نسمع دائما مصطلح رائد أعمال.. ولكن هناك من لا يعرف معناه.. وهناك الكثير من الشباب الذين يرغبون في أن يصبحوا رواد أعمال بدون أن يعلموا طريقة الوصول إلى ذلك.. ولذلك نحاول في سلسلة موضوعات تعريف الشباب بكيفية الحصول على هذا اللقب والبدء في مشروعاتهم.. وسيكون معنا نماذج من الشباب الذين خرجوا من الصندوق بأفكارهم وأصبحوا رواد أعمال.. يعرف رائد الأعمال بأنه مالك أو مدير مشروع يدرّ المال عن طريق الخوض بالمخاطرة والابتكار، ومقدرة رواد الأعمال على الابتكار مرتبطة بسمات فطرية فيهم مثل كونهم اجتماعيين ومنفتحين على الآخرين وكذلك ميلهم لتحمل المخاطر، واعتماداً على الدراسة التي قام بها الباحث شومبيتر عام 1994, فان القدرة على الابتكار, وتقديم تكنولوجيا جديدة وزيادة الكفاءة والإنتاجية وإنشاء منتجات أو خدمات جديدة جميعها خصائص يتسم بها رواد الأعمال ووضعت مجلة" فوربس" العديد من النصائح التي ينبغي أن يتبعها كل من يريد أن يصبح رائد أعمال، فذكرت أنه بغض النظر عن طبيعة مهنتك، ينبغي عليك أن تكتسب مهارات ريادة الأعمال لتحقيق النجاح والتقدم الذي ترنو إليه طوال العام، ونظرا للسرعة الهائلة التي يسير بها الاقتصاد العالمي وعدد الوظائف- بل والصناعات- التي تنعدم الحاجة إليها يوميا، فلا مفر لديك من أن تتحلى بهذه المهارات عليك في البداية أن تحدد رغبتك، أي أن تعرف ما تريد فعله حقا، ثم تخطو خطوة صغيرة باتجاه العثور على شيء يسمح لك بالاستفادة من تلك الرغبة وتوظيفها لصالحك، وبالتالي أن تباشر في التعلم من تلك الخطوة الصغيرة ثم تبني عليها ثم تنتقل إلى اتخاذ خطوة جديدة وتتعلم منها وهكذا دواليك. ونطلق على هذا النموذج مصطلح (الفعل ثم التعلم ثم البناء ثم التكرار). وذكر متخصصون للمجلة قائلين: لقد قمنا بتعليم هذا المنهج في دورتنا التي حملت اسم (ابدأ أولا)، وقد أخذ توم ماكدونو، أحد المشاركين في الدورة، أفكارنا ثم قام بتطويرها، يقول توم إن من الممكن استخدام هذا المنهج في تكوين عقلية شبيهة بنمط تفكير رواد الأعمال في 12 أسبوعا، وهو الآن بصدد إنشاء دورته الخاصة كي يري الناس كيف يقومون بذلك. يؤكد توم قائلا: "إن تنمية عقلية ريادية مهم جدا كي ينجح المرء في إدارة مسيرته المهنية، لاسيما في عصرنا الحاضر الذي يتميز بتقلبات السوق السريعة وما تحدثه من حالات عدم الاستقرار. مع ذلك، فإن العديد من الأشخاص غير مهيأين ليكونوا رواد أعمال قادرين على تأسيس أعمالهم الخاصة، لذا فإن الطريقة الوحيدة لخلق نمط تفكير ريادي تتلخص باستخدام أسلوب الفعل ثم التعلم ثم البناء ثم التكرار". وإليكم ما استنتجناه من حديث توم: 1. يمكن لأي شخص أن يكون خبيرا في مجال معين 2. بمقدور العديد منا أن يبتدع أمورا أو أن يبتكر أفكارا تفضي إلى تقديم خدمة بسيطة مربحة وهكذا فإن السؤال الذي يبرز هنا هو ما إذا كانت هذه الخدمة أو الخبرة قيمة بما يكفي لأن يكون بعض الأشخاص على استعداد لدفع المال من أجل الحصول عليها، إذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكنك البدء وكيف تجد هؤلاء الأشخاص؟ وكيف تعرض هذه الخبرة بثمن يكون أعلى من التكلفة المترتبة عليك؟ على سبيل المثال، باستطاعتك أن تعرض تقديم دورة تدريبية على إحدى المواقع الالكترونية المعدة لهذا الغرض، أو أن تؤلف كتيبا موجزا وتسعى لنشره ذاتيا على موقع أمازون وربما يحالفك الحظ وتستطيع بيعه على موقع (إي باي- eBay). ثم ليس شرطا أن يكون هذا المنتج من صنعك أنت، فقد ترغب في بيع بعض الأدوات أو المعدات القديمة لديك بوساطة إحدى هذه المواقع الإلكترونية. بالنسبة إلى توم، فإن احتمالية أن تكبر هذه الفكرة لاحقا ليست بالأمر الهام، وإنما الشيء الأكثر أهمية هو أن يباشر المرء في تنفيذ فكرته وأن يثبت لنفسه بأنه يستطيع النجاح وأن يتأكد من شعوره حيال بدء مشروع ما وإدارته بحيث تروق له المسألة إجمالا. ما السبيل إلى إتقان هذه العملية إذاً؟ إن الأمر ليس بالصعوبة التي تعتقدها. وللإبقاء على الحماس، يقترح توم أن تنفذ مشروعك بالتعاون مع مجموعة أصدقاء يلتزم كل واحد منهم بدعم الآخر فعلى كل شخص أن يحدد أجرا مقبولا له بالساعة، ويلتزم بابتكار عمل معين يقدم النتائج التالية بعد 12 أسبوعا، ولا يحتاج سوى لبضع ساعات من الجهد، ويخلق أرباحا تكافئ أو تفوق الأجر المقبول في الساعة، ويمكن تصفيته بسهولة ودون تكبد خسائر فادحة ويقول توم إن بإمكانك البدء أولا بالسؤال عما بوسعك إنجازه بحيث يضمن لك بعد 12 أسبوعا أن تحقق ربحا بسيطا يكفي لأن يجعلك تؤمن بقدراتك وتزيد من ثقتك بذاتك. وفي نهاية هذه المدة، ستثبت أن بمقدورك تأسيس شركة وإدارتها وبيع منتج معين. وقد لا ترغب لاحقا في مواصلة المشروع، ولكن على أقل تقدير، ستكون قد عرفت أنك أهل للتصرف بكفاءة وإحراز نتائج إيجابية.