نبأ غريب نقلته العديد من الوكالات والمواقع الإخبارية هذا الأسبوع بدون تعليق أو تحليل.. حيث حقن عالم روسي يدعى "أناتولى بروشكوف" نفسه ببكتريا أطلق عليها "الحياة الأبدية"، حتى يتسنى له أن يعيش عمرا أطول، وأعلن أنه عثر على هذا النوع من البكتيريا فى جليد سيبيريا، وقال: إنه شعر بعد حقنه بالبكتيريا بأنه صار أقوى وغير قابل للإصابة بالمرض.. ووفقا لصيحفة الديلى ميل البريطانية فإن بروشكوف الذى يعمل أستاذا بجامعة موسكو لم يصب بالأنفلونزا أو الصداع منذ أن حقن نفسه قبل عامين، وأنه بذلك قد أعطى الأمل للمزيد لكى يحيى الإنسان مزيدا من العمر .. فماذا عن حقيقة هذا الكلام من الناحية العلمية؟ ولماذا تشكل فكرة إطالة العمر هاجسا مسيطرا على الإنسان وهل هناك طرق طبيعية بسيطة يمكن أن نمارسها فى حياتنا بحثا عن حياة أفضل؟ الدكتور عبد الهادى مصباح: تدخل العلم فى عمر الإنسان سيؤدى للفناء مشروعات علمية سعت لإطالة العمر ل800 سنة تسببت فى مضاعفات وأمراض خطيرة فى البداية أكد بروشكوف فى إعلانه عن هذا الكشف العلمى أن هذه البكتيريا تعيش فى جليد سيبريا، والجليد يذوب ومن ثم بدأت تتسرب إلى الماء والبيئة المحيطة، ومن ثم فإن السكان المحليين في هذه المناطق يحصلون منذ وقت طويل على هذه البكتيريا من الماء، ويبدو أنهم لهذا السبب يعيشون فترات أطول مما في بعض المناطق الأخرى، ولهذا فإن هذه البكتيريا قد تصبح "إكسير الحياة" المنشود؛ “إذ هي تعطي مواد نشطة بيولوجياً طوال فترة حياتها. . حول هذه الحقيقة يقول الدكتور عبد الهادى مصباح- استشاري المناعة والتحاليل الطبية وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة والميكروبيولوجى-: فى البداية هذا حلم الإنسان منذ أيام سيدنا آدم عندما سعى الشيطان ليعبث برأس أبى البشر وقال له- وفقا للتعبير القرآنى الجميل-: (هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)، وطبعا هذا الحلم لن يحدث، لأن الموت والحياة والعمر والكثير من التفاصيل التى تخص سيرة الإنسان على الأرض تتم بإذن الخالق- سبحانه وتعالى- وحده، فهذه التفاصيل لها أسبابها ومسبباتها وأى محاولة للتدخل ستؤدى لفناء الإنسان، وإنما يتدخل العلم فقط لإصلاح عطل ما، أو علاج مرض، أو محاولة معرفة ظاهرة تتعلق بصحة الإنسان، ورغم التقدم العلمى الهائل إلا أن معلوماتنا فيما يتعلق بالموت- تحديدا- تظل محدودة للغاية، هذا من ناحية المبدأ، أما من الناحية العلمية فإن محاولة العالم الروسى ليست محاولة علمية دقيقة والفكرة باختصار أن البكتيريا التى عثر عليها، وحقن نفسه بها كانت تعيش فى حيوانات "الماموث" و"وحيد القرن" وبعض الحيوانات المنقرضة، واستطاع بروشكوف ومن معه من الباحثين أن يفصلها ووجد أن عمرها يصل إلى 3,5 ملايين سنة، وقام هذا العالم بدراسة على هذه البكتيريا وأعتقد أنها من الممكن ان تساهم فى إطالة عمر الإنسان، وبعد فترة من التجربة يزعم أنه لم يمرض ولم يصب بأى شيء، والحقيقة أن هذا الأسلوب ليس علميا على الإطلاق لأن هذه البكتيريا لها نظام عمل معين او ميكانيزم، وليس من السهل تطبيقه على الإنسان، وهناك مقاييس علمية معينة يتم من خلالها دراسة أسلوب حياة هذه البكتريا، ومن ثم فإن هذا العالم قد يتعرض مع الوقت لمخاطر شديدة ربما لم تظهر عليه الآن. ويضيف مصباح أنه بعيدا عن تجربة هذا العالم الروسى، فإن هناك مشروعات بحثية أخرى فى بعض الجامعات ومراكز الأبحاث الأوروبية والأمريكية حول الشيخوخة وإطالة الحياة منها مشروع بحثى تقدم به فريق علمى من جامعة جنوب كاليفورنيا للمعهد القومى للشيخوخة لإطالة عمر الإنسان إلى 800 سنة، بالتركيز على نوعيات معينة من الجينات، وهذا المشروع لم تتم الموافقة عليه بعد، وهناك مشروع آخر يقوم على فكرة اكتشاف إنزيم معين فى نهايات "الكروموزومات"، هذا الإنزيم يجعل الخلية تتكاثر فى الإنسان ولكنهم اكتشفوا مع الوقت أن هذا الإنزيم يتسبب فى أورام سرطانية، وفى جامعة جنوب كاليفورنيا أيضا توصلت بعض الأبحاث لإطالة عمر بعض الفطريات 10 أضعاف، واستطاعوا إطالة عمر ذبابة الفاكهة، لكن تبين أنها فقدت القدرة على الإنجاب، وفى كل مرة يثبت بالدليل القاطع والتجربة أن اللعب فى هذه المنطقة يؤدى لكوارث ومضاعفات خطيرة. ومن جانب آخر يطرح الدكتور عبد الهادى مصباح روشتة بسيطة يمكن اتباعها، وتؤدى لتحسين صحة الإنسان والمساهمة فى إطالة عمره- بإذن الله- حيث أثبتت الدراسات أن إطالة العمر يخضع لمسألة فسيولوجية بحتة، فمثلا تقليل الغذاء إلى الثلث من الممكن أن يطيل الحياة، وخاصة تقليل البروتينات الحيوانية، أيضا الميل لممارسة الرياضة والحياة فى الجبال مسألة مهمة جدا، وثبت أن الذين يعيشون فى جبال الصين وهضبة التبت هم الأطول عمرا، أضف إلى ذلك النوم بشكل جيد والبعد عن التوتر والانفعال، والأغرب أيضا أن الدراسات أثبتت أن الأشخاص الأقل تعليما هم أطول عمرا؛ لأنهم عادة ما يكونوا بعيدين عن الهموم العقلية والعصبية.