تامر أمين هو أحد الإعلاميين الذين تتجه إليهم أصابع الاتهام لكونه أحد أتباع النظام السابق، وفى أثناء ثورة 25 يناير اختفى فترة عن برنامجه "مصر النهاردة" ثم عاد ليجني ثمار الحرية التي اكتسبها الشباب .. وهو يتحدث في السطور القادمة عن أمور عديدة منها استقالته من الحزب الوطني. ما هي سر اختفاءك عن مصر النهاردة؟ لا يوجد ابتعاد عن البرنامج، ولكن ما حدث أنه منذ بداية الأحداث في 25 يناير كنا نعمل بشكلنا الطبيعي مع صديقي محمود سعد وخيري رمضان، ولكن بعد أن حدث اعتذار من الأستاذ محمود سعد عن الظهور وابتعاده, ظهرت أنا وخيري للمشاهدين بشكل مكثف، ولكن بعد جمعة الغضب امتنعنا أنا وخيري عن تقديم البرنامج في الأسبوع الذي تلا جمعة الغضب لأننا اعترضنا تماما علي أسلوب تناول التليفزيون المصري للأحداث، وبالفعل تم تغيير الأسلوب بعد أسبوع التوقف، وظهرت 5 أيام في الأسبوع وبعدها جاء تخلي الرئيس عن منصبه، وتزامنت معه عودة محمود سعد فكان يظهر في الأسبوع الأول من عودته عدد مرات أكبر تعويضا للفترة السابقة، وكان هذا بالاتفاق مع المهندس أسامة الشيخ، ثم ظهرت أنا بعد ذلك. ولماذا اعترضت أنت وخيري على تقديم البرنامج؟ بعد جمعة الغضب مباشرة طلب مني أنا وخيري أن نقدم البرنامج ولكننا اكتشفنا أن الطريقة التي سيتم تناول الأحداث بها خاصة ما يحدث في ميدان التحرير كانت غير مطابقة لواقع الأحداث وافتقرت إلي قدر كبير من المصداقية لدي الشارع المصري, وطلبنا أن يرصد مصر النهاردة كما تعودنا الأحداث التي تدور في الشارع، ولكن قيل لنا أنه ربما يؤدي هذا إلي حالة من ارتفاع حدة التوتر ووقتها اعتذرنا أنا وخيري عن الظهور بالبرنامج، وبالفعل لم نظهر في الفترة ما بين 28 يناير حتى 4 فبراير, وبعد يوم الجمعة طلب منا المهندس أسامة الشيخ أن نظهر في البرنامج ولكن بعد أن وافق علي مطالبنا في أن نرصد ما يحدث في الشارع بصدق ورحب، وبالفعل رصدنا ما يحدث وأعتقد أننا لأول مرة في التليفزيون غيرنا طريقة وأسلوب التناول وان البرنامج أول من أستضاف الشباب المتظاهرين والمعتصمين في ميدان التحرير وكان أول برنامج يقول أن هناك ثورة في مصر!! وربما هذا لاقي استحساناً وساهم في تصحيح الصورة المأخوذة عن التليفزيون بقدر ما. هل نزلت إلى ميدان التحرير؟ قبل أن أكون إعلامياً أنا مواطن مصري أعيش مع الناس وأعرف أرائهم وأنزل إلي الشارع لأن الإعلامي لا يجلس في جزر منعزلة, ولكن أنا كمواطن شعرت بما يحدث في الشارع ولدي أصدقائى وزملائي وضميري الإعلامي يقتضي أن أقول للناس ما يحدث في الشارع وليس من أجل أن أظهر لأجمل الصورة. وما تقييمك الإعلامي لتغطية أحداث الثورة من جانب القنوات الفضائية العربية؟ نحن نتحدث تقريبا عن 3 قنوات الجزيرة والعربية وال bbc, وأري أن الأكثر توازنا وموضوعية هي العربية وتليها قناة ال bbcويمكن الجزيرة كانت أكثرهم نقلا للأحداث ولكنها كانت الأكثر تصعيدا لها. وكيف تقيم تناول مصر النهاردة للأحداث؟ هذا هو السؤال الأصعب لأنني أعمل في هذا البرنامج ولا أستطيع أن أقيم نفسي ولا يمكنني أن أقول أننا كنا متميزين أو متواضعين ولكن يبقي هذا التقييم من حق الجمهور, ولكن نحن نجتهد بأقصى درجة ممكنه والنتيجة والحكم للمشاهد. وجودك داخل منظومة حكومية إلي أي مدي أخرك في تغطية الحدث؟ سواء وقت الثورة أو بعدها نحن كنا برنامج له طبيعة خاصة تختلف كثيرا عن كل ما يقدم في التليفزيون المصري لأن البرنامج هو من إنتاج شركة صوت القاهرة وكان سقفه أعلي من أي برنامج آخر ولكن مع ذلك نحن نظهر علي شاشة التليفزيون المصري وهو التليفزيون الرسمي للدولة ويكذب من يقول أنه كانت لدينا كإعلاميين الحرية الكاملة في الطرح أو التناول لأنه كان هناك بعض القيود وبعض الضوابط والمعايير التي كنا نعاني منها، ولكن أعتقد أنها الآن أصبحت غير موجودة بعد تغير النظام وبعد تغير الوضع العام في الدولة. لماذا يراك الجمهور دائما رجل النظام؟ لأن أنا الوحيد في البرنامج أبن التليفزيون .. خيري رمضان ومحمود سعد من خارج التليفزيون لكن أنا الوحيد اللي أبن التليفزيون المصري وهذا الأمر أعتز به جدا لأنه هو صاحب الفضل علي ولكن ربما هذه هي الصورة التي تجعل بعض الناس تعتقد أنني أبن النظام ولكن العبرة بأدائي وبما أقوله وليس بما أنا محسوب عليه. وهل هذا أفادك أم أضرك؟ علي مستوي الجماهير هناك قطاع كبير الحمد لله يتواصل معي ويقدر ما أقوم به لأنه يسمع ويقيم وفقا لما أقول, ولكن البعض لا يسمع أو لا ينتبه لما أقول ولكنه يضعني فقط في تصنيف المذيعين الحكوميين لمجرد انتسابي للتليفزيون المصري وهذا هو فقط ما أدعو الناس إليه وهو أن يسمعوا ما أقوله حتى قبل أحداث الثورة، ومنذ أن شاركت في البيت بيتك, وكنت أنا وزملائي من أكثر المذيعين الذين ينتقدون أداء الحكومة والوزراء وكنا نستضيف بعضهم وبالبلدي كما يقولون "نسلخهم" وكان البرنامج يختلف طبعا عما يقدم علي شاشات التليفزيون المصري من برامج أخري ولن أدعو بعض الناس ممن يرون أنني أمثل النظام أنهم فقط يتابعون أدائي وحواراتي ويحكمون في النهاية, لأنني كثيرا ما كنت أفضح قضايا فساد وفتحت ملفات تقصير ولكن مجرد وضعي في تصنيف محدد هو خطأ ولكن العبرة بما أقوله لأنه محسوب علي. ما تعليقك علي ما حدث بين الوزير السابق أنس الفقي ومحمود سعد؟ وهل كنت المقصود بالمذيع أبن التليفزيون الذي تحدث إليه أنس الفقي؟ أنا لم اسمع هذه الجملة تحديدا ولكن هذا الحوار أي مذيع يحب أن يجريه سواء أنا أو خيري أو محمود أو أي مذيع آخر لأن الحوار الآن مع مسئول سابق في محاولة لكشف تفاصيل جديدة لم تعرفها الناس عن النظام السابق أو ما كان يجري, وهناك قاعدة عامة وهي أن أي مذيع محترف يجب أن يكون جاهزا لحوار أي شخصية ما ولا يوجد شيء أسمه أن حواري مع شخصيه ما يضعني في تصنيف معين ولكن المذيع يحاور أي شخص، ولا يصنف بجلوسه مع الضيف ولكن يصنف بحياده وموضوعيته وأدائه. وما رأيك في قرار إلغاء وزارة الإعلام؟ وهل سينعكس علي عودة المصداقية بين الجمهور والإعلام مرة خري؟ أري أنها خطوة رائعة وأنا وزملائي الإعلاميين كنا نطالب بها منذ فترة طويلة لأن وزير الإعلام هو منصب سياسي وليس منصب فني والإعلام لا يحتاج إلي تدخل السياسة فيه ولكن لابد أن يكون موضوعياً ومتواصلاً مع الناس وكل دول العالم المتقدمة لا يوجد فيها منصب وزير الإعلام وأعتقد أن هذه الخطوة ستقودنا إلي إعلام حر ومستنير أكثر، وستبني جسراً جديدا من التواصل بين الجمهور والإعلام المصري أساسه المصداقية.هل أنت عضو في الحزب الوطني؟ أنا فعلا كنت عضو في الحزب الوطني منذ عام 2001 حتى 2003 فقط. وما أسباب استقالتك من الحزب؟ سببان .. أولهما أنني اكتشفت أن المذيع المحترف لا يجب أن يكون منتمي إلى أي حزب أو تيار سياسي لكي تكون كلمته الإعلامية نابعة من ضميره المهني والوطني فقط, والسبب الثاني أنني اكتشفت أن كل الأحزاب السياسية التي كانت موجودة بما فيها الوطني تفتد التواصل مع الجماهير وتفتقد لخدمة الجماهير بشكل حقيقي, واعتبرت أن المشاركة في أي حزب سياسي هو نوع من أنواع تضييع الوقت!. وما رأيك في تكرار المشهد المليوني بعد تنحي الرئيس أكثر من مرة؟ كقاعدة عامة حق التظاهر حق مشروع طالما بطريقة سلمية وأري أن ما يفعله الشعب المصري وخصوصا في ميدان التحرير حتى الآن شيء راق ومحترم جدا لأن الجمعة الماضية كانت جمعة النصر وجمعة الاحتفال بنجاح الثورة وتطهير البلاد من النظام السابق بالإضافة إلي كونها من أجل تكريم الشهداء وهذا طبعا أمر منطقي أن نري هذا الحشد الكبير من المصريين يوم الجمعة الماضية, ووجود المصريين ودعوتهم لتجمع مليوني آخر سواء يوم الثلاثاء أو الجمعة القادمة أري أنها نوعا من أنواع المراقبة والشعب يريد أن يصل برسالة إلي القوات المسلحة والحكومة المصرية وهي أننا مازلنا موجودون ونراقب الخطوات والإصلاحات التي تقومون بها حتى نتأكد من جديتكم وحتى نتأكد من انه لا يجود أي التفاف علي مطالب الثورة وأري أنه شيء إيجابي ولا ضرر منه. وهل تري أن ثورة الشباب أدت إلي تراجع مصداقية بعض الإعلاميين من خلال تغطيتهم للأحداث؟ أنا أؤمن بأنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع .. وبالتأكيد هناك محبين وجماهير لكل مذيع أو إعلامي لأسلوبه وشخصيته أو للطريقة التي يقدم بها برامجه والأحداث التي مرت بها مصر توضح بعض الحقائق والأشياء لكثير من المشاهدين ولكن أعتقد أنه نظرا للخبرات المتراكمة بين المذيع والمشاهدين يوجد نوع من الحكم العام والشامل علي المذيع ولن يغيره حدث.