدما أصرت وشقيقتها على الذهاب بحرًا إلى ألمانيا بعدما كان قاربهما في طريقه إلى الغرق، وبمناسبة الدول العربية.. هناك رواية شهيرة اسمها "ساق البامبو" عن شاب ولد من خادمة فليبينية تعمل لدى عائلة كويتية أحبها النجل الوحيد لهذه العائلة وتزوجها بدون علم أهله والذين عندما اكتشفوا الأمر صمموا علي أن يتخلى الزوج عن زوجته وطفله.. فعادتا إلي الفليبين وسط مصاعب كبيرة، تذكرت هذه القصة وأنا أتابع مشهد تتويج بطلة الفلبين فى السباحة صاحبة الاداء الرائع فى الاوليمبياد.. هذه البطلة اسمها "ياسمين الخالدي" وهى فلبينية من أب سعودى كما هو واضح من الاسم وأم فلبينية، تركت أبوها وهي صغيرة وعادت مع أمها للفليبين وهناك تعلمت السباحة وأصبحت بطلة.. ولربما كان أبوها يشاهدها لأول مرة مثلنا وهي تشارك في سباق 100.. أو ربما يكون توفاه الله لأنها لا تعلم عنه شيئاً، لكن ما يهم في القصة إنها نموذج لاختراع انساني اسمه "الطموح" والذي لابد وأن يقترن بالعمل مهما كانت الصعوبات.. ففي سنة 2008 كان يوجد طفل اسمه سكولنج من سنغافورا قطع مسافة كبيرة فقط ليلتقط صورة مع مايكل فيليبس السباح الأمريكي الاسطوري.. وقام بطباعة الصورة ووضعها أمام سريره ليصبح هدفه في الحياة أن يلتقط نفس الصورة مرة أخري ولكن في ظروف أخري.. وقتها كان الجميع يستمع إليه ويستخف بكلامه، ولكنه بالإصرار حقق المستحيل.. ومنذ أيام تكررت الصورة بشكل مذهل ووقف سكولنج بجانب فيليبس ولكن هذه المرة بعدما فاز عليه في منافسات.. ليس هذا فقط بل حطم رقمه الأوليمبي وكسب منه الميدالية الذهبية وترك الفضية، ولكي ندرك حجم الإنجاز .. فيليبس هذا هو أفضل رياضي في تاريخ الألعاب الأوليمبية بلا منافس.. فقد فاز ب28 ميدالية من بينها 22 ذهبية.

دراما عائلية
وتتجلي الدراما في قصة التونسية إيناس بوبكري والتى فازت لبلادها ببرونزية الشيش للفردي.. ثم ذهبت سريعاً لتشاهد عبر التليفزيون زوجها الفرنسي إيروان لو بيشو وهو يحرز الميدالية الفضية لبلاده في مسابقة الفرق، صحيح فرقتهم الجنسيات.. ولكن في الأوليمبياد تتلاشي الحدود وتجمع الرياضة الجميع، وهناك حكاية أخري لا تقل روعة خاصة بالسبّاحة المجرية كاتينكا هوسو.. فقد فشلت في تحقيق أي ميدالية في أوليمبياد لندن 2012.. وبعدها طلبت من الاتحاد المجري تعيين زوجها شين توسوب مدرباً لها رغم إنه عديم الخبرة، وبالفعل بعد 4 سنوات لفتت أنظار العالم بعدما فازت ب 3 ميداليات ذهبية وحطمت الرقم القياسي العالمي في سباق 400 متر متنوعة.. وفي كل مرة كانت الكاميرات تتركز علي زوجها لترصد فرحته الجنونية مع كل ميدالية وإنجاز تحققه زوجته واللاعبة التى يدربها، وحكايات الطموح كثيرة في أوليمبياد ريو.. مثلاً الفلبين احتفلت بإحراز أول ميدالية لها في منافسات السيدات بدورة الألعاب الأوليمبية عن طريق هيديلين دياز صاحبة فضية مسابقة رفع الأثقال، وهيديلين لم تتلق تعليمأً كافياً وكانت تقسم يومها بين التدريبات بأدوات بدائية ومساعدة والدها والذي يعمل سائق"ريكشة".. أى سائق"توك توك"، وعندما فازت بالميدالية الأوليمبية قالت عبارة واحدة "أشكر وطني الذي منحني كل شيء فمنحته بعضاً من السعادة"، ولم تخرج مثل بطلتنا سارة سمير بعد فوزها ببرونزية رفع الأثقال لتروي هي وأسرتها قصتها مع وزارة التعليم وامتحانات الثانوية العامة التى فاتتها بسبب مشاركتها في الاوليمبياد، وبالمناسبة.. أعجبتني جداً تصريحات بطلنا محمد إيهاب الحاصل على برونزية رفع الأثقال حينما كتب عبر حسابه الرسمى على فيسبوك " أقدم الشكر والامتنان لكل الذين قدموا لى يد العون ولو بدعوة خالصة من القلب وأتوجه بالشكر الجزيل لكل من ساهم فى وصول حلمى إلى حيز التنفيذ، إلى كل من كان سببا فى تعليمي وتوجيهى ومساعدتى ولكل من آمن بأننى أستحق شرف الميدالية الاوليمبية ووقف بجانبي فى الكفاح والنضال ومن شملونى بالعطف وأمدونى بروح البطولة وحفزونى للتقدم"، ولن ينسي متابعو الاوليمبياد مشهد تتويج الصينية هي زي على فضية الغطس.. فقد وجدت أمامها مفاجأة تمثلت في زيارة من صديقها الذي طلب منها الزواج أمام الجمهور المتواجد وكاميرات المصورين، حيث جلس على ركبتيه وقدم لها خاتما وزهرة لتقبل طلبه وهي متأثرة للغاية.

