كتبت:نورهان هانى-سارة محمد عبد المقصود "المترو" من أهم وسائل المواصلات التي يلجأ اليها معظم المواطنين للذهاب أينما شاءوا نظرا لبعده عن ازدحام الشوارع وإشارات المرور كما أن له مواعيد ثابتة بالاضافة إلى وجود عربات خاصة بالسيدات وأخرى خاصة بالرجال وطبعا أسرع وأرخص وسيلة للتنقل من مكان إلى مكان كل هذه الأسباب جعلت "المترو" أكثر الوسائل ازدحاما والإقبال عليه لا يقل بل في تزايد يومي وهذا ما جعل الباعة يستغلونه كأكبر مكان به تجمع ملحوظ للمواطنين لممارسة حركة البيع والشراء لكل ما يخطر ببال أي شخص(مناديل ، شرابات ، مكياج ، ايشربات ، شوكولا تة ، لبان ، عسلية ، توك للشعر وحتى مشابك الغسيل) فحوله الباعة الجائلون من وسيلة مواصلات إلى سوق، فبالرغم من ضيق لعربات إلا انها تتحول إلى ممر ولم يسلم أيضاً من المتسولين وهنا يجول بخاطرنا سؤال مهم، هل نتعاطف معهم بسبب قلة فرص العمل السبب الذي دفعهم للعمل كباعة جائلين داخل عربات المترو؟.. أم نعاقبهم لأن المترو وسيلة مواصلات وليست مكانا للبيع ؟!!! محمود 17 سنة بائع إيشاربات بمحطة الزهراء مترو حلوان، جاء من أسيوط ليعمل بالقاهرة وعندما يئس من إيجاد عمل ، لم يعد أمامه سوى خيار واحد وهو أن يعمل بائع بالمترو ، حيث قال - احنا بنتبهدل وبيذلونا هنا لما الأمن بيمسكنا بيدفعنا غرامة 105 جنيه واحنا مبنبقاش عملنا المبلغ ده ولو مش معانا بياخدونا على القسم وهناك بياخدوا بضاعتنا - ، واستكمل - كبيرنا فى محطة المعصرة وهو اللى بيسرحنا، عند سؤاله هل من الممكن مقابلته كان رده - تقابلى مين يا أبلة هو أصلا لو عارف انى بكلمك دلوقتى هيكدرنى ده محدش بيشوفه غيرنا -- وأكد كلامه صديقه ممدوح بائع الشوكولاتة بنفس المترو - غير اللى بنقعده فى القسم احنا ساعات بندفع غرامتين و تلاتة كمان عشان يعدونا- ،.... أما أحمد 10 سنوات بائع مناديل مبللة بمترو حلوان ، يعمل لينفق على نفسه ، قال - حضرتك احنا لما نتمسك بياخدونا القسم بنقعدلنا يومين يتسلوا علبنا فيهم وياخدوا بضاعتنا - ، ويصادف أن يراه أحد أفراد الأمن فى ذلك اليوم بمحطة حدائق حلوان وكنا معه فلاحظنا أن الأمن أخذ كل ما باع به من نقود.. أما عن أم أحمد فهى مشتركة بشركة "ماى واى" ومن ثم تستخدم المترو لبيع بضاعة تلك الشركة ، مثلها مثل الكثيرات اللتى تستخدمن المترو لبيع مستحضرات التجمييل التابعة لشركات مختلفة ، أو محلات يتعاملن معها مثلما تفعل إيمان التى تشترى الإكسسوارات من إحدى المحلات لتبيعها ثم تحاسب على تلك البضاعة آخر اليوم.. وعلى جانب آخر نجد من يستخدم المترو للتسول وعرض روشتات بأدوية باهظة الثمن ، أو من يدعى بأنه يحتاج إجراء عملية أو أحد أبنائه مريض بمرض خبيث ، وهنا قابلنا أم سماح 60 سنة وابنتها سماح المنتقبة 23 سنة ، تعرفنا عليهم بمحطة وادى حوف حتى ظنوا أننا بائعات ، قالت أم سماح - انا جوزت كل بناتى وفاضلى البت دى بشتغل عايزة اجهزها عشان تتستت زى بقية اخوتها - ، حيث يتقاسمن العمل واحدة تتولى عربات السيدات والأخرى تتولى باقى العربات ، حيث تدخل كلا منهن بحجة بيع المناديل و الأم بحجة أنها تريد فقط قوت يومها ، وتصدقها من كبر سنها وقدرتها على اقناعك ، أما الابنة فهى تدخل وهى تعرج (رغم انها سليمة) وتقول أن زوجها مريض وتعول البيت وتريد المساعدة حتى بسعر كيس المناديل.... أماعن الإجراءات الأمنية للحد من هذه المهزلة لاتعد رادعة بالقدر الكافى ، فعند سؤال أمين شرطة سيد حامد بمحطة طرة البلد عن الخطة الأمنية الموضوعة والتى يعمل وفقا لها للحد من ظاهرة الباعة الجائلين فى المترو قال إن كل ما يفعلوه هو تغريم البائع والذى من وجهة نظرنا متهم ، والغرامة هى 105 جنيه ، ولكن هناك حالات لا نأخذ منهم هذا المبلغ وإنما تكون الغرامة 15 جنيه نظرا لأن ما معهم من بضاعة لا يصل إلى هذا المبلغ ، ويتم أخذه إلى القسم فى حالة تكرار ذلك الفعل أو عدم موافقته على دفع الغرامة ، وهناك يتم عمل محضر له ثم يعرض على النيابة النى تقرر إخلاء سبيله إذا كان حسن السير والسلوك وكانت أول مرة له مقابل غرامة مالية ، أما إذا كان غير ذلك فيسجن سنة...