(لو أبنك شاف الحرامى بيرفع الظابط بكره بتاعه هيتلخبط ) جملة رائعة أتت على لسان نور الشريف في فيلم ( 131 أشغال). ليتنا جميعا نفكر فيها جيدا بدلا من عملية القهر والإذلال النفس الذي نمارسه بلا رحمة أو هوادة على رجال الشرطة منذ فترة ليست بالقصيرة لان أحداث 25 يناير وما تلاها من تصاعد للعنف من قبل الشرطة لم يكن بداية حالة التربص بين هذه المؤسسة المسئولة عن حماية الأمن الداخلي والمواطنين بل هو النهاية لعلاقة أخذت تسير من سيء لأسوأ .. الشرطة لمن لا يعرف تقترب من المؤسسة العسكرية في نظامها الصارم لذا لا يمكن أن يتصور أحد أنه في أي ظرف يمكن لرجل الشرطة أن يخالف الأوامر حتى لو لم تتفق مع قناعاته، لذا لا يجب أن نلقى الاتهامات على المؤسسة ككل ونطالب بإقصائها عن الساحة أو عودتها المشروطة بكتالوج شديد الرقة للتعامل مع كل المواطنين لأن هذا غير منطقي فهل يتساوى مواطن شريف في التعامل مع مغتصب وهل يتساوى معتقل سياسي مع قاتل، وأنا هنا لا أطالب بمعاملة سيئة لواحد على حساب الأخر لكن هل يعقل أن يطبطب الضابط أو الأمين على كتف المسجل خطر وهو يقبض عليه؟، وهل يعقل في ظل حالة الهوجة الإعلامية الثائرة على كل ما سبق وكأننا كنا تحت الاحتلال الانجليزي أن تستضيف إعلامية أحد المساجين لتستشهد به على رجال الداخلية؟ وما الهدف من ذلك؟ هل المطلوب أن نعيش بلا أمن داخلي؟ أم نجعل الجيش بعيدا عن دوره الأهم وهو حمايتنا من أعداء الخارج وما أكثرهم دائما وليس الآن فقط؟ أخطأت الشرطة نعم .. هناك شهداء في ميدان التحرير نعم وسبقهم المئات أو الآلاف قبلهم راحوا ضحية ظلم بعض أفراد من هذه المؤسسة نعم.. لكن من كان منا بلا خطيئة فليرجم الداخلية.. والأخطاء علاجها البحث عن أسبابها ووضع حلول وعلاج عاقل يضمن الحفاظ على سلامة الناس التي لن تظل في حالة حراسة لأملاكها وأملاك الدولة كثيرا لأن هذا ليس دورها.. فشباب اللجان الشعبية أبطال بحق وحموا الوطن من هجمات الخارجين عن القانون - ولا أريد من أحد أن يقول لي ومين اللي خرج المجرمين لأن هذا ليس بيت القصيد الآن لأنهم خرجوا بالفعل والأفيد أن نقبض عليهم ونترك لجهات التحقيق أن تحدد من أخرجهم وتعاقبه -ولكن إلى متى كان يمكن أن يستمروا في هذا الدور، وهل لم يستغل البعض ممن يجب تعقبهم أمنيا من البلطجية الفرصة وحولوا الأمر لبلطجة وإتاوات في بعض المناطق.. لن يفيدنا أو يسعدنا أن نرى الضابط وهو في حالة إنكسار ويقبل مضطرا بعض المخالفات التي تحدث أمامه خوفا منه أنه إذا قام بدوره قد يسأل أو يهان في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية .. كما لم يعد مقبولا في الوقت نفسه من رجال هذه المؤسسة العظيمة أى تجاوز ومن حدثت منه تجاوزات لابد من تعرضه للمساءلة القانونية العادلة لأننا لا يجب أن نواجه الظلم بالظلم لان الانتقام في اى وقت هو هدف المرضى والموتورين نفسيا وليس الأسوياء الذين يحلمون بوطن أفضل .. أخطأ بعض رجال الداخلية وأهانوا الكثيرون بلا ذنب وقبل بعضهم الرشاوى وكونوا ثروات من الحرام .. مارس الكثير منهم أعمال بلطجة لا تقل عما قام بها أعتي البلطجية والمسجلين خطر .. ظلمت فئات سياسية على أيديهم أحيانا وليس دائما لكنهم في الوقت نفسه جعلونا ننام 30 عاما وأبواب عماراتنا مفتوحة.. قضوا أيضا على العناصر الإرهابية التي روعتنا لفترة ومازالت تروع الكثير من الدول المجاورة .. لا يوجد حتى الآن أى تواجد معلن أو سرى لتنظيم القاعدة في مصر .. كثير من الضباط ماتوا وهم يدافعون عن شرف بناتنا وضحوا بأرواحهم ليحموهم من الذئاب البشرية ..هناك ضباط رفضوا الملايين مقابل تهريب الآثار أو شحنات مخدرات فلماذا لا نذكر لهم ذلك .. فلننظر داخل أسرنا التي لا تخلو واحدة منها من عسكري أو أمين شرطة أو ضابط هل كلهم فاسدون .. مؤسسة عددها يقارب المليون ونصف نجدهم في المطارات والمواني والسجلات المدنية والمناطق الأثرية والأقسام والسجون والمرور .. نجدهم بيننا في كل مكان ونرفض أن يخلق الاحتكاك الدائم معهم تجاوزات وأخطاء بل أحيانا خطايا وهل البديل أن نقصيهم من حياتنا لتحل بدلا منهم الفوضى أو نحولهم لخيالات مأته لا تهش أو تنش صدقوني إذا سادت الفوضى وتحول المجرم واللص وليس الضابط لفتى الشاشة الأول لن يكون هناك بكره ولا بعد الهام رحيم