دراسة الشريعة الإسلامية وحسن السير والسلوك وتوقيع 10 أهالى أهم شروط العمل ليس فرضا أن أضع يدى فى يد وكيل العريس أو العروس لإتمام صحة العقد لوائح المهنة لا تشترط أن يكون المأذون "ذكرا" كل يوم تثبت البنت المصرية أنها تستطيع أن تتخطى الحواجز وتعبر الحدود وتؤكد للمشككين في قدرتها أنها قادرة على مزاحمة الرجل في كل المجالات مهما تكن صعبة أو حكرا على الرجال لسنوات طويلة بحكم العادات والتقاليد أو بالنظر لطبيعة المهنة نفسها.. وفاء قطب، فتاة مصرية، في العشرينات من عمرها، حصلت على لقب أصغر مأذونة في مصر بعد طول انتظار ومعاناة ست سنوات، لتكسر قاعدة احتكار الرجل لهذه المهنة، وهكذا لم يصبح المأذون مجرد "عمة ودفتر".. "الشباب" التقتها فى حوار خاص عن مشوارها للحصول على هذا اللقب، وإليكم التفاصيل: كيف بدأت قصتك مع هذه المهنة؟ وأنا في الثانوية العامة لم يخطر ببالي على الإطلاق أننى سأدرس بكلية الحقوق لأن طموحي كان دخول كلية الهندسة، ولكنى لم أوفق في الحصول على المجموع المطلوب، والتحقت بكلية الحقوق، جامعة الزقازيق، وكنت مستمتعة جدا بدراسة هذا المجال وأتعجب جدا من عدم كون هذه الكلية من كليات القمة خاصة وأن الدراسة فيها ممتعة ومشوقة للغاية، وبعد حصولى على الليسانس أكملت دراستى العليا وحصلت على ماجستير القانون العام عام 2008، في هذا التوقيت سمعت عن تعيين أستاذة أمل سليمان كأول مأذونة في مصر فأعجبتنى جدا الفكرة وعندما قرأت لوائح المهنة لم أجد أن هناك شرطا ينص على أن يكون المتقدم للعمل بالمهنة "ذكر" ففكرت أن أكون مأذونة وأتقدم لهذه المهنة ووجدت قبولا وتشجيعا كبيرا من عائلتي. كيف تقدمتِ لوظيفة المأذون؟ في 2009 وبعد وفاة الشيخ إبراهيم المصري مأذون قسم غرب حي أول بالإسماعيلية أصبحت المأذونية خالية في هذه المنطقة فتقدمت مع 32 شخصا وبعد ست سنوات من التقدم لهذه المهنة صدر قرار من محكمة الإسماعيلية بتعييني مأذونة، وتم التصديق عليه من وزير العدل واستلمت دفاتري من المحكمة، وبالفعل تقدمت باستقالتي من وظيفتي كمعاون قضائي بمحكمة الإسماعيلية الابتدائية، والتي عملت بها لثلاث سنوات، من أجل التفرغ لأعباء هذه المهنة. وكيف استقبلتِ خبر تعيينك مأذونة بعد هذه السنوات؟ كانت سعادتى لا توصف خاصة وأننى تمنيت أن أفتح هذا المجال لبنات جيلي في خط القناة و سيناء وتمنيت أن أغير الشكل النمطى للمأذون "أبو عمة و دفتر" وسعدت جدا لأننى نجحت في الحصول على الوظيفة بعد المنافسة مع 30 رجلا. وماذا عن الشروط الواجب توافرها في المتقدم لهذه الوظيفة؟ الشروط التي يجب توافرها في المتقدم لوظيفة المأذون تتمثل فى ألا يقل السن عن 21 عاما، وأن تكون مادة الشريعة الإسلامية من المواد الأساسية في دراسته ومؤهله الدراسي وشهادة الجنسية المصرية وشهادة لحسن السير والسلوك ومحضر ترشيح من أهالي المنطقة التي أرغب في العمل بهذه المهنة فيها حيث إنهم يرشحونى لأكون المأذونة الخاصة بمنطقتهم وكان المطلوب توقيع 10 من الأهالي و لكنى استطعت أن أجمع 30 توقيعا. هل تعتقدين أن هذه المهنة ذات طابع ديني؟ على الإطلاق أنا أراها مهنة توثيق إلا أننا بالعرف والتقاليد ألبسنا المأذون عباءة الدين رغم أنه موظف كغيره ولو كانت هذه المهنة ذات طابع دينى لكانت تابعة لوزارة الأوقاف أو الأزهر الشريف وليس وزارة العدل. ما هى عن أبرز الانتقادات السلبية التى واجهتها مع بدء عملك كمأذونة؟ أغلب الناس أخذوا فكرة عمل المأذون من أفلام السينما وكانت أبرز الانتقادات تتمثل فى "كيف ستكتبين الكتاب فى المسجد وكيف ستضعين يدك على يد أطراف العقد" وبالطبع حاولت أن أفهمهم أن هذا الأمر ليس له علاقة بصحة العقد بين الطرفين وكان البعض يستجيب والبعض الآخر لا يريد أن يستوعب. وماذا عن تشجيع المرحبين بهذه التجربة ؟ لا أنكر أن أقارب العروسين ينتابهم حالة من التعجب ولكن بعد إتمام مراسم العقد بشكل صحيح أجد منهم تشجيعا وترحيبا كبيرا جدا ويتعاملون مع الموقف بشكل طبيعى وعادة. حدثينا عن أحلامك وطموحاتك في هذا المجال؟ أتمنى تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن المأذون وهي أنه شيخ يقدم الفتوى للسائلين، فأنا أرفض ذلك تمامًا، وأرى أن دار الإفتاء المصرية هي المؤسسة الوحيدة المنوط بها تقديم الفتوى، فالمأذون يجب أن يكون ملمًا بأحكام الزواج والطلاق التي تؤهله لأن يعقد العقود ويوثقها بطريقة صحيحة، فقد قمت بدراسة الشريعة الإسلامية لمدة أربع سنوات، والمأذون لا ينبغي أن يفتي لأن فتوى واحدة غامضة قد تطيح بمستقبل أسرة بأكلمها، إلا أن للمأذون دورا هاما في محاولة الصلح بين الطرفين في حال الطلاق ولكن إذا باءت تلك المحاولات بالفشل فيجب أن تتم الإجراءات القانونية. كيف كان موقف أسرتك من هذه الوظيفة؟ وجدت تشجيعا كبيرا من أهلي، ووالدتى -رحمها الله- هي من شجعتني وساندتني منذ البداية عندما تقدمت بأوراقي لمحكمة الأسرة، وكذلك أخي الذي دأب على مساندتي والوقوف بجانبي بقوة وهو ما زادني إصرارا واقتناعا بأن لي حقا ينبغي الحصول عليه.