كانت ليلة مباركة تعانقت فيها ذكرى ميلاد السيدة زينب مع ذكرى الإسراء والمعراج وسط عالم خاص يتسم بروحانية مميزة يشعر بها زوار " المشيرة العظيمة ستنا زينب رئيسة الديوان " فى مسجدها العامر بالخير دائماً فى ذكرى مولدها الذى يحظى بمكانة خاصة فى قلوب المصريين . تصوير: محمد لطفى
وقد احتفل المسجد كعادته فى مثل تلك المناسبات بتلاوة آيات من القرآن الكريم وابتهالات وأشعار فى فضل آل البيت رضوان الله عليهم أجمعين ، وكان قارىء الليلة هو الشيخ ياسر عبد الباسط عبد الصمد والذى يتميز بحلاوة صوته الذى تقترب نبراته من صوت والده إمام المقرئين الشيخ عبد الباسط.. أما مقام رئيسة الديوان فقد تزين بالأنوار وقطع الأقمشة البيضاء المزركشة وتشكيلات رائعة من الزينة لتبدو أمام الناظرين فى أجمل صورة .. إنها السيدة زينب بنت على ابن أبى طالب عقيلة بنى هاشم وابنة السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم.. حيث يحظى مقامها بمكانة خاصة فى قلوب المصريين ولهذا فهى فى ذكرى مولدها تجمع العاشقين والمغرمين والمحبين لزيارة مقامها الطاهر.. إنه المقام الذى بدا ليلة أمس ساطعاً منيراً ومزيناً بألوان خضراء تبشر بالخير للقادمين إليها وتزف البشرى للمريدين من أهل الصوفية .. وقد تداخلت احتفالات الصوفية أمس مع ال"دى جى" الذى أقامه بعض الشباب للتعبير عن احتفالهم بالمولد بطريقتهم الخاصة بعيداً عن أشعار الطرق الصوفية التى قد لا تبدو مفهومة للكثيرين ، وامتدت ساحة المولد لتغلق جميع المنافذ والشوارع المؤدية لميدان السيدة ووسط حالة من غياب الشرطة فقد حدثت بعض المشاحنات والخناقات البسيطة الناتجة عن الازدحام بينما آثرت الشرطة الابتعاد تماماً عن مكان المولد وبقيت بعيدة خارج ساحته تماماً. ومن جانب آخر فقد سيطرت روح ثورة يناير على المشهد الزينبى وكان من مظاهر ذلك صور الشهداء التى انتشرت فى جميع أنحاء الميدان والتى حلت محل أعضاء الحزب الوطنى المنحل ورموز النظام المخلوع والتى كانت تتسابق فى ذكرى المولد فى الماضى لكى تعلن عن نفسها وكان على رأسهم الدكتور أحمد فتحى سرور، ومن ناحية أخرى فقد قام حزب "المصريين الأحرار" بالإعلان عن نفسه بتعليق لافتة فوق المراجيح حتى يراها أكبر عدد ممكن من زوار السيدة ومن المعروف أن هذا الحزب يعبر عن الصوفيين وتتزعمه الطريقة العزمية التى يترأسها الشيخ علاء أبو العزايم وقد دعت الطريقة عشاق أم "العواجز" للإنضمام للحزب الذى يستغل روحانيات السيدة فى دعايته الحزبية. ومن ناحية أخرى برعت طريقة السيد أحمد الرفاعى فى التعبير عن العشق الصوفى لرئيسة الديوان وقد رقص اتباع الطريقة على أنشودة "يا أم الكرم" والذى تقول بعض كلماتها " يا أم الكرم والرضا يا أم الحنان يا أمى .. يا مجرحة المغرمين يا مجمعة العاشقين يا أمى" وقد حرص خدام آل البيت على إقامة مجالس الحضرة والأذكار والابتهالات فى جميع أطراف المسجد.. ومن الأشعار التى رددها المريدون: مرحا بطلعة زينب الغرائي بنت الهدى و حفيدة النقباء مرحا لمن للطهر فاطمة بها عينُ تقر بعزمة و نضاء مرحا بمن في كربلاء مقامها أمسى يضاهي جملة الشهداء مرحا بمن قد زلزلت بخطابها بعد الحسين أسِرت الطلقاء مرحا و قلَ بأن أقول بنورها مرحا و تلك عقيلة العظماء ومن الأدعية التى رددها اهل الذكر فى تلك الليلة: - اللهم ارحمنا يوم بيض وجوه وتسود وجوه. - اللهم ارحمنا يوم لا ينفع مال ولا بنون. - اللهم ارحمنا يوم يقوم الأشهاد. - اللهم ارحمنا يوم البطشة الكبرى. - اللهم ارحمنا يوم الفصل يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئاً. - اللهم ارحمنا إذا جاءت سكرة الموت يوم الوعيد. - اللهم ارحمنا يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد. - اللهم ارحمنا يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً اللهم ارحمنا إذا وقعت الواقعة – إذا رجت الأرض رجاً – إذا بست الجبال بساً- إذا بلغت الحلقوم - اللهم ارحمنا إذا نقر فى الناقور. - اللهم ارحمنا إذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر. - اللهم ارحمنا يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه.