كثرة الأخبار السلبية تخلق انطباعا سيئا بأن مصر ليست آمنة وأهلها متعصبون المواقع الأمريكية والإنجليزية أكثر تطرفا.. والإسرائيلية تميل للحياد فى تناول توابع الثورة! ليست هناك مؤامرة إعلامية ضد مصر لكن الواقع السلبى يخلق رأيا عاما عالميا سيئا مطلوب تحسين صورة مصر من خلال شركة علاقات عامة وطنية صورة مصر كما تعكسها المواقع الإخبارية الأجنبية كانت موضوعا لرسالة ماجستير هامة أعدتها الباحثة ملك إسماعيل بآداب عين شمس، حيث تصدت الدراسة لرصد ما تناولته مواقع "النيلين السوداني، وها آرتس الإسرائيلي، وسوريا تو داي السوري، وإيتار تاس الروسي، وبيبول الصيني، ونيويورك تايمز الأمريكي، والجارديان البريطاني، خلال الفترة الانتقالية التى تلت الثورة وحتى فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.. حيث شهدت هذه الفترة الكثير من الأحداث والأزمات التى خلقت –بلاشك- انطباعا ما عن مصر، من هنا قامت الباحثة من خلال هذه الرسالة بالإجابة عن عدد كبير من الأسئلة أبرزها: كيف رأى العالم مصر خلال هذه الفترة؟ وما هى الأحداث التى ساهمت فى رسم صورة سلبية عنا بعد ثورة يناير؟ وهل كانت هناك مؤامرة إعلامية تدار فى كواليس الأخبار؟ من كان معنا ومن كان يقف ضدنا باستمرار وهل عبرت هذه المواقع عن الأحداث بحيادية ومصداقية؟ .. طرحنا هذه التساؤلات على الباحثة لنعرف منها المزيد فكان هذا الحوار: لماذا اخترتِ هذا الموضوع تحديدا كموضوع لرسالة الماجستير، وما هي أهميته، أو الفائدة منه؟ اخترت دراسة وتحليل المواقع العالمية لرصد الصورة التي تقوم بها بتقديم مصر لسببين، الأول أني عندما قمت بمسح التراث العلمي بالمكتبات وجدت قلة في الدراسات التي تناولت صورة مصر عالميا، السبب الثاني أنني كنت أعمل بأحد مكاتب معلومات حقوق الانسان، وكان هناك مشروع بتمويل ألماني يسعى لرصد وسائل الإعلام المصرية بكافة أنواعها في فترة حكم المجلس العسكري، مما ولد لدى غيرة في أن أقوم بنفسي بدراسة ما تقوم الدول الاجنبية بنشره عن مصر، وتقديم نتائج من شأنها إفادة بعض المسئولين. في المجمل وبشكل عام، كيف وجدت تعامل الصحافة الإلكترونية ووسائل الإعلام الأجنبية مع مصر، هل كانت موجهة سواء سلبا أو إيجابا، أم أنها جاءت محايدة؟ اختلفت النتائج العامة التي رصدتها من موقع إخباري لآخر، ولكن السمة الغالبة على التغطية هى المحايدة في نقل الأخبار ومعالجة القضايا والمشكلات المصرية في المواقع العالمية، وعلى الرغم من ذلك إلا أن النظرة العامة للأخبار عن مصر كانت سلبية تعبر عن الواقع المصري في فترتي التحليل، فكان هناك انقسام واضطراب سياسي وغياب الأمن وكثرة الحوادث والتعصب الرياضي والتطرف الديني والتراجع الاقتصادي وإساءة معاملة المرأة وغيرها. من خلال بحثك ورسالتك هل لمستِ وجود مؤامرة من قبل وسائل إعلامية، تحاول بث روح الكراهية ضد مصر وتشويهها وزعزعة استقرارها؟ لا لم ألمس وجود مؤامرة، وعلى سبيل المثال في موقع إيتار تاس الروسي على الرغم من رصده للحوادث التي وقعت في مصر كحادث انفجار البالون السياحي وحادثة استاد بورسعيد وغيرها إلا أنه كان يشجع الروس على زيارة مصر مؤكدا قوة التأمين في المناطق السياحية. كذلك موقع هارتز الإسرائيلي اتسمت أخباره بالحياد في فترتي التحليل (المجلس العسكري، حكم الإخوان)، ولكن إفساح العديد من المواقع لمساحات كبيرة من تناول القضية يخلق انطباعا سيئا لدى رواده عن موضوع القضية وبلدها، فتكرار تناول قضية استاد بورسعيد عشرات المرات بنفس الموقع وعلى مدى زمنى واسع يولد لدى متصفح الموقع انطباعا ما بأن مصر ليست آمنة وأهلها متعصبون. ولكن هل تأثرت صورة مصر في الخارج بسبب التناول الإعلامي الخاطئ لبعض القضايا؟ لم يكن هناك تناول إعلامي خاطئ للقضايا المصرية، ولكن لابد أن نعي أن العالم يرصد ما يحدث في مصر بدقة متناهية، وهذا يؤثر على علاقاتنا بالدول ويغير مواقفها تجاهنا، فمثلا قضية "كشف العذرية" ولدت انطباعا سيئا لدى الغرب عن الإدارة المصرية في ذلك الوقت، كذلك التصريحات التي انتشرت على لسان محمد مرسي بأن اليهود أحفاد القردة والخنازير وعدم جواز تهنئة المسيحيين في أعيادهم وغيرها أيضا خلقت صورة سلبية. التناول للقضايا لم يكون خاطئا بقدر ما كانت بعض القرارات التي صدرت عن الإدارة المصرية هى المسيئة لصورة مصر. هل قمتِ بتصنيف الدول التي كانت مواقعها محايدة أو منحازة أو معادية لمصر؟ بالفعل صنفتها حيث نجد ارتفاع نسبة الصورة الإيجابية داخل التغطية السودانية الإخبارية لمصر إلى 35.9 %، تلتها الصورة السلبية 34.4 %، ثم 29.7 % نسبة صورة مصر المحايدة والمتوازنة، وجاءت صورة مصر المحايدة والمتوازنة بالتغطية الإسرائيلية الإخبارية لمصر بنسبة 42.7 %، ثم الصورة السلبية 40.6 %، ثم كانت نسبة الصورة الإيجابية 16.7 % ، واتسمت التغطية السورية الإخبارية لمصر بالاعتدال فى عرض صورة حيادية ومتوازنة لمصر بنسبة 44.2 %، تلتها الصورة الإيجابية 36.2 %، ثم الصورة السلبية 19.6 % أيضا ارتفعت نسبة الصورة الإيجابية بالتغطية الروسية الإخبارية لمصر إلى 44.8 %، تلتها الصورة السلبية 34.5 %، ثم الصورة المحايدة والمتوازنة 20.7 % - جاءت التغطية الصينية الإخبارية لمصر معتدلة فى عرض صورة بحيادية وتوازن لمصر بنسبة 48.8 %، تلتها الصورة الإيجابية 29.3 %، ثم الصورة السلبية 22 % - غلبت الصورة السلبية لمصر على التغطية الأمريكية الإخبارية لمصر بنسبة 48.7 %، تلتها الصورة المحايدة والمتوازنة 32.6 %، وكانت الصورة الإيجابية 18.7 % - كذلك طغت الصورة السلبية لمصر على تغطية موقع إنجلترا الإخبارية لمصر بنسبة 44.8 %، تلتها الصورة المحايدة والمتوازنة 42.1 %، ثم الصورة الإيجابية 13.1 %. هل هناك دور حقيقي وفعلي للصحافة الإلكترونية في توجيه الرأي العام العالمي، وهل تأثرت مصر بالسلب بذلك؟ بالفعل تقوم المواقع الإخبارية بدور هام جدا في التأثير على الرأي العام العالمي، فهى تتسم بالسرعة في رصد الأحداث والقضايا دون الانتظار لحين صدور النسخة الورقية، كما أنها تضم عناصر غير متوافرة في الصحافة الورقية من مقاطع الفيديو ومقاطع الصوت والروابط الالكترونية مرتبطة الصلة بنفس الموضوع، أما من جانب الجمهور فكلنا نرى الازدياد المطرد والملحوظ في اعتماد الافراد على الهواتف المحمولة فى متابعة ما يجرى من أحداث، ومن ثم فإن تأثيرها بالتأكيد قائم لكن هذا يحتاج دراسات أخرى. كم عدد المواقع التي اخترتِها كعينة للبحث؟ قمتُ بعمل تحليل مضمون لعدد (7) مواقع إخبارية أجنبية هي: موقع النيلين السوداني، موقع ها آرتس الإسرائيلي، موقع سوريا توداي السوري، موقع إيتار تاس الروسي، موقع بيبول الصيني، موقع نيويورك تايمز الأمريكي، موقع الجارديان البريطاني، ويلاحظ فى الاختيار مراعاة التنوع والتعدد بحيث تعكس مختلف الأجندات العالمية. كيف يمكن لدراستك أن تكون مفيدة للقائمين علي تحسين صورة مصر في الخارج؟ دراستي تمكن القائم على تحسين صورة مصر من معرفة تفاصيل كثيرة فمثلا الموقف السوري أو الفلسطيني غالبا جيد مع مصر، والموقف الصينى والإسرائيلى محايد أما الموقف الأمريكى والإنجليزى فدائما يميل للسلبية، ولهذا توصى هذه الدراسة بإنشاء شركة علاقات عامة وطنية وتعيين كفاءات مصرية تعمل بصدق لصالح هذا البلد دون الاستعانة بشركات أجنبية قد تتلون لأسباب سياسية أو مادية وتسيء لمصر بحيث تقوم بالدعاية لما يحدث فى مصر من إنجازات. بعيدا عن موضوع الدراسة.. هل هناك علاقة بين موضوع الرسالة وطبيعة عملك ومجال دراستك؟ أكيد هناك علاقة بشكل أو بآخر لكن بصفة عامة أنا حاصلة على ليسانس الآداب بجامعة عين شمس عام 2007 بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، وحصلت على الجائزة الثانية مناصفة لمشروع تخرجي من الجامعة كان اسمه (طعنة في قلب البراءة) بالتعاون مع عدة طالبات بدفعتي, كان يتناول قضايا ومشكلات الأطفال المشردين ومجهولى النسب في مصر, كما حصل نفس المشروع على جائزة تقديرية من المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في 2008. وعملت بعدة صحف وحصلت على جائزة أفضل حوار متخصص لعام 2014 بالمسابقة التي أعدتها شعبة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برئاسة لمياء عبد الحميد في نقابة الصحفيين بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برئاسة عاطف حلمي.. وفى مجال عملى فأنا أعمل فى مجال العلاقات العامة وتنسيق وتنظيم المؤتمرات الصحفية، وأهتم بمتابعة المواقع العالمية.