لم يكن حديث نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي طوال الليلة الماضية إلا عن الدكتور عصام حجي ورده علي مقال نشره أحد الصحفيين يصفه فيه أنه مجرد موظف بدرجة مصور للأحجار والكواكب بوكالة ناسا لعلوم الفضاء، ويتهمه أيضا بعدم الوطنية، وتحوله للعمل السياسي وفق أجندته خاصة تدعمها أمريكا وقطر وتركيا. رغم كل ما سرده الصحفي في مقاله من اتهامات وسخرية من الدكتور حجي إلا أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي كانوا أسرع من حجي في الرد علي كاتب المقال، لكن الرد كان به الكثير من السخرية واتهام الصحفي بالجهل، وامتلاكه لعقل ضحل مظلم تحكمه نظريات المؤامرة ليس أكثر. لكن ما بين سخرية جمهور مواقع التواصل الاجتماعي من كاتب المقال والاتهامات الموجهة إلي باحث وعالم"ناسا"، يبقي السؤال من هو الدكتور عصام حجي؟، هل هو فعلا مجرد موظف بدرجة مصور في واحدة من أكبر الوكالات الدولية المهتمة بشأن أبحاث الفضاء؟ عصام حجي هو عالم فضاء مصري أمريكي، يعمل في وكالة ناسا في مجال علوم الصواريخ، وهو نجل الفنان التشكيلي الكبير محمد حجي، وشغل منصب المستشار العلمي للمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية في مصر عام 2013 لمدة 3 شهور قبل استقالته. حصل حجي من جامعة القاهرة على بكالوريوس في علوم الفلك، وسافر بعدها إلى باريس استكمالا لدراسته، فحصل على الماجستير في علوم الفضاء سنة 1999، ثم تبعها بالدكتوراه من نفس الجامعة سنة 2002، وهي أول دكتوراه مصرية في علم اكتشاف الكواكب. بدأ عالم ناسا مشواره العلمي كمعيد بكليات العلوم بجامعة القاهرة سنة 1997، ثم باحثا بالمركز القومي للبحوث CNRS بفرنسا سنة 1999، ثم مدرسا بجامعة القاهرة سنة 2002، ثم باحثا بمركز الفضاء الفرنسي CNES، ثم أستاذاً مساعداً بجامعة باريس، بعدها انتقل حجي للعمل بوكالة ناسا لأبحاث الفضاء بالولايات المتحدة. يعمل عالم ناسا حاليا في معمل محركات الدفع الصاروخي بوكالة ناسا الأمريكية في القسم المختص بالتصوير بالرادار، والذي يشرف على العديد من المهام العلمية لاكتشاف كواكب المجموعة الشمسية. كما يشرف حجي في الوقت الراهن على مشروع قمر صناعي يدرس المياه الجوفية، وأثار التغير المناخى على المناطق الصحراوية. كما يعمل في فريق بحث علماء ضمن مشروع الذي تتعاون فيه ناسا مع إيسا لدراسة المذنبات، كذلك يشارك في أبحاث استكشاف الماء في المريخ، وتدريب رواد الفضاء، وتصميم مركبات الفضاء المتجهة إلى أجزاء مختلفة من المجموعة الشمسية. كما أنه يشغل منصب أستاذ لعلوم الفضاء بجامعة باريسبفرنسا و أيضاً عضو زائر بهيئة التدريس بجامعة كالتك Caltech بولاية كاليفورنيا وهي نفس الجامعة التي يدرس فيها الدكتور أحمد زويل، و هي أعلى الجامعات الأمريكية في مجال العلوم. وقد صنفته الجامعة العربية ومجلة تايمز سنتبيتسبرج الأمريكية كواحد من أهم الشخصيات الفكرية في مصر والعالم العربي وهو في التاسعة والعشرين من عمره. وحصل عصام حجي إلى العديد من الجوائز العلمية تقديرا لدوره في اكتشاف المياه على المريخ، وما يعني ذلك لفهم تطور المياه على كوكب الأرض وخاصة تطوير اكتشاف المياه في المناطق الصحراوية. من جانبه قام حجي بالرد علي المقال الذي وصفه بالمصور علي صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي"الفيسبوك"، كاتبا نصا: "في سنة 2002 حصلت على الدكتوراه من جامعة باريس في مجال اكتشاف المياه على الكواكب بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وقبل التحاقي بناسا أصر والدي أن أذهب وأزور جدتي المريضة في قريتنا الصغيرة سندوب بجوار مدينة المنصورة، وحينما علمت جدتي بزيارة الدكتور وهو الاسم الذي كانت تناديني به، قررت دعوة العديد من أهل القرية إلى منزلنا البسيط في شارع الشهيد د. أحمد حجي عمي رحمه الله، ولما حضرت للمنزل فوجئت بعدد كبير من الزوار يحملون أوراق طبية وأشعات وتحاليل، وقد أبلغتهم جدتي أن حفيدها الدكتور إلي من فرنسا سيعالج الكل، و حينما أخبرت جدتي رحمها الله التي ولدت سنة 1918 ولم تحالفها الظروف كي تعلم أنني لست طبيبا بشريا وأنما الدكتوراه التي حصلت عليها في مجال اكتشاف المياه ودراسات الفضاء، قالت لي: يعني أنت يا أبني سباك على القمر؟". وأختتم حجي تدوينته بشكر رئيس تحرير الموقع الذي نشر مقال الدندراوي الهواري.