مقعد مجلس الشعب هو جزء من الميراث ولا يستفيد منه الفائز به فقط إنما كل العائلة لأنه جزء من هيبتها .. والمقاعد المحجوزة بأسماء عائلات معروفة في مجلسي الشعب والشوري ظاهرة طبيعية طوال عمر الحياة النيابية المصرية فهناك أكثر من 20 % من مقاعد المجلس تفوز بها عائلات محددة .. فما أشهرها . العائلات بالصعيد التي تتوارث المقاعد البرلمانية تأتي في مقدمتها عائلات رضوان وأبو كريشة وأبوسديرة وحمادي وشاهين والباسل وبعض العائلات في محافظات الدلتا مثل السعيد ومشهور وعثمان وأبو الخير ولكن يبقي هنا السؤال هل ستظل هذه المقاعد ملكا للعائلات بعد ثورة 25 يناير أم أن الثورة التي غيرت الخريطة السياسية لمصر ستغير هذه المعادلة وفي رحلة بحثنا عن الاجابة اصطدمنا بواقع هذه العائلات حيث أكد لنا عبدالرحمن مشهور عضو مجلس الشعب السابق أن هذا الكرسي هو ملك للعائلة منذ عام 1957 ولا يمكن التفريط فيه بأي شكل من الأشكال ويضيف قائلآ : حتي اذا كنت أنا لا أنوي الترشح للدورة القادمة نتيجة كبر سني فسيكون هناك مرشح آخر من العائلة والتي تختار مرشحا واحدا يعمل من أجل الحفاظ علي ما تركه له المرشحون السابقون من خدمة الدائرة وأهلها وترشيح أبناء البيوت الطيبة في صالح المجلس ولا شك في هذا لأن هذه العائلات تخدم الدوائر ولا يمكن لشخص من خارج الدائرة التي تمثل فيها عائلة مشهور أغلبية أن يخدمها مثلما يخدمها شخص من العائلة وهذا ليس ضد الديمقراطية في شيء لأنه في النهاية يعمل لمصلحة مصر وليس لمصلحة شخصية ويتفق معه الدكتور محمود أبو سديرة وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشوري السابق في أن رغبة الأحزاب أن تكون الانتخابات بالقائمة الموحدة في مصلحة الأحزاب لأنها تمنح فرصة للأحزاب الجديدة أن تكون ممثلة في المجلس ولكنها ضد مصلحة العائلات لأنها سوف تؤدي الي تفتيتها رغبة من كل عائلة في الحفاظ علي الكرسي الخاص بها في المجلس ويضيف : بالنسبة لعائلة أبو سديرة والتي لها كرسي في المجلس منذ عام 1924 للشيخ أحمد أبوسديرة عضو الهيئة العليا للوفد ثم عبدالرحيم أبوسديرة ثم محمد سيد أبو سديرة وفي عام 1970 أصبح لنا مقعد أخر في مجلس الشوري ولذا أصبح علي العائلات تحد كبير بعد ثورة 25 يناير وعليها أن تختار شخصا له ثقل علي مستوي الدائرة ويستطيع حشد الأصوات بشكل حقيقي ويكون ممثلا جيدا لها عنده قدرة علي الخدمة وقادر عليها حتي تحافظ العائلة علي كرسيها فالمرشح لا يخدم الكرسي بمفرده ولكن هناك دور العائلة بأكملها وهذا دستور العائلات المصرية ولا أعتقد أنه سوف يتغير ولكن أظن أن أهل الدائرة سوف يتوقفون عن مطالبة مرشحهم بالانضمام الي الحزب الحاكم أيا كان أسمه علي عكس ما كان يحدث في الماضي رغبة منهم في أن تقضي مصالحهم . وإلي شمال سيناء حيث أكد حسام شاهين عضو مجلس الشعب السابق أن القبلية لا يمكن أن ينتهي تأثيرها سواء بثورة أو بغيره فلا يمكن لشخص من خارج قبيلة الفواخرية أن يمثلها لأن اعتبارات القبيلة مختلفة وأصوات أهل القبيلة هي التي تحسم المعركة الانتخابية وليس الحزب الذي ينتمي اليه المرشح ويضيف قائلا أنا الدورة السابقة خضت الانتخابات مستقلا ورشح الحزب الوطني أمامي مرشحا أخر ولكن القبيلة حسمت الأصوات لصالحي وحققت فوزآ ساحقآ والقبائل لا تفرق معهم قائمة نسبية أو فردية المهم الاتفاق بين العائلات المختلفة علي المرشح الذي سوف يمثل القبيلة وهذا هو ما يهم البدو وعلي الجانب الآخر أكد الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس وعضو مجلس الشعب السابق أنه اذا لم تتم الانتخابات علي اساس القائمة النسبية سوف نجد أنفسنا أمام مجلس شعب غير واقعي ولكنه يمكن أن يكون حقيقيا بمعني أنه لا يوجد تزوير ولكن المجلس لم يمثل إرادة الشعب الحقيقية وطوائفه المختلفة وأكد أن الحديث بعد ثورة 25 يناير تغير تماما فمقاعد مجلس الشعب ليست مكانا لعائلات وانما هي ملك للشعب ومع مرور الوقت سوف تنتهي هذه الظواهر السلبية التي تؤثر علي ارادة المجلس مثل العائلية والقبلية والتي كانت تري من هو الحزب الحاكم لتترشح عنه فمثلا ماهر أباظة ترشح عن مقعد الأباظية عن الحزب الوطني وبعده محمود أباظة عن حزب الوفد لنفس المقعد وتلاه أمين أباظة عن الوطني في الوقت الذي لا يعرف فيه الثلاثة أي شيء عن الدائرة و الثورة جاءت لتحررنا من فكرة التوريث بداية من رفض توريث الحكم الي جمال مبارك الي رفض توريث الكراسي في مجلس الشعب !