حاله من الغليان تشهدها مدينه السويس الآن .. مظاهرات في كل الشوارع والميادين ، مصابون وقتلي نتيجه المصادمات مع الأمن لدرجة أنه اطلق علي الأحداث هناك " مظاهرات غضب السويس " .. تلك الاحداث تصاعدت خلال الايام الثلاثة الماضية منذ أن اصدرت جنايات السويس يوم الاثنين الماضي حكما بإخلاء سبيل 7 من الضباط المحبوسين احتياطيا بكفالة مالية قدرها 10 آلاف جنيه، على ذمة قضية اتهامهم بقتل 17 متظاهرا وإصابة 300 آخرين بمحافظة السويس خلال أحداث ثورة 25 يناير . اهالي السويس شعروا بصدمة كبيرة بعد هذا الحكم مما جعلهم يخرجون للشوارع متظاهرين ومنددين بالافراج عن هؤلاء الضباط الذين قتلوا ابنائهم ، وامتدت المظاهرات الرافضة للافراج عن الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين لكل المحافظات ، وعلي الرغم من ان النائب العام قد تقدم بالطعن علي هذا الحكم الا ان محكمة جنايات التجمع الخامس بالقاهرة رفضت اليوم الطعن واكدت اخلاء سبيل الضباط المتهمين ، مما أوصل اهالي الشهداء وغيرهم من شباب الثورة الذين ذهبوا اليوم لحضور الجلسة إلى حد الانفجار .. فخرجوا في مظاهرات غاضبة وتحولت جميع شوارع السويس لساحات للتظاهر ، وقام المحتجون بتكسير أبواب مبني المحافظة وحاولوا اقتحامه ، كما هاجموا مبني مديرية الامن .. هذا غير الاشتباكات التي وقت أمس بين المتظاهرين وقوات الامن والتي اسفرت عن عدد كبير من المصابين وصل إلي 134مصاباً بناء علي ما أعلنته مديرية الصحة بالسويس .. وأيضا 3 قتلي نتيجه استخدام الامن للرصاص المطاطي والقنابل المسيله للدموع واستخدام الامن لعربات المطافيء في محاوله منها لفض هذه المظاهرات ، لكن هذا لم يؤثر مطلقا عن فض الاعتصامات .. بل انها حتى هذه اللحظة تزيد ، كما أن بعض المتظاهرين اشعلوا بعض اطارات السيارات للتعبير عن غضبهم ، ويعد ميدان الاربعين الآن اكبر ساحة لمتظاهري السويس الرافضين لحكم الافراج عن الضباط . ووصل عدد المتظاهرين بميدان الاربعين لاكثر من 35 الف شخص ، إلي جانب مظاهرات في شارع الجيش وشارع احمد عرابي ، واعلنت جميع المستشفيات حاله الطواري القصوي لاستقبال المصابين ، هذا غير عربيات الاسعاف التي تجوب المدينة . يقول احمد أبو زيد شقيق احد شهداء يناير : السويس الان أشبه بميدان التحرير يوم جمعة الغضب ، وأهالي المدينه كلهم سواء من له شهيد او مصاب أو حتى من لم يمت له احد .. الكل في الشارع غاضب من هذا الحكم ، فكيف لنا ان نحتمل أن من قتلوا اخوتنا واولادنا يعودون لعملهم هكذا ببساطة دون عقاب ، وماذا تعني ال 10 الاف جنيه الكفاله ؟! نحن نشعر بالظلم الشديد ، اين حق شهدائنا ؟! وما الذي غيرته هذه الثوره ؟! الامن يتعامل مع المتظاهرين بعنف شديد لدرجة ان هناك المئات من المصابين في المستشفيات غير الذين استشهدوا ، ونحن لن نتراجع عن حق ابنائنا مهما حدث ولن نقبل هذا الحكم . اما محافظ السويس اللواء محمد هاشم فرفض التعليق مؤكدا أن احكام القضاء لا يستطيع التعليق عليها ، وقال إن المحافظه قامت بصرف مبلغ 5 آلاف جنيه لجميع مصابى الثورة بالسويس ، كما إنه قرر تشكيل لجنة لحصر شامل للمصابين والشهداء على أرض محافظة السويس . يذكر أن هذا القرار يأتى تعديلا لقرار سابق .. حيث كان المحدد التعويضات لمصابى الثورة هو مبلغ ألف جنيه فقط ! . عموماً .. الموقف حالياً هو أن قوات الجيش تحيط بالمعتصمين وتنتشر بكثافة في جميع إرجاء المدينة وحول مديرية الأمن وأقسام الشرطة في حين اختفي تماما رجال الشرطة عن المحافظة وسط مخاوف باندلاع أعمال عنف وشغب غير محدودة بها في حالة عدم صدور قرار اليوم من النائب العام يرضى أهالي شهداء الثورة والمعتصمين بميدان الأربعين ، كما إن عمليات حشد المتظاهرين من جانب القوى الشبابية وشباب 6 أبريل لا زالت تتواصل بالمحافظة، والأوضاع المتوترة تنذر بالتصعيد خاصة وأن منطقة الحشد هي ميدان الأربعين المزدحم .