لم يحتج الأمر إلى كثير من التمويل، فقط الإرادة والاهتمام وبعض المعرفة، مجموعة من الشباب السكندري اختاروا أن يكونوا فريقا لإنتاج الأفلام القصيرة التي تعبر عن واقعنا ومجتمعنا، وتنقل قيمنا وأخلاقنا، وتقدم رسالة فنية محترمة تخاطب العقل بدون الخروج عن النص ، وبدأت الفكرة لدى طارق نور –طالب في الفرقة الرابعة بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية- في 2 ديسمبر2013، عندما قرر أن يوظف موهبته وحبه لمجال الإخراج في أن يشكل فريقا شبابيا سماه "صوت الشارع ميديا" ليعبر عن "صوت الشارع المصري ويحكي عن كل حاجة بتحصل فيه" استعان طارق بصديقه وجاره عمرو إبراهيم الطالب في الفرقة الرابعة بكلية العلوم جامعة الإسكندرية ليكونا ركيزة هذا الفريق والمخرجين الأساسيين فيه، بخلاف قيامه بدور المونتير، بالإضافة إلى محمدرفعت وعمروناصركمصورين، ومحمد جمال للموسيقى التصويرية. يقول طارق: "قررنا منذ البداية الاعتماد على أنفسنا ولكن صديقنا المخرج المستقل فادي نور هو "اللي حطنا علي أول الطريق". وهنا يتدخل عمرو إبراهيم في الحديث ليقول: "أنا وطارق بيننا درجة عالية جدا من التواصل الذهني، ونشكل ثنائيا متكاملا، فعندما يجهز أحدنا عملا أو فكرة ما يلعب الآخر دورالناقد الناصح تلقائيا، وعادة ما يقوم طارق بتوليد الأفكار، وأتولى أنا مهمة صياغتها بعد مناقشتها معه لنصل إلى صورتها النهائية". ويستطرد طارق بقوله:"رغم أننا نواجه بعض الصعوبات منها مثلا عدم وجود مقر للفريق، واعتمادنا على التمويل الذاتي في إنتاج الأفلام إلا أننا نجحنا في إنتاج أربعة أفلام قصيرة حتى الآن، هي فيلم "أكمل" الحاصل على المركز الثاني على جامعة الإسكندرية والرابع على مستوى الجمهورية في مسابقة إبداع2 التي نظمتها وزارة الشباب العام الماضي، وفيلم "نوستالجيا" عن الحنين للماضي حيث البراءة بعيدا عن المجتمع الحالي الملئ بالنفاق، كما حصلنا على المركزين الثالث والرابع في مسابقة إبداع3 هذا العام، بعد الاشتراك بفيلم "ميوبيا" وهو مصطلح طبي يعني مرض "قصر النظر"، ويناقش النظرة القاصرة للناس في المجتمع والاكتفاء بالحكم على الظاهر وإغفال بواطن الأمور، وفيلم "أبيض وأسود" الذي يجعل من "الكأس" بطلة تتنقل بين الأيادي التي تحسن استخدامها أحيانا وتسئ أحيانا أخرى بمعنى أن كل شيء قد يكون "سلاحا ذا حدين"، وهو الفيلم الحاصل على المركز الأول على جامعة الإسكندرية. يعود عمرو إلى الحديث ليقول :إنه يلعب دورا آخر في الفريق، فهو "مؤلف ومغني راب"، ويقول: "لم أكن أسمع إلا الأغاني الطربية العادية، حتى لفت نظري أن الراب يتناول قضايا المجتمع كالقمع وغيرها من التفاصيل التي يستوعبها ولا تستوعبها غيره من الفنون، وكنت مترددا في البداية ولكن مع التهاب الأحداث في مصر كسرت حاجز الخوف، وبدأت في الكتابة وتسجيل أغنياتي وكنت وقتها في الصف الثالث الثانوي".