فى جمعة بلا عنوان احتشد اليوم المئات فى ميدان التحرير للتأكيد على استمرارية الثورة إلى أن تكتمل أهدافها وقد أدوا صلاة الجمعة وسجدوا سجدتى شكر على التقدم الملموس على صعيد محاكمة رؤوس الفساد وعلى رأسهم الرئيس المخلوع حسنى مبارك وسط أجواء إحتفالية وعلى أصوات الأغنيات الوطنية. وعلى الرغم من إعلان القوى السياسية وإئتلاف شباب الثورة تعليقهم للمليونيات والاعتصامات إلا أن ميدان التحرير لن يتوقف بسهولة عن استعادة أحداث ومشاهد الثورة .. وقد بات السؤال ملحاً وهو من يحرك هذا الجموع للالتقاء كل جمعة فى الميدان بعد إعلان الائتلاف والحركات عن توقف الاعتصام؟ وقد اتضح لنا أن هناك عشرات الإئتلافات المستقلة التى تكونت فى أعقاب الثورة من شباب وناشطين سياسيين وهم من يقومون بتنظيم كل جمعة فى حالة غياب القوى السياسية التقليدية ومن بين هذه الإئتلافات التى شاركت اليوم : جبهة حماية الثورة التى تشكلت بعد تنحى مبارك عن الحكم وتضم نحو 900 شاب. حزب تحت التأسيس يسمى : حزب الشعب وميادين التحرير. الإئتلاف المستقل لشباب الثورة. ومجموعات أخرى مستقلة وهناك تنسيق وتعاون بين مختلف هذه الجبهات. ومن ناحية أخرى فقد تم اليوم إشهار ما عرف بجبهة اللجان الشعبية فى كل محافظات مصر من أجل حماية الثورة وحماية الممتلكات العامة من أى خطر وتضم هذه الجبهة جبهات فرعية من مختلف المحافظات وقد تشكلت حتى الآن 12 جبهة أبرزها جبهة الإسكندرية وبورسعيد والقليوبية. وقد شارك الفنان عمرو واكد فى إشهار الجبهة اليوم من على منصة الميدان مؤكدا على أهمية اللجان الشعبية فى حماية المجتمع فى أعقاب الثورة بعد الانفلات الأمنى . هذا وقد أكد البيان التأسيسى أن اللجان الشعبية قد تشكلت بمنتهى العفوية والتلقائية مؤكدة على تلاحم وأصالة الشعب المصرى وإصراره على الوقوف بشجاعة فى وجه الترويع والسلب والقتل المنظم وهذه اللجان التى كانت صمام الأمان للمجتمع وأحد أشكال حماية وتقدم الثورة تعلن عن مواصلة دورها فى حماية الثورة وتأكيد مطالبها والدفاع عنها فى ضوء عدد من الإجراءات وهى: الاعتماد على الجهود التطوعية فى الأحياء والقرى والنجوع والمراكز كل حسب ظروفه الفردية لمواصلة الثورة. التضامن على مبادىء الثورة "كرامة، حرية، عدالة اجتماعية" التوعية ونشر الوعى الديمقراطى والحرية. الرقابة والمشاركة الشعبية فى شئون المجتمع وإدارته بصورة إيجابية. المشاركة فى خطط بناء الوطن والتنمية . وذكر البيان التأسيسى للجان الشعبية أنه يمكن تحقيق آمال وطموحات الشعب فى محاسبة ومتابعة آداء رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس الوزراء والحكومة وتحقيق التنمية الوطنية القائمة على تطوير القطاعات الانتاجية والحد من الاستثمار الأجنبى والتبعية والتوزيع العادل للثروات والتنمية المتساوية للريف والحضر هذا وتدعو اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة كافة الوطنيين الحريصين على التنمية من أجل احتياجات الشعب للمشاركة فيها . وعلى صعيد آخر طالبت خطبة الجمعة بالعدالة والمساواة بين جميع المتهمين دون مجاملة وعدم معاملة أسرة مبارك معاملة خاصة فى المحاكمة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول "ما قدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها الحق من قويها غير متعتع".. ولهذا تطالب الشرعية الثورية بالتماس العدالة فى المحاكمة لجميع رموز النظام السابق وضرورة محاكمة كل ظالم دونما مجاملة كما يجب أن نتشبث باستعادة كل مليم تم نهبه من الخارج من أجل البدء فى الإصلاح وتشغيل الشباب والقضاء على البطالة بعد أن أصبحت أرض مصر من القاهرة إلى مارينا ومن القاهرة إلى الغردقة وشرم الشيخ ملكا للفاسدين الذين تاجروا فى حقوق الشعب ومن هنا لا تصالح ولا يجب التنازل عن استعادة هذه الحقوق من أجل الشعب وأكدت الخطبة أيضاً على ضرورة الوقوف يدا واحدة فى وجه أى محاولة تستهدف وحدة الشعب وقد طالبت بتهنئة الأخوة الاقباط والوقوف معهم فى أعيادهم ضد أى مكيدة قد تحدث من فلول النظام البائد ومن محترفى اللصوصية والإجرام وطالبت أيضا الشباب المسلم بحماية الكنائس والأديرة ووجهت الخطبة نداء إلى شعب قنا بضرورة التهدئة وعدم تعطيل مصالح الدولة تحت أى سبب. ومن ناحية أخرى نظمت العشرات مظاهرة أمام المنصة بمدينة نصر لمساندة الجيش ورفض تعيين مجلس رئاسي ، وقد توجه الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء إليهم وشاركهم في المظاهرة.