تجددت فى ميدان التحرير الاشتباكات بين المعتصمين منذ يوم الثلاثاء الماضي وباعة الشاى والكشرى والأعلام الجائلين مدعومين بأعداد من البلطجية .. مما أسفر عن مصرع شخص ونحو 350 مصاباً بعضهم فى حالة خطيرة ، وكل ذلك وسط غياب كامل من الشرطة والجيش. وأوضح شهود عيان من المعتصمين في الميدان أن الاشتباكات بدأت فى الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم نتيجة قيام باعة الشاى وعلب الكشرى الجائلين بافتراش ساحة الاعتصام فى قلب ميدان التحرير والتحرش بالمعتصمين وقيامهم ببيع البانجو وألأقراص المخدرة .. مما اضطر المعتصمين لترك الحديقة المستديرة فى الميدان ونصب خيامهم أمام مجمع التحرير. وأضاف شاهد عيان أن الباعة الجائلين قاموا بملاحقة الشباب المعتصم أمام المجمع وعادوا لمضايقتهم إلى أن تشابك الطرفان أمام المجمع , فما كان من باعة الشاى إلا أن قاموا بإحضار أعداد من البلطجية من المناطق المجاورة وانهالوا على المعتصمين بالضرب بالأسلحة البيضاء وأنابيب البوتاجاز والشوم والزجاجات الفارغة. وأوضحت شابة من أمام المستشفى الميدانى الواقع بشارع ريحان أمام الجامعة الأمريكية أن أعداداً كبيرة من المصابين تكدست على الأرض ، فيما تنوعت الإصابات بين حروق وكسور وإصابات فى الرأس والأطراف بالأسلحة البيضاء , كما كان من بين المصابين فتيات ونساء وشباب ، وأضافت أنه رغم وجود سيارتي إسعاف فى شارع ريحان المجاور للجامعة الأمريكية إلا أن المصابين رفضوا الذهاب بها إلى المستشفيات المحيطة لتلقى الإسعافات خوفا من إلقاء القبض عليهم. وتزايدت أعداد القادمين للميدان إثر انتشار خبر الاشتباكات فيما تتكرر المناوشات بين الجانبين من وقت لآخر مما يهدد بتصاعد الأوضاع فى أية لحظة ، خاصة فى ظل الغياب الأمنى الكامل بميدان التحرير , وذلك فى الوقت الذى واصل المعتصمون فيه مهمة تسيير المرور بلا توقف. وعبرت ياسمين غنيمي - شابة جامعية وإحدى المتطوعات بالمستشفى الميداني عن استيائها من الإهمال الذى واجهته عند نقل إحدى زميلاتها المصابة بإصابات خطيرة إلى مستشفى المنيرة ، حيث أكدت أن الأطباء المناوبين بالمستشفى لم يقدموا أى عناية للحالة وقاموا بمتابعة مباريات اليوم فى الدورى ! . وقد توافد عدد كبير من المتظاهرين إلى ميدان التحرير، بينما قام بعض أصحاب المحال التجارية بميدان التحرير بغلق محالهم خوفاً من التعدى عليها، وذلك فى الوقت الذى نشرت فيه صفحة " ثورة الغضب المصرية الثانية " على الفيس بوك خبراً عن فض الاعتصام بعد ما شهده ميدان التحرير مساء اليوم من اشتباكات ، وقالت الصفحة، إن فض الاعتصام لا يعنى إنهاء كلياً للاعتصام إنما تعليقاً فقط، حتى يوم 8 يوليو، لتوفير الحشود الكافية لصد الأعمال التى وصفتها ب"المشينة" فى قمع المتظاهرين .