بمجرد أن أعلنت وزارة المالية عن قبولها لطلبات الالتحاق بوظائف في هيئات الدولة المختلفة التابعة لعدة وزارات، قام آلاف الشباب بالتجمهر أمام مكاتب البريد بالمناطق المختلفة لتقديم طلبات التوظيف.. محمد صلاح-بكالوريوس تجارة جامعة عين شمس- يقول: سمعت عن خبر التقديم للالتحاق بوظائف تابعة للوزارات منها المالية والبترول والكهرباء من خلال مكاتب البريد فتقدمت للالتحاق بالعمل في وزارة المالية، حيث أنني تخرجت منذ ثلاث سنوات ولم أعمل في مكان بصفة ثابتة حتى الآن نظرا لظروف العمل بالقطاع الخاص الذي لا يلتزم بأي شكل من الأشكال بالمسئولية تجاه من يعملون فيه.
ويضيف شريف محمد- بكالوريوس علوم جامعة القاهرة- قائلا: الأوراق المطلوبة هي صورة البطاقة والمؤهل والموقف من التجنيد، بخلاف أننا نقوم بشراء استمارة توظيف يتراوح سعرها من منطقة لأخرى حيث تبدأ من 25 قرشا إلى جنيه، وهي الاستمارة التي يقوم المتقدم للوظيفة كتابة بياناته من خلالها ليتم إرفاقها بالأوراق المطلوبة، وعموما كل هؤلاء الشباب لا يريدون سوى وظيفة ثابتة يرتزقون منها حتى يستطيعوا فتح بيوتهم، فأغلبهم منذ تخرجهم وحتى الآن إما لم يجدوا عمل في مكان ما، أو تعرضوا للظلم في شركات القطاع الخاص. ويقول أحمد الجندي-بكالوريوس تربية جامعة عين شمس-: أغلب الناس هنا يقومون بإرسال ثلاثة حوالات بريدية لثلاثة وزارات حتى يضمنوا أكبر فرصة ممكنة للتوظيف، وهو موضوع مكلف حيث أن سعر الحوالة الواحدة 7 جنيهات بخلاف سعر الاستمارة والظرف البريدي، وبالتالي قد تكلف هذه الحوالات كل فرد حوالي 25 جنيها، ولكن كل ما نتمناه أن يأتي هذا بفائدة وأن يصدقوا في ما تعهدوا للناس به و إلا ستكون كارثة. ربيع محمد-دبلوم صنائع-يقول: أنا لم أقرأ الخبر في صحيفة ولكني كنت أسير في الشارع بجوار أحد مكاتب البريد فوجدت تجمهر عدد كبير من الشباب، وحينما سألت علمت بالخبر، وبما أنني أتمنى الالتحاق بوظيفة تناسب مؤهلي فتقدمت للوظيفة مثلما يفعل الكثير من الشباب. وتشير هناء محمود-ليسانس آداب جامعة حلوان-: طبيعة الكلية التي تخرجت فيها لا تتيح لي حتى الالتحاق بإحدى النقابات التي تفرض طبيعة تخصص محدد للعمل، وهو الأمر الذي دفعني للحصول على الدبلومات المعادلة ولكن دون فائدة، ولذلك لابد أن نجد أحد يهتم بنا و إلا لماذا كنا نتعلم كل هذه السنوات، فليس من المنطقي أن يكون مصيرنا هو الجلوس في المنازل بعد عذاب 4 سنوات من الدراسة والمذاكرة. ويختتم الحديث نادر محمد-بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة-قائلا: الحقيقية يوجد الكثير من الشباب الذين بعد أن صرف عليهم أهاليهم دم قلبهم في التعليم إلا أنهم مازالوا يأخذون مصروفهم من أولياء أمورهم حتى الآن، ولذلك فترسخ عند هؤلاء أنهم لم يأخذون حقهم في الدولة في التوظيف وهو أبسط الحقوق الممكنة، ولذلك فنحن مثل الغريق الذي يتعلق بقشة، فحينما سمعت عن الخبر قررت أن أذهب للتقديم عسى أن مع التغيير الذي حدث في الدولة أن نجد فرصة حقيقية للعمل.