خبر قد يبدو الأكثر إستفزازا للمصريين خلال الفترة الأخيرة تناولته المواقع الإخبارية، "الحاخام الإسرائيلي عوفاديا يوسف يطلب من الأزهر إصدار فتوى للعفو عن الارئيس السابق مبارك". تفاصيل الخبر تقول إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو طالب الحاخام اليهودي الأكبر عوفاديا يوسف ببدء حملة دينية وإنسانية للمناداة بإطلاق سراح الرئيس السابق حسني مبارك، وأخذ رأي فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كفتوي يبدأ من خلالها الحملة المؤيدة للعفو عن مبارك، هذا الكلام قد يبرر التصريحات التي خرج بها شيخ الأزهر قبل يومين عندما قال دون مبرر إن مبارك ليس فوق القانون، وفي اليوم التالي أكد فضيلة الإمام الأكبر أنه يرفض وبشدة استقبال أي طرف إسرائيلي أو يقر له بالحق في إصدار فتوى تخص الشأن الداخلي، فمصر لها قضاء نثق في شرفه ونزاهته واستقلاله التام المطلق، وليس لنا أي تدخل في أي من القضايا المنظورة أمام القضاء، وأكد أنه لم يتلق أي مكاتبات في هذا الأمر،. كان من الطبيعي أن نسمع في الأيام الماضية عن مطالب سعودية بالعفو عن مبارك وعدم محاكمته، أو وجود خلافات بين مصر والإمارات لرفض مصر طلبها بالعفو عن مبارك، قد يكون لعلاقات صداقة أو غيرها، لكن غير الطبيعي وغير المقبول أن يتقدم حاخام إسرائيلي بمثل هذا الطلب، لأنه فيه إستفزاز كبير لمشاعر المصريين، ويضع أمامه العديد من التساؤلات.. ولكن قبل أن تضع اي تساؤلات، أو حتى تتعجب من هذا الخبر، تعالوا نرجع بذاكرتنا قليلا إلى الخلف وتحديدا في مرض الرئيس السابق في عام 2010، فقد قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية في يوليو 2010 إن حاخام إسرائيل الأكبر عوفاديا يوسف برسالة تهنئة لمبارك ليهنئه بالشفاء وكان نصها "أكتب إلى فخامتكم ومقامكم السامي الرفيع، أكتب إلى السيد الرئيس محمد حسني مبارك، صاحب المقام العالي، رئيس دولة مصر أننا نصلى هنا فى إسرائيل إلى الخالق لكى يمنحك الشفاء الكامل والشفاء العاجل .. نحن نتمنى أن تدوم لقيادة شعبكم وجميع سكان مصر بكل فخر وبالشجاعة والقوة، فى سنوات طويلة من الحياة والسلام .. أتمنى يا سيادة الرئيس أن تستمر في قيادة شعبك بحكمتك المعهودة، وقوتك، ورباطة جأشك، ويمتد بك العمر، وتعيش سنوات موفورة بالصحة ويظللها الأمن والسلام، وتنجح في مسعاك، وتتحقق كل أمنياتك، وتسبح في نهر الحكمة والسعادة والخير والرضا .. مع خالص التقدير دمتم فى سعادة فخامة الرئيس" ليس هذا فقط بل إن معاريف قالت إن الحاخام اليهودي يحرص دائما على خطب ود الرئيس السابق مبارك، وسبق أن زار مبارك بنفسه، بصحبة وزير الداخلية الإسرائيلي، ورئيس حزب شاس الوزير إيلي يشاي، وكان رد الرئيس السابق على الرسالة بنفس الود فقد نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرا قالت فيه إن مبارك أكد أنه يتمتع بصحة جيدة في رسالة موجهة إلى الحاخام عوفاديا يوسف، وأن فترة نقاهته قد إنتهت. هذا فيما يخص علاقة الرئيس السابق مبارك بالحاخام اليهودي، لكن من هو عوفاديا يوسف هو من مواليد 23 سبتمبر عام 1920 في البصرة بالعراق، في عام 1924 انتقل عوفاديا يوسف مع عائلته من البصرة إلى القدس لتلقّى تعليمه الديني، في عام 1947 دعي يوسف إلى القاهرة من قبل الحاخام اهارون شويخا، للتدريس في المدرسة الدينية اليهودية ثم تولّى رئاسة (محكمة الحاخامية) بشارع عدلي في وسط القاهرة وبعد تعيينه بسنة عاد إلى إسرائيل، عين عوفاديا في محكمة الاستئناف اليهودية العليا في القدس، ثم أصبح كبير حاخامات السفارديم في تل أبيب في عام 1968، ثم تم انتخابه كبيراً لحاخامات السفارديم في إسرائيل في عام 1973 ، وهو الآن الزعيم الروحي لحزب شاس الإسرائيلي، ويحظي بالتبجيل، وأهم شخصية دينية في الجيل الحالي، وهو مصدر الفُتوى الدينية، كانت له العديد من المواقف المثيرة للجدل في السياسة الإسرائيلية، كما أنه يجيد اللغة العربية، وصُنّف الحاخام يوسف باعتباره واحد من أكثر الحاخامات تأثيرا في الرأي العام في إسرائيل.