عندما تسمعه بتركيز وتأمل وهو يبتهل تشعر وكأن كروانا يشدو بصوت جميل يأسرك للوهلة الأولى ثم يجعلك على الفور تتذكر نجوم وعمالقة التلاوة والإنشاد والتواشيح فى زمن الفن الجميل .. إنه المبتهل الشاب الفنان إبراهيم راشد (32 سنة) المعتمد بالإذاعة وصاحب مجموعة من أجل الابتهالات والتترات الدينية بإذاعة القرآن الكريم .. يعشق الشيخ محمد عمران والشيخ سيد النقشبندى ويجد نفسه امتدادا لهما، لهذا يحلم بأن يصل فى يوم من الأيام للمكانة التى وصلا إليها بأصواتهما الرقيقة .. ولد المبتهل الشاب إبراهيم راشد فى قرية كفر أباظة بالزقازيق، حيث ينتمى لأسرة دينية تحفظ القرآن الكريم وتقرأه، وفى الإذاعة المدرسية بالقرية بدأت موهبته تتشكل بقراءة القرآن وترديد الابتهالات، ثم نظم أول حفلة رسمية فى ذكرى وفاة العندليب عبد الحليم حافظ سنة 1997 بقصر ثقافة الزقازيق، ونال وقتها جائزة أفضل آداء لأغنية "يا رب سبحانك" على مستوى إقليم شرق الدلتا، كما نال جائزة المركز الأول فى مسابقة نظمتها مديرية الشباب والرياضة بمحافظة الشرقية، تحت عنوان "من يكون قريبا من العندليب؟" حيث يتميز صوته بنبرة شجية قريبة تماما من صوت عبد الحليم حافظ. يرفض إبراهيم راشد أن يصفه أحد بلقب "الشيخ" وإنما يرى نفسه فنانا ومبتهلا، حيث يؤمن بأن الإنشاد الدينى رسالة فنية تسمو بالقلوب إلى الله سبحانه وتعالى .. فى هذا الإطار يقول فى حديثه معنا : درست بمعهد الموسيقى العربية، بالقسم الحر، وسعيت لتنمية موهبتى بالثقافة والإطلاع والمشاركة فى الحفلات الدينية والفنية، حتى رآنى الدكتور جمال سلامة وطلب منى أن ألتحق باختبارات الإذاعة المصرية، وبالفعل تم اعتمادى كمطرب فى الإذاعة فى 2002، وبعدها بعام تم اعتمادى مبتهلا بالإذاعة المصرية، وفى شبكة القرآن الكريم أتواجد باستمرار وانتظام وأُعتبر من أكثر المبتهلين حضورا فى برامج إذاعية عديدة منها "قطوف من حدائق الإيمان" و"بريد الإسلام"، إلى جانب السهرات الدينية مثل يوم اليتيم وسيناء وحب مصر ورمضان والحج والشهيد وغيرها، والحمد لله نلت عدة جوائز أخرى منها جائزة الارتجال فى الغناء العربى فى عام 2008 من مهرجان الموسيقى العربية، وجائزة زويل من صالون زويل الثقافى بالأوبرا أيضا. ورغم ما يقدمه إبراهيم راشد من ابتهالات جميلة ومؤثرة لا تختلف عما قدمه جيل الكبار إلا أنه يتمنى أن يحظى الإنشاد الدينى والغناء الراقى بقدر من الاهتمام، خاصة فى ظل تلوث الساحة الفنية بشكل عام بالفن الهابط والمبتذل، إذ يقول: مطلوب أن تهتم الدولة بالمنشدين والمبتهلين وأصحاب الأصوات الراقية خاصة وأن مصر ستظل الأولى فى قراءة وترتيل القرآن الكريم ومن ثم يجب الاهتمام بالجيل الجديد من المبدعين وإعطاءهم الفرصة عن طريق تنظيم المسابقات ومحاولة توصيل المواهب الجديدة والصاعدة للناس حتى تأخذ حقها من المكانة المطلوبة .. لكن للأسف العالم الخارجى يهتم بفن الابتهال والموشحات والإنشاد الديني أكثر منا لدرجة أننا أصبحنا نهوى بسرعة شديدة فى هذه المجالات.. أيضا الواضح أن التركيز كله ينصرف للمطربين الشعبيين ونجوم الفن الردىء دون أن يلتفت أحد للأعمال الجيدة، أنا مثلا لى ألبوم إنشاد دينى فى الأسواق صدر منذ عامين، هذا الألبوم من كلمات صلاح فايز وناصر رشوان وألحان الموسيقار حسين فوزى. ويذكر راشد أنه موجود بابتهالاته فى شعائر صلاة الفجر، ومن أكثر المساجد التى أثرت به وأثر بها الأزهر ومسجد الحسين ومسجد السيدة زينب، ويواصل قائلا : من الابتهالات المؤثرة التى قدمتها فى حياتى كانت فى صلاة الفجر بالحسين يوم 8 رمضان 2013 وفى هذه الأجواء كانت هناك مشاكل سياسية وخلافات هائلة، فابتهلت وقلت " الناس فى بلدى غابت شمائلهم وتحولوا شيعا". ويُذكر أن الفنان إبراهيم راشد له ابتهالات كثيرة بصوته وبعضها لعمالقة المبتهلين مثل "مولاى إننى ببابك" و "يا رب حنانيك بنا" و "بذكر محمد تحيا القلوب وتغتفر الخطايا والذنوب" و "رمضان أهلا مرحبا رمضان الذكر فيك يفيض والقرآن" وغيرها.