أسمع خطابك أصدقك ..أشوف شعبك أستعجب ! "الشعب ماسك فى ديل الحكومة وكأنها أمه .. هى يعنى الحكومة حاتعمل له إيه ولا إيه؟" الكلام الماسخ ده كان بيتم الرد بيه من أى مسئول فاشل على الناس اللى بتطالب بحقوقها من الدولة .. وكأن الشعب عبء وضيف ثقيل على الدولة .. مش إنه السبب فى بنائها ونجاحها زى باقى بلدان الكرة الأرضية .. والكواكب المحيطه ! طيب ماشى ياعم المسئول ياللى نشّفت لبن الأم .. خللينا وراك وجاوب على استفسارتنا قبل ما نوصل باب الدار : هى الوالدة أما بتفطم وليدها ..ما بتأكلهوش ؟ بلاش دى .. طيب ما بتعلمهوش يعمل لقمته إزاى ؟ طيب أما تقطع عنه الزرع والضرع يعمل ايه ؟ يسف التراب مثلا ؟ أنا أقول لك الشعب يعمل إيه : فى الحالة دى بيتبرأ منها .. وبيحاسبها على خيانتها للأمانه.. وقليل إن ماحكم عليها بعقاب .. وطبعا ده مش عقوق منه .. تفتكر ليه ؟ أصلها زى ما أنت قلت كده ..مش أمه . دى دوله .. وأجهزة حكم .. ومؤسسات بتديرها قوانين .. والمفروض إن حكومتك وأى حكومة غيرها .. بتيجى علشان تخدم الشعب وتنظم له حاضره ومستقبله .. وتؤسس له منهج فى كل أساسيات المجتمع.. يعنى أما يفضل الطفل يدرس من عمر خمس أو ست سنين لحد ما يتخرج وعمره واحد وعشرين سنة .. ويلاقى إن عز زهرة الطفوله والصبا والشباب .. الحكومات دى بتضيعها له سُدى فى دراسة هى حشو دماغ .. ثم استفراغ .. وأما بيتخرج من الجامعة .. بيتصدم إن كل اللى درسه فى وادى ياربى .. والشغل بالبلد فى وادى تانى .. وإن أراد يفعل واجبه الحياتى الدنيوى .. اللى كل المخلوقات حولنا لم تنقرض بسبب وجوده- على الأقل حتى الآن – يجد صعوبات وتحديات بتعانده من باب العند وخلاص.. حتى أنه لا توجد خطه مئوية أو حتى خمسينية على الأقل تعرفه مستقبله .. أو تعشمه به .. وفى نهاية كل ده .. يلاقى نفسه غير مشارك فى أى حاجة لها منفعه أو عائد .. لا عليه .. ولا على أهله .. ولا على بلده .. وبعدين يتفاجىء بمسئول كبير زيك مانقدرش نوصفه دلوقت غير أنه إبن الحكومة البائدة.. بيتهمه بالتخاذل و إنه شابط فيها زى العيال ؟ هنا الحيرة بتاخد العقل فى دهاليزها .. هو الشعب ده كبير علشان يتصرف بدون توجيه منظم وهادف؟ ولا طفل لا يؤتمن على مسئوليه؟ يعنى هو كبير يصنع قوت يومه بنفسه .. ولا طفل رضيع؟ كان الرد العبقرى من حكوماتكم هو إمساك العصاية من النص .. وقالك ده كبير يتغذى على لبن الأم.. لكن اللى كان يشوف الشعب وهو مبدور ملايين فى ميدان التحرير وكل عموم محافظات مصر يفهم إنه شعب مش إبن حكومته..لأ ..ده شعب إبن حلال .. والرهان الكسبان الآن ..هو أن من إتولد كبير.. عمره ما بيصغر... والطفل اللى أترفع على أكتاف أبوه شايل علم بلده.. هو اللى اتولد به مستقبل..من قبل ما يرضع ..إتفطم فى ميدان التحرير .. همت البشبيشي