عن ابن ماجه عن النبي "صلى الله عليه وسلم" أنه قال:" لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق" ... زوال الدنيا يا مسئولي الدولة المصرية عند الله ورسوله أهون من إزهاق الروح ... الروح التي وضعت لها تسعيرة في عهود وأنظمة سياسية سابقة، وكنا ومازلنا نطمح أن تكون نظرة دولة 30 يونيه لتلك الروح أرقي وأسمي. روح الإنسان التي هي جزء من روح الله علي الأرض حولناها لسلعة الغريق ب 15 ألف جنيه... والمحروق ب 10 آلاف ... قتيل الإهمال ب 3 آلاف جنيه، كفاية عليه لأنه هو المخطئ بعدم التكيف مع الإهمال صديق الجميع في مصر....ضحية الفساد في أي مجال 20 ألف جنيه علشان نسكت الناس ومحدش يطالب بتطهير المنظومة الفاسدة... أما ضحايا النقل العام أتوبيسات وقطارات وميكروباصات ف" البكاوي " تختلف ليس حسب فداحة الحادث بل وفقا لضخامة الصخب الإعلامي الذي يصاحبه! هكذا كان حالنا طوال ال 35 عاما الماضية، وظننا- وليس كل الظن إثم- أن دولة 30 يونيه ستنتصر للبسطاء ... لظهيرها الشعبي وسندها في الوجود، لكن حتى الآن مازالت الأمور تسير في نفس اتجاه الاستهانة بأرواح الفقراء والبسطاء الذي يرفعون شعار"اللي ملوش أهل الحكومة أهله " ... لكن الحكومة تبدو غافلة عن رعاياها، الحكومة التي سمح لها ضميرها الوطني والإنساني في التسبب في وفاة أكثر من 100 مواطن بسبب موجة الحر الشديدة التي تمر بها البلاد ! هل لم تكن الحكومة- ومازالت- غير قادرة علي التعامل مع مشكلة الحر لإنقاذ هذه الأرواح، لاسيما مع توافر المياه والكهرباء والصرف الصحي بنسب كبيرة في كل المحافظات ... إذن فماذا كان ينقص الحكومة؟...شوية مراوح في مستشفي العباسية التي راح أكثر من 10 من مرضاها ضحايا بسبب التكدس في العنابر في الحر؛ مما دفع الشباب في المنطقة والمناطق المحيطة بالتبرع بالمراوح، بل والمشاركة في تركيبها وكأن وزارة الصحة لا يوجد في ميزانيتها عدة آلاف من الجنيهات لتشتري بها المراوح لإنقاذ المرضي بدلا من دفع أكثر منها كتعويضات، ولا المرضي النفسيين بلا دية! مات أكثر من 80 ضحية للحر في محافظات الصعيد؛ نتيجة قلة الوعي بالتعامل مع هذه الصيف القاسي، وكان يمكن لما كان يسمي سابقا تليفزيون مصر وتحول حاليا لعزبة ماسبيرو - كل واحد يعمل ويقول فيه ما يشاء- أن ينسق مع وزارة الصحة لحملات توعية وإرشاد للناس ... وتقديم معلومات صحية بدلا من أن نستسلم لفكرة إن ضربات الشمس والإجهاد الحراري بيموتوا واقرأوا الفاتحة علي أنفسكم وأنتم نازلين لمصالحكم وأشغالكم!وإذا كان النزول للعمل في بعض الأيام به خطورة للدرجة التي دفعت الدكتور هاني الناظر للمطالبة بحصول الناس علي أجازات في أيام الحر الشديد فلماذا لم تطبق الحكومة نصوص قانون العمل؟ وأين الحقوقيون من حقوق المواطنين في الحياة؟ أم أن هذا الأمر لا يتم دفع أموال مقابله من أولياء نعمكم ! من يتابع تصريحات المسئولين بهيئة الأرصاد سيجدهم يقولون: إن موجة الحر التي نعيشها منذ أسابيع مرت علي مصر موجات مشابهة لها قبل 11 عاما... والسؤال: كيف تم التعامل معها؟ ولماذا لم يمت فيها المئات مثل الآن؟ يا دولة 30 يونيه: الإنسان المصري والحفاظ علي حياته وصحته هي المشروع القومي الأهم... فما جدوى أي شيء إذ لم يأمن البسطاء والفقراء علي حياتهم من ضربات الشمس وما تسموه الإجهاد الحراري... إذ لم يأمنوا علي حياتهم في المراكب والقطارات ...إذ لم يأمنوا علي أرواحهم حتى داخل المستشفيات....وأذكر كل مسئولي مصر بأنكم رعاة ومسئولين عن رعيتكم فاتقوا يوم تلقون الله، ويسألكم: بأي ذنب قتلت هذه الأرواح ؟!