خلال السنوات القليلة السابقة استطاعت الصين أن تغزو دول العالم بصناعاتها المختلفة بعد أن تمكنت من دراسة الأسواق دراسة تفصيلية دقيقة لتعرف احتياجات ومتطلبات كل دولة وتلبي هذه الاحتياجات بسرعة ، وقد توجهنا لبعض الصينيين المقيمين في مصر فسألناهم عن رؤيتهم للاقتصاد المصري .. وهل يمكن تكرار التجربة الصينية لدينا ؟! . يقول"بيسين بينخ": أعيش في مصر منذ 14 سنة وأقوم بتدريس اللغة الصينية في كلية اللغة والترجمة قسم اللغة الصينية بجامعة الأزهر ، وأرى أن مصر بلد جميلة لكن بها بعض العيوب، فوفقا للنظريات السياسية إذا أرادت الحكومة أن تتقدم فلا بد على الشعب أن يتقدم والعكس صحيح حيث لا يمكن لدولة التقدم دون أن يكون هناك مساعدة من الطرفين الشعب والحكومة معا، ولذلك لا أرى شخصيا أن مصر ممكن تتقدم خلال الفترة القريبة القادمة إلا بعد أن تحقق هذه المعادلة، فعندما تعود للتاريخ ستجد أن الصين ومصر دخلا عصر الانفتاح والإصلاح سويا بل وإن عدت إلى خمسين سنة مضت فتجد أن مصر كانت أكثر تقدما من الصين ولكن الأخيرة استطاعت أن تحقق تقدما كبيرا خلال السنوات السابقة حينما حققت معادلة النجاح، أما عن أكبر مشكلة تواجه مصر هي عدم احترام المواعيد وعدم إتقان العمل ولكنهم عفاريت الفهلوة حيث أنهم بأقل الإمكانيات يستطيعون عمل أي شئ ، وبرغم كل الصعوبات الموجودة في حياتهم إلا أنهم متفائلون ومرحين ومحبين للحياة وعلاوة على ذلك فهم أفضل من الصينيين في الأخلاق، وعموما العلاقة بين المصري والصيني علاقة طيبة لأنهم ينتمون لأيدلوجية واحدة ولكن الحياة في مصر باهظة الثمن خاصة في السكن لأن للأسف الشديد أصحاب العقارات يرفعون علينا الأسعار لمجرد كوننا أجانب. ويضيف"خان بين" قائلا: أتيت من مقاطعة شاندوم بالقرب من بكين عاصمة الصين لأدرس اللغة العربية والعلوم الإسلامية بجامعة الأزهر مثلما يقوم الطلاب المصريون بدراسة اللغة الصينية كما أقوم بدراسة اللغة العربية بمدرسة خاصة وهذا لأني لن أجلس في مصر سوى 6 شهور فقط ولذلك أريد استغلال الوقت المتاح لي للإقامة في مصر لأتعلم اللغة العربية بأسرع وقت ممكن خصوصا أني أدرس على حسابي وليس من خلال منحة من البلاد، وأنوي بعد عودتي للعمل كمترجم ببلدي خصوصا أن لدينا النشاط السياحي في الصين نشط بشكل كبير بسبب تعدد المناطق السياحية بالإضافة إلى ارتفاع سعر المترجم للغة العربية بسبب ندرتهم في الصين، والمصريين مثل أي شعب بهم النماذج الجيدة وأخرى غير الجيدة ولكن أكثر ما يميز مصر عن الصين أن بها جو إسلامي وقدر كبير من الإيمان غير موجود في بلادنا. ويشير "شونج لونج" أنه جاء من مقاطعة شان شي بشمال الصين مع مجموعة من أصدقائه للدراسة بالأزهر ويتقاسموا سويا إيجار الشقة التي يقيموا بها ويومهم يبدأ مع صلاة الفجر و ينتهي الساعة 11 مساء قائلا: أتيت إلى مصر لأنه لا يوجد في الصين مكان يدرس العلوم الإسلامية بالإضافة إلى أن الأزهر مشهور بتدريس هذه العلوم على مستوى العالم وقد صلت الآن إلى المرحلة الإعدادية وفكرت في دراسة العربية بعدما تعلمت اللغة الإنجليزية بالإضافة إلى أني أصلا من أسرة مسلمة وأسمي الإسلامي شعيب حيث أن كل مواطن صيني يحرص على أن سكون له أسم بالعربية ليكون سهلا على أصحاب البلد التي يعمل أو يدرس بها، والمشكلة الحقيقية لدى المصريين أن حياتهم كلها تتوقف على مفهموم "إن شاء الله" سواء كان يريد أو لا يريد أن يفعل أي شئ ، ولكن في الصين الشعب يعرف ما يريد وما لا يريد ويقرر ذلك من البداية، ولكن الحقيقة لا أعرف سبب تقدم الصين خلال الفترة الأخيرة وأعتقد أن السبب في الحكومة الصينية. أما "شين خو خان" فيقول: أعيش هنا منذ عام واحد فقط وأعمل في مطعم يقدم الطعام الصيني وقد فكرت في افتتاح هذا المطعم مع أحد أصدقائي بعدما وجدنا أن هناك عدد كبير من الصينيين يعيش في مصر سواء للعمل أو الدراسة ولكن الغريب أن بعد افتتاح المطعم بفترة قصيرة أصبح يأتي لنا جنسيات مختلفة لتناول الطعام الصيني حيث يأتي زوار من مصر وتايلاند وفرنسا وماليزيا والهند، والصينيون عموما يحبون الحياة المصرية ولكن أكثر ما يلفت نظرنا هو كم القمامة الموجودة في الشارع وهو الأمر الذي من المستحيل أن تجده بنفس الشكل في الصين حيث أن هناك عقوبات مشددة على من يلقي أي شئ بالشارع، أما عن استطاعة الصين على التقدم صناعيا وتجاريا خلال السنوات الأخيرة فهو تقدم ملموس ولكن لن تجد من المواطنين من يستطيع أن يشرح لك كيفية حدوث هذا التقدم لأن هناك لا أحد يهتم بأي شئ سوى عمله وهو ما أفعله أيضا حينما انتقلت للحياة من الصين إلى مصر. ويقول "وين جم ": أدرس في مصر اللغة العربية منذ سنة وبضعة شهور ويبقى لي خمس سنوات وتنتهي المنحة الدراسية حيث أنوي بعد عودتي أن أعمل كمدرس للغة العربية، وتقوم الحكومة الصينية باختيار بعض الطلاب ليذهبوا في منح تعليمية بدول مختلفة حيث يقومون بدراسة لغتهم وثقافتهم وسوقهم بل وطعامهم أيضا لأننا أدركنا أن كل دول العالم تقريبا لا يستطيعوا تناول الطعام الصيني ولذلك أعتقد أن هناك اهتمام بتقديم أطعمة تناسب الجنسيات المختلفة الموجودة في الصين، وقد اكتشفت أن بمصر يوجد إقبال كبير على الفول والطعمية والكشري ولذلك تعلمت كيفية تحضيرهم وهو الأمر الذي سيسعد الجالية المصرية في الصين إن توفرت لهم هذه الأطعمة الشعبية هناك..