دروس في الكفاح
نتكلم عن من أيضاً؟ الأرجنتيني مارتن ديل بوترو الذي تعرض لإصابة في المعصم وبعدما كان ضمن أفضل 5 لاعبين تنس في العالم تراجع للمركز ال114.. وعندما عاد في الاوليمبياد اعتبروه مجرد ضيف شرف ولكنه بكل تصميم هزم المصنف الأول عالمياً ديوكوفيتش ثم هزم في طريقه للميدالية الاوليمبية الأسطورة رافائيل نادال الفائز بذهبية الزوجي، وفي مسابقة السيدات وبين كل نجمات اللعبة.. جاءت المغمورة مونيكا بويج لترفع علم بلادها بورتوريكو عالياً وتقتنص الميدالية الذهبية، ولمن يبرروا فشلهم بالظلم.. نروي لهم حكاية مصارعة الجودو رفائيلا سيلفا والتى استبعدت من اوليمبياد لندن ووصفت عبر الإنترنت بأنها "قردة" وتعرضت لإساءات عنصرية، ولكن أصدقاءها -بمساعدة من طبيب نفسي- أقنعوها بالاستمرار، فأصبحت صاحبة أول ذهبية للبرازيل في اوليمبياد ريو دي جانيرو.. ووقفت وهي تبكي بعد تتويجها لتقول"يمكن أن أكون مثالا يحتذي به الأطفال. لا ينبغي للناس أن تنظر إليك بصورة مختلفة فقط لكونك من ذوي البشرة السمراء. عندما تسير في الشارع يتوجس الناس ويتشبثون بحقائبهم"!

كما تعتبر قصة توني أزيفيدو من بين أكثر القصص الرياضية الملهمة.. حيث إن لاعب المنتخب الأمريكي لكرة الماء عاد من موت محقق إلى المشاركة في الألعاب الاوليمبية 5 مرات، وكان توني أزيفيدو صاحب الأصول البرازيلية قد تعرض لكسر على مستوى القصبة الهوائية خلال حادث مما جعله يدخل في غيبوبة بضع دقائق قبل أن يتم إنقاذه، يقول "الأطباء أنقذوني لكنهم قالو لعائلتي إنه لا يمكنني فعل أي شيء.. ولكنني صمدت وقاتلت كثيرا ولم أدع الأمر أبدا يحبطني"، وأيضاً مشهد لاعب الجودو التشيكي لوكاس كارباليك وهو يحرص على تكريم صديقه الراحل خلال صعوده لاستلام الميدالية الذهبية، فقد وحمل كارباليك صورة صديقه الذي كان لاعبًا في رياضة الجودو كذلك، في يده اليسرى، بينما كانت الميدالية الذهبية في يده اليمنى، ليجسد أسمى معاني الرياضة خلال الحدث العالمي الكبير.

حصاد العرب
ووسط كل هذه النماذج نجد العرب وقد فشلوا في صناعة الأبطال الرياضيين فقاموا بشرائهم.. ولذلك سمعنا عن لاعب الجودو الإماراتي "توما سيرجيو" الفائز ببرونزية وزن 81 كجم، وعن الملاكمين القطريين ثولاسي تارومالينجام وهاكان أرسكر.. كما يتباهي القطريون بمنتخبهم العالمي في كرة اليد – والذي خرج من الدور الثاني - ويضم خليطا من جنسيات كرواتية واسبانية وفرنسية وصربية.. بل الطريف أنهم قاموا بتأجير مشجعين أوروبيين حتى يكتمل العبث، لكن المضحك فعلا هو نص الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء القطرية ونصه "بطلنا لي بينج يتأهل للدور الثالث في تنس الطاولة"، كما شاهدنا كذلك العدائين البحرينيين روث جيبيت وتيجيست جيتينت وأولواكيمي آديكويا وأبراهام شيروبين.. ولكن الإنجاز الأبرز كان للمدافعة عن علم البحرين أونيس جيكيروي كيروا– الكينية الأصل- والتي فازت بالميدالية الفضية في سباق الماراثون، والمؤسف أن الذهبية العربية " الخالصة " التى حصل عليها الرامي الكويتي فهيد الديحاني كانت بلا طعم.. فلم يعزف السلام الوطني لبلاده ولن تحتسب ميداليته رسمياً بسبب قرار الإيقاف المتخذ بحق الرياضة الكويتية منذ أكتوبر 2015 لتعارض القوانين المحلية مع المواثيق والقوانين الرياضية الدولية.
#


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.