ماذا يحدث في شارع الهرم‏ الآن ؟!

شارع‏ الهرم‏ تبدل‏ حاله‏ من‏ اقصي‏ اليمين‏ الي‏ اقصي‏ الشمال‏ ، فشارع‏ ابوالهول‏ الذي‏ كان‏ يعج‏ ليلا‏ ونهارا‏ بالسياح‏ والباعة‏ ونزلة‏ السمان‏ التي‏ كانت‏ تتلألأ‏ بفضل‏ انوار‏ محلات‏ البازار‏ بعد‏ الثورة‏ لم‏ تعد‏ تسمع‏ فيها‏ سوي‏ الصمت‏ يدوي‏ في‏ ارجاء‏ المنطقة‏ وتناثر‏ الباعة‏ علي‏ اطراف‏ الطريق‏ منتظرين‏ معجزة‏ تنعش‏ قلب‏ المنطقة‏ من‏ جديد‏.‏
تصوير : محمود شعبان

رأفت موسي صاحب بازار الاهرام يقول : شارع الهرم طول عمره هو ابو السياحة في مصر ومنطقة ابو الهول لكن للاسف الحال تبدل بعد الثورة لان الافواج السياحية اصبحت تأتي الي مصر خلال رحلات سريعة يزورون خلالها الاماكن ولكن لا يدخلون اي محلات علي عكس سابقا ، ولذلك كل اصحاب المحلات المرتبطة بالسياحة كالبازارات والمطاعم لجأت الي حلول بديلة تجعلها تقف امام هذه الازمة انا مثلا اضطررت استغني عن اثنين من موظفي المحل ولجأت الي تخفيض اسعار البضاعة .
الحاج مفيد ابو فايد يقول : الحال بعد الثورة اصبح أسوأ من قبلها لان الدنيا هنا في ابو الهول ونزلة السمان واقفة بطريقة لم نعشها قبل ذلك وهذا طبعا ادي الي انتشار البطالة والتي ادت الي انتشار الجرائم واحداث الشغب المتمثلة في المشاجرات مع الزبائن والافواج السياحية ولكن هذا يضر البلد اكثر مما هي مضرورة لان هؤلاء الباعة السريحة رغما عنهم يتسببون في تشويه صورة مصر امام الاجانب .
اما يوسف مصيلحي المرشد السياحي فيقول : انا لا اعلم ما السبب وراء تواجد الناس كل يوم جمعة في ميدان التحرير هو مش خلاص الثورة خلصت ونجحت بفضل ربنا عايزين إيه تاني حرام عليهم وقف الحال الحاصل في البلد فمنذ 25 يناير لم انزل مع فوج الا 5 مرات وفي كل مرة احصل علي 100 جنيه او 200 جنيه بالكثير وانا متزوج ولدي ابن والسؤال الذي يشغل بالي .. هؤلاء الموجودون في ميدان التحرير بيشتغلوا ايه وما مصدر رأس مالهم ؟ لان واضح ان هذا الموضوع لا يسبب لهم اي قلق او اهتمام لذلك اتمني أن يهدأوا قليلا ويتركوا القضاء يأخذ مجراه ويعطوا فرصة لرئيس الوزراء الذي خرج منهم .
وفي الرصيف المقابل لبوابة الاهرامات يقف خالد التوني بسيارة تحف وانتيكات كلها مرسومة بالرمال بطريقة مبهرة تجذب الانتباه ولكن للاسف عربة خالد كانت خاوية من الزبائن والسبب يقوله التوني : منذ 25 سنة وانا اقف في هذا المكان والحمد لله كان الحال ماشي تمام والرزق كان بيكفي وزيادة لاني أتقن شغلي جدا والسياح كانوا يخطفون بضاعتي خطفا لكن سبحان الله دوام الحال من المحال من بعد الثورة الدنيا وقفت ولو جاء فوج سياحي بيكون عدده بسيط لا يقدر علي تغذية المنطقة والعاملين فيها ففي شارع ابو الهول فقط يوجد حوالي 500 بائع ويمكن حالنا نحن كبائعين احسن من اصحاب المحلات المرتبطين بدفع الايجارات التي لا تقل عن 8 آلاف جنيه ومرتبات موظفين فلابد في المرحلة القادمة من الاهتمام بموضوع السياحة بشكل اكبر ووضعها في مقدمة الاولويات لاننا كناس شغالة في السياحة لا نكلف الدولة بل ندخل لها عملة صعبة .
( تابع بقية تفاصيل التحقيق على صفحات عدد أغسطس من مجلة الشباب )