نجح السلفيون فى الإسكندرية فى إقناع عدد من أهالى الشهداء ببيع دماء أبنائهم بأرخص ثمن بحجة أن الدية أمر مقبول وجائزة شرعاً فى الإسلام وأن قبول الصلح واجب وأن العفو أمر مستحب.. وقد استغلوا فقر أهالى الشهداء فى دغدغة مشاعرهم وبالفعل قبل بعضهم الثمن الرخيص وتنازلوا عن القضايا التى رفعوها على حبيب العادلى ومبارك وعدد من قيادات الشرطة بالإسكندرية ..وحتى الآن بلغ عدد الشهداء الذين تم التنازل عن دماءهم 6 شهداء ننشرهم بالإسم فى هذه السطور.. وحول تفاصيل هذه الواقعة يقول فتحى إبراهيم عبد الجواد والد الشهيد حسام بالإسكندرية: الذين قبلوا الصفقة هم ناس بسطاء تعرضوا لاستمالات ودغدغة فى المشاعر وتخويف من جهات عديدة كان أبرزها وأخطرها هم السلفيون وهم كانوا الوسيط بين الأمن وبين أهالى الشهداء وكان على رأس هؤلاء السلفيين الشيخ ياسر برهامى حيث قام بجمعهم فى لقاء ، وأنا شخصياً تلقيت الدعوة ولكن لم أقبل أن أتنازل ، المهم أنه قال لهم إنه جائز شرعاً أن يقبلوا بمبدأ الدية فى مقابل 400 ألف جنيه لكل شهيد ويكون المقابل التنازل والتصالح ..وطبعا هو لعب على وتر الفقر وقال لهم أن هذا هو حكم الشرع وبالفعل حدثت المساومة ، ولكن المبلغ المدفوع لم يكن 400 ألف وإنما كان 100 ألف جنيه فقط على أن يتسلم والد كل شهيد 50 ألف قبل التنازل و50 ألف بعد إنهاء القضية وأن يكتب بذلك اعترافا رسميا فى قسم الشرطة ، وكان من هؤلاء الذين قبلوا التنازل كل من والد الشهيد ممدوح ووالد الشهيد أحمد سالم ووالد الشهيد السيد السقا وأم الشهيد أيمن عادل والشهيد إبراهيم درويش وقد توسط فى الصفقة واحد اسمه الشيخ خالد ومحامى يدعى محمد نصر بجانب الشيخ برهامى أما الذين أصروا على رفض قبول فتوى السلفيين ببيع دماء الشهداء ..فقد تلقوا اتصالات مكثفة من أجهزة الأمن للتنازل فى إطار نوع من أنواع المساومة لدرجة أن خالد شلبى مدير مباحث الإسكندرية اتصل ببعض أهالى الشهداء وأخبرهم بأن المبلغ سيصل إلى 150 ألف جنيه فرفض وكان من ضمن هؤلاء والد الشهيد أحمد عبد اللطيف من منطقة أبو سليمان بالإسكندرية ..ومن حين لآخر تقوم بعض القيادات الأمنية بمحاولات لشراء سكوت أهالى الشهداء فى مقابل وظيفة أو شقة أو فلوس وهناك من قبلوا بذلك أما من يرفضون هذا المبدأ وأنا منهم فنحن نتمسك بمبدأ وحق ودم وثأر ، وإذا أنا بعت دم ابنى أكون بذلك تاجرت فى دماء شهداء الثورة وأنا لا أقبل ذلك حتى لا أعطى الفرصة للشرطة مرة أخرى فى أن تقوم بضرب المتظاهرين .. أيضا كانت هناك حفلة فى نادى الطيران وكانت مخصصة لأهالى الشهداء ولكن الحقيقة أنها كانت مخصصة لإقناعهم على التنازل وهناك من تنازلوا بالفعل . ويواصل فتحى إبراهيم حديثه مؤكداً أن المساومة امتدت لتشمل الجرحى والمصابين حيث قال أن بعض أهالى الجرحى قبلوا التعويض فى مقابل التنازل والصمت لأنهم الشهود الحقيقيون على عمليات القتل حيث كانوا قريبين من الصدام الذى حدث بين الشرطة والمتظاهرين. ولا تزال الصفقة مستمرة لاستدراج أهالى الشهداء للتنازل ومن وقت لآخر يقبل بعضهم بالفعل بحجة أن الحى أبقى من الميت وأن حق أبناءهم ضائع وبالتالى لا مانع من قبول أى تعويض .