أدى المصلون بمسجد عمر مكرم اليوم صلاة الغائب على شهداء طابا الذين لقوا مصرعهم فجرا على الشريط الحدودى بين مصر وإسرائيل ، وفى خطبة الجمعة أبدى الشيخ مظهر شاهين أسفه على الظروف الحرجة التى تمر بها مصر حاليا داعيا إلى أهمية التماسك والتضافر ونسيان الخلافات وإعلاء كلمة مصر فوق كل المصالح الشخصية والمذهبية . وقال الشيخ مظهر: إننا فى مرحلة بناء ويجب على جميع القوى والاتجاهات السياسية فى مصر أن تتوحد كلمتها وأخص بالذكر الحركات الإسلامية فمن الثابت ان الإسلام بنى على خمسة أركان ولا خلاف بيننا عليها وأن مصر دولة إسلامية منذ أن دخلها الإسلام وهذه الحقيقة لا تحتاج إلى مزايدة أو تأكيد من أحد والمادة الثانية من الدستور أيضا ثابتة ولن تتحرك وهى ليست محل خلاف أما ما يتعلق بطبيعة نظام الحكم فهى مسألة خلافية قد نتفق أو نختلف فيها وفى ظل هذه الأجواء أحذر من قضية التكفير وأن يكفر بعضنا بعضا بدافع الخلاف فى الرأى وذلك لأن الكفر يعنى إباحة الدم فيقوم الإخوانى أو السلفى بتكفير الليبرالى أو العلمانى وندخل فيما بعد ذلك فى فتاوى إهدار الدم ومن هنا ينبعث الإرهاب والتدمير والحرق والقتل وللأسف هناك من يدفعنا إلى ذلك الآن فى ظل وجود إعلام مريض يسعى للإثارة والكسب على حساب مصالح الوطن وأمنه واستقراره والمسألة تبدأ هكذا: تخوين ثم تكفير ثم إرهاب ثم قتل! وأشار الشيخ مظهر فى خطبته إلى أن الإسلام أمر بحفظ النفس والوطن والمال والعرض والدين وكل مسلم مطالب بأن يحفظ نفس أخيه وماله والكارثة أننا الآن للأسف الشديد مع انبعاث فقه التخوين والتكفير فإن حرمة الدين والنفس قد تتراجع فيما بيننا وينبغى أن نؤكد على حقيقة هامة وهى أن الخلاف يمكن أن ينتهى بالحوار السهل والعقلانى دون الحاجة إلى خلق صراعات أو مشاحنات وهنا نعود إلى دور الأزهر فهو المؤسسة الوسطية التى بإمكانها أن تجمعنا وهى المؤسسة الوحيدة المنوط بها أن تتكلم باسم الدين والأزهر لا يعبر عن رأى فرد وإنما يعبر عن الإسلام الحنيف والوسطى بمذاهبه الأربعة ولهذا فهو يستوعب كل المذاهب والأفكار. وعاد الشيخ مظهر شاهين ليؤكد على أن الخلاف فى مصر الآن ليس معركة بين الإسلام والكفر كما ادعى البعض وإنما هو مجرد خلاف فى الرأى وفى النهاية يجمعنا دين واحد ووطن واحد يعيش فيه المسلمون مع المسيحيون جنبا إلى جنب. ومن ناحية اخرى فقد نظم العشرات وقفة إحتجاجية اليوم أمام مسجد عمر مكرم للمطالبة بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن المحتجز فى سجون أمريكا منذ سنوات وقد توجهت المسيرة إلى مقر السفارة الأمريكية وسط تواجد أمنى مكثف ومن جانبها فقد أحبط قوات الأمن محاولة بعض أنصار الشيخ إقامة خيام فى الشارع لبدء الاعتصام. وفى سياق ذى صلة أعلن تحالف القوى الثورية الذى يضم نحو 54 حركة وإئتلافا فى مؤتمر صحفى ليلة أمس أنهم سيقومون بتنظيم وقفة رمزية مساء اليوم أمام مسجد عمر مكرم لاستكمال جمعة "فى حب مصر" وذكر الدكتور محمد مصطفى عضو الإئتلاف أنه لن تحدث مصادمات مع الأمن وأن المتظاهرين اليوم لن يتخطوا ساحة مسجد عمر مكرم وأنه لا نية ولا تفكير فى العودة إلى الجزيرة الوسطى بالميدان حتى نرى ما ستسفر عنه المحاكمات. وأعلن أشرف عجلان المنسق الإعلامى لاتحاد الثورة المصرية بيان القوى الثورية حول وثيقة الأزهر ودوره فى لم الشمل لإعلان تأييد جهود الأزهر فى تجميع وتكتل القوى السياسية من اجل مصلحة الوطن.