منذ 20 عاماً بدأت الحكاية .. ذهب المدرس الفاشل " جاك ما " إلي الولاياتالمتحدة ليكتشف نفسه من جديد ، جاك ولد في 15 أكتوبر 1964 بمدينة هانجتشو الصينية في أسرة فقيرة ،وكان جاك فاشلاً دراسياً .. وعندما بلغ سن ال 12 قرر أن يتعلم اللغة الانجليزية بطريقة غريبة .. كان يركب دراجته لمدة 40 دقيقة يومياً وعلى مدى 8 سنوات للوصول إلى فندق لمقابلة السياح والاحتكاك بهم ، وفشل جاك مرتين في امتحان القبول لدخول الجامعة .. وفي النهاية تم قبوله في دار المعلمين .. ولكي ينفق علي نفسه ,عمل شيالاً وبائع صحف ، وبعد التخرج عمل مدرساً للغة الإنجليزية لمدة 5 سنوات براتب يساوي تقريباً 100 جنيه شهرياً ، وفي ديسمبر 1995 ذهب إلى مدينة سياتل للعمل وهناك اكتشف اختراعاً اسمه " الإنترنت " ،وقال جاك :إنه عندما لمس لوحة المفاتيح لأول مرة في حياته شعر بأن مستقبله كله سيدور حول هذه المفاتيح ،فعاد للصين بعد عامين وأطلق موقعا إلكترونياً للبيانات عبارة عن دليل للأعمال التجارية أطلق عليه اسم "الصفحات الصينية" .. وكالعادة .. فشل جاك وخسر كل أمواله ،لكنه لم ييأس .. وفي عام 1999 جمع 18 صديقا في شقته الصغيرة ليكشف لهم عن فكرة إنشاء شركة جديدة للتجارة الإلكترونية ، بعضهم سخر منه .. والبعض الآخر وافقه علي الحلم ، وجمعوا 60 ألف دولار لإطلاق موقع "علي بابا" .. ويقول جاك :إنه اختار هذا الاسم لأنه اسم سهل وعالمي ، فالعالم كله يعرف قصة علي بابا والأربعين حرامي ، ثم توالت مشروعات جاك التجارية وبلغت ثروته اليوم 23 مليار دولار .. وشركته هي الأكبر في مجال التجارة الإلكترونية في العالم حيث تتجاوز مبيعاتها السنوية 170 مليار دولار ويعمل بها أكثر من 63 ألف موظف في أكثر من 70 مدينة حول العالم، تخيلوا .. المدرس البسيط الذي لم يملك دولاراً واحداً منذ 16 عاماً ..اليوم يملك في رصيده بالبنوك ما قيمته 180 مليار جنيه مصري ، قيمة ثروته هذه بخلاف مليارات أخري تبرع بها بسخاء لتمويل مبادرات لحماية البيئة وتطوير الطب والتعليم ، ومنذ عامين قرر التقاعد لكي يوهب حياته للأعمال الخيرية وتحسين حياة الفقراء .. والاستمتاع بحياته العائلية، الخلاصة أن الفقر ليس عيباً للأفراد .. لكنه العيب كله للمجتمعات ، والفقر الحقيقي ليس في المال ولكنه في العقول والافكار وافتقاد الطموح والتفكير السليم والعلمي.. والمجد حينما نفتح مغارة الابداع والعمل.. ومهم جداً أن يوجد في كل مجتمع " علي بابا " .. لكن الأهم أن يختفي أولاً ال " الأربعين حرامي " ، بالمناسبة .. لن تنجح كفرد أو مجتمع إلا إذا طردت من خيالك أوهام نظرية المؤامرة .. جاك بعد تخرجه حاول التقدم لعدة وظائف منها موظف في الشرطة وأخري عامل في مطعم .. وبالنسبة لوظيفة الشرطة تم قبول 4 أشخاص وكان الوحيد الذي تم رفضه، في وظيفة عامل المطعم تقدم معه 23 شخصاً كلهم تم توظيفهم وهو الوحيد الذي تم رفضه ايضاً .. وعندما سألوه مؤخراً عن شعوره عندما كان يتم رفضه قال ببساطة :" يجب أن تعتاد علي كلمة لا .. فأكيد أنني وقتها لم أكن جيداً بشكل كاف ليعتمدوا علي .. ولا تحزن لأن الحياة ربما تحتفظ لك بالأفضل في يوم ما " .