احمد الوردانى .. بطل عالمى تألق منذ سنوات .. إذا نظرت إليه تبهرك ضخامة عضلاته .. وإذا تعاملت معه تسحرك أخلاقه والتزامه ،وكأنك تتعامل مع إنسان بسيط لا يحمل هذا الكم من العضلات التى أهلته للحصول على أربع ميداليات ذهبية فى بطولات العالم للهواة ،كان آخرها منذ أيام فى بطولة العالم الأخيرة بالبرازيل . ابن بلد مصرى أصيل .. حدوتة مصرية ،نقرأ تفاصيلها فى السطور التالية نبتدى منين الحكاية .. تبدأ الحكاية من داخل منزل عم طلعت – سائق الأجرة البسيط – بالحى الغربى مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية فى 15 يوليو عام 1984 بميلاد الطفل احمد طلعت الوردانى ،ليحتل المركز الرابع بين خمسة من الأولاد ،وثلاث بنات ،ليعيش طفولته بين إخوته من داخل منزلهم البسيط ، وبلدتهم الصغيرة دون أن يدرى ماذا يخبئ له القدر ،وقبل أن يتم تشكيل شخصيته ووجدانه وقبل حتى أن يكون لديه رؤية محددة لما سيكون عليه مستقبله ،وكل حياته مقتصرة على انه طالب بمدرسة " الشهيد الجندي الابتدائية والإعدادية " بشبين الكوم ،يقضى يومه بين ساعات الدراسة فى النهار ، واستذكار دروسه فى الليل ،حتى إذا جاءت الإجازة الدراسية كان يتجه إلى ممارسة اى مهنة بسيطة يقضى بها وقت فراغه ،ويحصل منها على مصروفه الخاص ،فتارة يعمل " سائق " وتارة أخرى يعمل " نجار مسلح " بجانب عشقه للحمام الزاجل ،وكل تلك الأعمال لم تؤثر على مستواه الدراسي حتى اجتاز المرحلة الابتدائية والإعدادية بتفوق . أكون أو لا أكون .. انتقل احمد إلى المرحلة الثانوية بالتحاقه بمدرسة " المساعى المشكورة العسكرية " بشبين الكوم أيضا، ومنها ومن المرحلة الثانوية بدأت ميوله الرياضية تتشكل وبدأ ممارسة تدريبات" المصارعة الرومانية" حتى وصل إلى بطولة الجمهورية، إلا أن رغبته فى امتلاك المزيد من العضلات والحصول على جسم مثالى حولته إلى رياضة كمال الأجسام التي وجد بها ضالته وأحس أنها الرياضة التى يستطيع أن يكمل بها مشوار حياته ،حتى أن عشقه لها جعله يلتحق بأحد نوادي قرية ( الماى ) المجاورة لبلدته ،وكانت تضطره الظروف فى أحيان كثيرة إلى أن يذهب للنادى فى تلك القرية المجاورة مشيا على الأقدام حوالي خمسة كيلو مترات ،وذلك لأنه كان لا يملك 25 قرشا قيمة أجرة السيارة التى تقله إلى تلك القرية ،وذلك حبا منه فى أن يكون بطلا . تدرب احمد الوردانى فى البداية على يد الكابتن ( كرم ورضا عبد الستار ) بالمركز الرياضى بقرية ( الماى) وشارك فى البطولات المحلية وحصل على عدد من بطولات الجمهورية لعدة سنوات ،حتى بعد التحاقه بكلية التجارة جامعة المنوفية كان يشارك ببطولة الجامعة ،وحصل على لقبها أربعة أعوام متتالية حتى تخرجه فيها إلى أن التحق بفريق " الشركة المصرية للاتصالات " تحت قيادة الكابتن" نبيل رمضان" وهو احد مدربى منتخب مصر الأكفاء والذى كان له الفضل فى رفع مستواه وتقدمه بشكل ملحوظ ،ليتم اختياره فى نفس العام لتمثيل مصر دوليا من خلال مشاركته فى بطولة افريقيا 2006 التى أقيمت فى مصر بمعهد العبور ليحصل على ذهبيتها ،كما فاز بذهبية فى البطولة الافريقية لعام 2008 التى أقيمت بمورشيوس ،وبطولة كأس قطر الذهبى لنفس العام ،كما حصل أيضا على ذهبية العرب 2009 – 2010 بالإسكندرية ،واتبعها بفوزه بفضية بطولة البحر المتوسط 2010 التى أقيمت فى عمان – بالأردن . بطل الأبطال .. أما بداية تألقه وشهرته فكانا من خلال فوزه بذهبية وزن 80 كيلو جراما فى بطولة العالم للهواة 2010 التى أقيمت فى باكو – أذربيجان ،وقد أبلى الوردانى يومها بلاء حسنا وابهر كل من شاهده لتناسقه البديع الذى ساعده على انتزاع اللقب فى أول مشاركة عالمية له. حصل الوردانى أيضا على ذهبية وزنه فى بطولة العالم 2011 التى أقيمت فى مومباى بالهند،وذهبية وزنه فى بطولة العالم للهواة 2012 التى أقيمت بالأكوادور ليؤكد للجميع أن فوزه بذهبية العالم للهواة ثلاث سنوات متتالية ليس وليد الصدفة، إنما بجهد وتعب وعرق واجتهاد فى سبيل تحقيق حلم البطولة . كما فاز بذهبية بطولة مستر اوليمبيا للهواة عامى 2012 ، 2013 ،وفضية بطولة العالم للهواة 2013 ،إلا أنه عاد لانتزاع الميدالية الذهبية من جديد فى بطولة العالم للهواة التى اختتمت فعالياتها الأسبوع قبل الماضى بالبرازيل ،والتى تعد اكبر واهم مسابقة عالمية على مستوى الهواة . وعن أحلامه يقول .. أسعى للاحتراف بعد هذا الكم من الميداليات الذهبية على مستوى الهواة ،كما أسعى لتأسيس أكاديمية متخصصة لرعاية أبطال كمال الأجسام تخدم الشباب فى كل أرجاء الوطن العربى ،تعلمهم كيفية الحصول على جسم قوى بعيدا عن الصالات الخاصة ،وما يدور بداخلها من اتجار باللاعبين وبصحتهم ،كما نعلمهم داخل الأكاديمية كيف يكون الخلق الرياضى القويم ،متمنيا أن استفيد من خبرة الإداري الفذ دكتور مهندس " عادل فهيم " الذي يعد نموذجا إداريا يحتذى به عالميا من خلال تجربته فى الاتحادين الدولي والمصري .