فى أول رد فعل إيجابى من سكان العشوائيات تجاه ما يحدث فى مصر من تغيير .. فقد خرجت عزبة خيرالله التابعة لحى مصر القديمة اليوم من أجل أن تعلن عن رفضها لكل ما يمس سمعة العشوائيات ومن أجل أن ترسم صورة جميلة لها رغم مشاكلها المزمنة . الشباب والأطفال وتلاميذ المدارس والأهالى قرروا أن يعملوا معاً من أجل تنظيف المكان وإزالة مظاهر العشوائية به ..أيضاً الأهالى أكدوا لنا فى حديثهم معنا أنهم ليسوا حزاماً ناسفاً يحيط بالقاهرة كما يقال ، كما أنهم ليسوا بلطجية أو ناس خارجين على القانون .. وإنما هم فى المجمل مواطنون يحبون البلد ولكن حقوقهم فى الحياة الكريمة مهضومة بسبب عدم الاهتمام بتطوير العشوائيات مع أن الموضوع ليس مكلفاً بهذه الصورة .. حيث أن الحل لا يتجاوز مجرد رصف للشوارع ووضع صناديق القمامة فى كل مكان .. حملة نظافة خيرالله بدأت بمبادرة من جميعة "خير وبركة" التى تعمل فى العزبة منذ عام 2004 بهدف تنمية المجتمع والدعوة للسلام والمحبة والخير بين سكانها المسلمين والأقباط وهى تضم خبراء فى مجالات متعددة بهدف ترقية سبل الحياة .. وقد بدأت الجمعية هذه الحملة اليوم ومن المقرر أن تستمر طويلاً حتى تنظف خيرالله وسط تحديات بالجملة نظراً لكثافة القمامة والمخلفات فى الشوارع .. حيث تقول إيمان سعيد سكرتيرة الجمعية: جمعنا نحو أربعمائة شاب وفتاه من المتطوعين لتنطلق الحملة اليوم من شوارع العزبة وفى البداية نحن عملنا أكثر من حملة توعية ونظمنا ندوات مع عدد من ربات البيوت لبث شعار النظافة من الإيمان كما أننا حصلنا على دعم من الجوامع والكنائس بهدف تأييد الحملة وإقناع الأهالى بها وفعلاً هناك بعض السكان تعاونوا معنا ونزلوا بالمقشات والبعض الآخر أكتفى بأن يعبر عن دهشته مما يحدث حيث لم يكن يتوقع أن تتحول شوارع العزبة إلى مكان نظيف ومن ناحية أخرى نحن نظمنا مسابقة لإختيار أجمل شارع بعد الحملة وسيتم منح سكانه جوائز قيمة والهدف حث الناس على التغيير والهدف أيضاً أن يعلموا أن مصر بعد 25 يناير غير مصر قبل هذا التاريخ وأن هناك حقوقاً كثيرة ستعود للبسطاء من سكان العسوائيات. كما اشتركت فى الحملة جميعة الفقهاء حيث تقول خديجة ربيع سكرتيرة الجمعية: نحن قررنا أن نبدأ بأنفسنا من أجل تجميل صورة ومظهر العزبة وليس معنى أننا ننتمى لمكان عشوائى أن نظل هكذا بلا اهتمام أو أن نظل منسيين أيضاً نحن نطالب حالياً بإنشاء مركز شباب على أرض تابعة للعزبة من أجل أن ندعو الشباب لقضاء وقت فراغهم بشكل إيجابى ومن أجل محاربة الأخلاقيات السلبية. ومن جمعية الأنبا موسى تقول عايدة فتحى إحدى عضواتها : نحن دعمنا شعار الوحدة الوطنية كمسلمين وأقباط وخرجنا معاً فى هذه الحملة والروح الحماسية موجودة فينا وعايزه أقول أننا جميعاً فى العزبة نشعر تجاه بعضنا بالمحبة والمودة وكلنا ناس طيبون .. ونحن فى هذه الحملة عبرنا عن انتمائنا وحبنا لمصر من خلال اهتمامنا بالمكان الذى نعيش فيه ومن هنا ياتى التغيير فنحن قمنا بطلاء واجهات العزبة وكتبنا لافتات تدعو للنظافة والشعور بالمسئولية كما حاولنا توفير صناديق قمامة فى بعض الشوارع حسب الإمكانيات المتاحة وأعتقد أن هذا هو أقل واجب ممكن نقدمه لبلدنا ..