علي سينا رايحين.. شهداء بالملايين.. كان هذا من أهم الهتافات التي يرددها الآن آلاف الشباب الذين يواصلون الاعتصام المفتوح أمام السفارة الإسرائيلية حتى تتحقق مطالبهم.. ويدعون كل الشعب التكاتف مع الجيش ومعهم حتى نسترد حق دماء شهداءنا .. وبالرغم من الحصار الأمني على سكان العمارة التي بها السفارة.. إلا أن هؤلاء السكان يتضامنون مع المعتصمين ... انتقلت روح الثورة المصرية من ميدان التحرير إلي كوبري الجامعة.. بشعاراته وأعلامه وهتافاته ونفس الحماس لتحقيق المطالب، وقد أعلن العديد من الشباب المعتصمين الآن أمام السفارة أنهم لن يتنازلون عن حقوق شهداء الحدود، وأن عصر حسني مبارك قد انتهى، وقد أبدوا استعداداهم لنقل مقر الاعتصام إلي أقرب نقطة حدودية قرب إسرائيل حتى تصل إليها رسالة بأن دم المصري ليس رخيصا كما يتصورون، وأننا لن نتهاون مثلما كان يفعل النظام السابق . هذا في الوقت الذي تكثف فيه قوات الجيش والشرطة العسكرية والأمن المركزي من تواجدها أمام مبنى السفارة للحيلولة دون تكرار تجربة أحمد الشحات الذي تسلق المبنى ليلة أمس، حيث أشعل حماس كل الشباب هناك، وهدد عدد من الشباب بتسلق العمارة مرة أخرى والوصول إلي السفارة من الداخل وإشعال النار فيها، كما هددوا أيضا باقتحام مقر إقامة السفير الإسرائيلي بالمعادي إذا لم يرحل عن مصر، والجدير بالذكر أن المعتصمين أمام السفارة الآن رددوا نفس الشعارات التي رددوها أيام الثورة لإسقاط النظام المصري مثل" ارحل يعني امشي.. ياللي مابتفهمشي" كما كان أهم ما يرددونه اليوم شعار" الشعب والجيش إيد واحدة" وسط فرحة من قوات الجيش هناك والمعتصمين لشعورهم بأنهم عادوا يدا واحدة مرة أخرى، كما كانت الدعوة هناك إلي الزحف المقدس إلي سيناء للدفاع عنها والثأر للشهداء. أما عن المطالب الذين ينون التقدم بها مع القوى السياسية إلي المجلس العسكري فتتمثل في طرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير المصري، وتقديم المسئولين الإسرائيليين لاعتذار رسمي، بجانب المطالبة بتعديل اتفاقية كامب ديفيد للسماح بالقوات المصرية بالتواجد بشكل أكبر في سيناء، وتقوم الآن بعض القوى السياسية بالتواجد أمام السفارة للدعاية لنفسها، حيث يقوم حزب النور السلفي بتنظيم إفطار جماعي اليوم أمام مبنى السفارة. ولكن الحصار الأمني للعمارة جعلنا نفكر في كيفية تعامل السكان أو العاملين داخل المبني مع هذا الوضع وهل هم ضده أم معه، وبالفعل وجدنا صعوبة بالنسبة لهؤلاء في الدخول أو الخروج من المبنى بجانب بعض التفتيشات الأمنية، وقابلنا إحدى السيدات التي تسكن هناك ولكنها رفضت ذكر اسمها لدواع أمنية وقالت: بالرغم مما يحدث من مضايقات أمنية وخناق أمني حولنا إلا أننا نشعر بالفرحة لأننا منذ زمن ونحن نؤيد أن ترحل السفارة كلها من العمارة حتى نستطيع أن نعيش مثل غيرنا بدون أي تحفظات أمنية، وكنا نهتف بشدة للشاب الذي استطاع أن يطهر العمارة من علم الصهاينة والذي نتمنى ألا نعود إليه مرة أخرى، ولكن في نفس الوقت نتمنى أن يتم حل الأزمة سريعا، ولكننا أيضا نشعر بأمان كبير لتواجد قوات الجيش والشرطة بكثرة في المكان، وأكثر شيء يسعدنا أننا نشعر بأن الجيش والشعب يد واحدة.