رغم ان الغناء الديني معروف و موجود في تراثنا الموسيقي من زمان جداً .. ألا ان نجوم هذا الزمان يرفعون شعار " لا للغناء الديني إلا في رمضان فقط " و كأن الناس لا تذكر الدين الا في مواسم معينة حسب ما يتصور المؤلفون والملحنون والمنتجون .. ومعهم المطربون . وهذا طبعا غير صحيح بدليل اننا حتي الان لا نتذكر أغنيه دينية واحدة و لا حتي اغنيه مرتبطه برمضان لمطرب واحد منهم ، وعندما يهل علينا رمضان نعود بالذاكرة 50 عاماً للوراء لنسمع أغنيات بقيت وستبقي لعبد العزيز محمود ومحمد عبد المطلب ومحمد رشدي ووردة وغيرهم ، والمدهش ان أشهر و أجمل الأدعيه الغنائيه الدينيه التي مازالت تعيش في وجداننا و ذاكرتنا حتي الان هي تلك التي غناها عبد الحليم حافظ تحت عنوان (الله) و كتبها له حسين السيد و لحنها محمد الموجي ، و الأكثر دهشه ان هذه الأدعيه لم تتغن لرمضان و لا حتي لأية مناسبة دينيه .. أنما الموضوع كله جاء بالصدفه عندما طلبت الاذاعية الكبيرة أمال فهمي من حليم ان يغني مجموعة من الأدعية الغنائية للبرنامج العام في الإذاعة ، وبعدما غناها فعلا فوجئت به يطلب منها أجر 11 الف جنيه فقالت له "هو انت مش عاملهم هديه للاذاعه " فضحك و أجابها " لأ دول هديه لأمال فهمي" .. و لم يأخذ أجراً عنهم فعلا .. و بعد ان حققت هذه الأدعيه نجاحاً كبيراً جدا قررت أمال فهمي ان تستعين بهم في رمضان لأذاعتهم بعد أذان المغرب مباشرة وقبل فوازيرها الشهيرة التي كان يكتبها لها الراحل صلاح جاهين و مازال يكتبها لها حتي الأن ابنه بهاء جاهين .## و لم يكن عبد الحليم وحده هو الذي قدم أدعية غنائية دينية .. وإنما سبقه فيها المطرب الكبير محمد فوزي الذي قدم مجموعة كبيره من الغناء الديني و ايضا مجموعه أغاني مرتبطه برمضان فقط أشهرها "ايدوا الفوانيس يا ولاد" و بعدها انتشر الغناء الرمضاني و ان ظلت رائعه عبد المطلب" رمضان جانا" هي الأبقي لتؤكد نظرية داروين " البقاء للاقوي " او للأصلح و .. عاشت معها ايضا مجموعة كبيرة من الاغاني التي تحتفي بقدوم رمضان منها"اهو جه يا وألاد" للثلاثي المرح و "انا صايم " لفؤاد المهندس و شويكار حتي جاءت شريفه فاضل بذكاء تحسد عليه لتغني حزنا علي انتهاء شهر الصوم واحدة من أروع اغاني رمضان و هي "والله لسه بدري يا شهر الصيام" .. وأستمر حال الغناء الديني الرمضاني ما بين سطوع و خفوت إلي أن طل علينا الشاعر الكبير فؤاد حداد و الملحن و المطرب سيد مكاوي بفكرتهم الرائعة " المسحراتي " و التي حققت نجاحاً لم يكن سيد مكاوي نفسه يتخيله علي حسب وصفه ، ليسدلوا بها الستار علي اخر أروع التجارب الغنائيه الدينيه و الرمضانيه.## ثم بدأت تجارب الأجيال الجديده في الغناء الديني و لكن خانهم ذكائهم عندما تصوروا ان رمضان هو الموسم الوحيد لهذه الأغاني ليؤكدوا بها أنهم لا يبحثون عن الفكرة أو التقرب من الله .. وانما هدفهم الأساسي هو مجرد التواجد و " السبوبة " طبعاً .. وبدأ عمرو دياب السباق بدعاء "يا نور علي نور" ليفتح الستار مرة اخري لكل نجوم جيله سواء محمد فؤاد او لطيفة او أصالة أو هشام عباس وإيهاب توفيق .. و طبعا بخلاف دعاء عمرو دياب السابق ذكره .. من الصعب تذكر اسم أغنية دينية واحدة لنجوم الجيل الحالي ، لكن للحق .. لازم نذكر ألبوم " وائل جسار " الأخير والذي أحتوي بالكامل علي أغاني دينية و مدح في الرسول عليه الصلاه و السلام لانه فعلا تجربة تستحق النجاح .